سيكون الكيان المحتل قبلة لمسؤولين غربيين بدأوا يتزاحمون على باب مكتب الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لطمأنته أن الاتفاق الموقّع مع إيران لن يغير شيئا في علاقتهم مع إسرائيل، وأنه لن يكون أبدا في غير صالحها أو أنه يهدد أمنهاالقومي. ولهذا الغرض وصل وزير الخارجية البريطاني فليب هاموند، أمس، في زيارة مفاجئة الى إسرائيل سيلتقي خلالها بالوزير الأول الإسرائيلي، حيث سيعرض عليه بشكل مباشر مضمون هذا الاتفاق الذي استقبله نتانياهو بموقف رافض. وقال هاموند، إنه واثق في قدرة الإسرائيليين على رؤية الاتفاق بنظرة براغماتية وفق المعطيات الموجودة على الأرض. وتعد هذه أول زيارة لمسؤول غربي الى إسرائيل بعد التوقيع على هذا الاتفاق التاريخي ووصفه نتاياهو ب”الخطأ التاريخي" في انتظار وصول كارتر اشتون، وزير الدفاع الامريكي بداية الأسبوع القادم، إلى الكيان المحتل في مهمة مماثلة. وكان الرئيس الامريكي أجرى أول اتصال مع الوزير الأول الإسرائيلي للتخفيف من درجة سخطه التي أبداها بعد التوقيع على الاتفاق. وراح اوباما، يدافع عن الاتفاق والتأكيد بأنه يدخل ضمن مصلحة الأمن القومي الامريكي وإسرائيل". وطمأن الرئيس الامريكي أن الاتفاق لن يكون فيه نزعة عسكرية وهو ما شككت فيه إسرائيل التي اعتبرته وسيلة ذكية لإيران من أجل امتلاك القنبلة الذرية. وتهجم نتانياهو، على الاتفاق وأكد أن إسرائيل غير معنية به في إشارة واضحة بأن موقف الكيان الإسرائيلي من إيران مازال نفسه ولم يتغير حتى بعد التوقيع على الاتفاق، ورغم الترحيب الدولي الذي اعتبره نزعا لفتيل أزمة دولية مستعصية عمّرت لأكثر من 12 عاما. وراح نتانياهو يؤكد على عكس كل المجموعة الدولية أن العالم ارتكب "خطأ تاريخيا" بتوقيعه على هذا الاتفاق، بينما اعتبرته المجموعة الدولية حدثا تاريخيا. واحتفظ نتانياهو لنفسه بكل الخيارات في التعامل مع إيران بما فيها الخيار العسكري، الذي ما انفك يلوح به لضرب المفاعلات النووية الإيرانية بقناعة أنها تسمح لإيران بإنتاج القنبلة ذرية رغم أن باراك اوباما، طمأنه بأن عمليات التفتيش التي أقرها الاتفاق وضعت خصيصا لمنع وقوع ذلك، وأنهت شبح التهديد النووي الإيراني. والأكثر من ذلك أن الولاياتالمتحدة ستتعهد بضمان الأمن الإسرائيلي. ويبدو أن التطمينات التي سوقها الرئيس الامريكي لم تقنع نتانياهو، مما جعله يقرر إرسال وزيره للدفاع اشتون كارتر، لتوضيح الموقف أكثر والقول إن الولاياتالمتحدة لن تتوانى في استخدام القوة العسكرية ضد إيران إذا استدعت الضرورة ذلك لتلجيم نزعة القوة التي تريد طهران فرضها في منطقة الشرق الأوسط.