دعا وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، إلى ضرورة العمل من أجل التعريف بتاريخ الجزائر وبثورتها التحريرية المجيدة لاسيما في أوساط الشباب والأجيال الصاعدة، كاشفا في هذا الإطار عن عملية المسح التي تقوم بها مصالح الوزارة، بتسجيل 1300 مقبرة للشهداء عبر التراب الوطني و1212 مركز تعذيب. كما أكد الوزير على دور الوزارة في التعريف بثورة الجزائر وبأهمية كتابة تاريخ الثورة وتاريخ الجزائر بصفة عامة، فيما كشف أن البطاقية الوطنية للمجاهدين وذوي الحقوق، ستكون جاهزة قبل أول نوفمبر من السنة الحالية. بخصوص إعداد البطاقية قال الوزير إن الوصاية وضعت تدابير خاصة لتبسيط الإجراءات الإدارية لفائدة هذه الفئة التي ضحّت بالغالي والنفيس من أجل استرجاع السيادة الوطنية. وقال إنه لا توجد إحصائيات دقيقة حول عدد المجاهدين، مضيفا أن دائرته الوزارية تقوم بإحصاء وتحيين كل المعطيات التي من خلالها سيتم التعرّف على العدد الحقيقي للمجاهدين. كما تطرق زيتوني، خلال نزوله أمس، ضيفا على منتدى يومية ”المجاهد”، إلى التحضيرات التي تقوم بها دائرته الوزارية بمناسبة الاحتفالات بالذكرى 53 لعيد الاستقلال والشباب المصادف للخامس جويلية، مؤكدا أن كتابة التاريخ تعد إحدى الطرق التي تسمح بالحفاظ على مكتسبات الثورة، وعليه فإن الوزارة انطلقت في تسجيل شهادات حيّة لمجاهدين وضباط في الثورة قصد أرشفتها. وأكد في هذا الصدد أن كتابة التاريخ هي من اختصاص الباحثين والخبراء في هذا المجال مشيرا إلى أن دائرته الوزارية تسهر على جمع المادة أيضا من خلال القيام بمسح شامل لكل المعالم التاريخية عبر الوطن.واعتبر الوزير أن الذاكرة الجماعية هي أساس الشعوب ومنه فإن المعالم التاريخية. على غرار متاحف المجاهد وغيرها يجب أن تؤدي دورا هاما للتواصل مع الأجيال لتبليغ رسالة المجاهدين والشهداء الذين ضحوا بالنفس والنفيس لكي تعيش الجزائر حرّة ومستقلة. كما أكد الوزير بالمناسبة على ضرورة منح الأولوية للتعريف بالثورة الجزائرية عن طريق المسابقات التاريخية، وتنظيم ندوات على مستوى المؤسسات التربوية، مشيرا إلى أنه تم طبع 10 ملايين نسخة لقصص تسرد مسار الثوار والشهداء إضافة إلى عقد اتفاقيات مع وزارة الثقافة، لإنجاز أفلام وثائقية وسينمائية لبعض الشخصيات الثورية البارزة بهدف تعريفها للآجال الصاعدة. وأبرز الطيب زيتوني، أن استقلال الجزائر لم يقدم هدية للجزائريين بل جاء نتيجة تضحيات الشهداء والمجاهدين الذين قدموا النفس والنفيس في سبيل استعادة الحرية والسيادة الوطنية، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على الثورة وتمجيدها وتوحيد الصفوف من خلال زرع الأمل في نفوس الجزائريين خاصة منهم الشباب وذلك من أجل الحفاظ على استقلال وسيادة الوطن. وأما فيما يخص المطالبة باسترجاع الأرشيف الوطني الخاص بالثورة من فرنسا، أكد زيتوني، أن استرجاع الأرشيف يعتبر انشغالا دائما لدائرته الوزارية، مضيفا أن هناك شراكة بين مركز الأرشيف الجزائري والفرنسي من أجل التوصل إلى اتفاق لإعادة أكثر من 200 ألف وثيقة إلى الجزائر، مضيفا بخصوص اعتراف فرنسا بجرائمها ”إنهم سيعترفون بجرائمهم آجلا أم عاجلا”.