استقبلت العيادة المركزية للمحروقين بالعاصمة ،خلال العشرة أيام الأولى من رمضان، 177 ضحية ، 97 منها ناجمة عن حوادث منزلية ناتجة عن السوائل الحارة، تأتي في مقدمتها «الشوربة» الساخنة والزيت بنسبة 68 بالمائة حسب الدكتور خليل رضا حاج معطي طبيب جراح مختص في الحروق بالعيادة المركزية للمحروقين، الذي قال «نسبة الحروق الناجمة عن الحوادث المنزلية في رمضان تعرف تراجعا مقارنة بالسنة الماضية». قدم الدكتور خليل في لقاء خاص مع «المساء» بمقر مصلحة المحروقين، الإحصائيات التي تم جردها في العشرة أيام الأولى من رمضان والتي تشير إلى أن المصلحة استقبلت 50 ضحية حادث منزلي من فئة الذكور، و43 فتاة أقل من 15 سنة، بينما قدرت نسبة الرجال ضحايا حوادث مختلفة ب39 حالة، فيما بلغت نسبة النساء الوافدات على المصلحة ب45 حالة، مشيرا إلى أن العامل الأساسي وراء هذه الحوادث هو المطبخ، حيث احتلت السوائل الحارة المرتبة الأولى. وحسب محدثنا، فإن أغلب الحوادث التي استقبلتها المصلحة وقعت قبيل الإفطار بحوالي نصف ساعة، وهي راجعة إلى قلة انتباه الأمهات وغفلتهن، حيث يجد الأطفال المجال مفتوحا للدخول إلى المطبخ واللعب في ظل غياب الرقابة الأبوية وتحديدا من الأمهات اللواتي ينشغلن بالتحضير لمائدة الإفطار، الأمر الذي ينجم عنه وقوع حوادث بالغة الخطورة. وبحكم أن مصلحة المحروقين هي الوحيدة على مستوى القطر الوطني، فإنها تستقبل حالات من مختلف ربوع الوطن، الأمر الذي يخلق حالة من الاكتظاظ خلال الشهر الفضيل، وأرجع الدكتور خليل أسباب ارتفاع الحوادث في رمضان بنسبة 80 بالمائة إلى الحوادث المنزلية، ما يعني أن المنزل الذي يفترض أن يكون المكان الأكثر أمانا، تحدث فيه جملة من الأخطار التي تكون عواقبها وخيمة إن لم تؤخذ الاحتياطات اللازمة، هذه الأخيرة التي تعتبر مسؤولية الأولياء وتحديدا الأمهات بحكم أن الأطفال يجهلون خطورة بعض المواد فيسارعون إلى ملامستها أواللعب بها، ولعل أكثر الأسباب التي كانت وراء وقوع الحوادث هي السوائل، ونخص بالذكر «الشوربة» التي تحب ربات البيوت أن تكون ساخنة عند موعد الإفطار، إلى جانب الزيت أيضا الذي يستعمل في قلي البوراك أوالبطاطا. لا يزال الوعي بخطورة الحوادث المنزلية التي تتسبب في حروق متفاوتة الخطورة، ضعيفا عند الأسر الجزائرية، من أجل هذا نصر في كل مرة على ضرورة التحلي بالحيطة والحذر وإبعاد الأطفال ما أمكن عن المطبخ، لأن التكفل بالأطفال المحروقين عملية معقدة وقد تظل التشوهات شاهدة على خطورة الحادث وترافقهم طول حياتهم، يقول الدكتور خليل. توقع ارتفاع الحوادث المنزلية مع نهاية الشهر الفضيل يقول إلياس الصغير منسق النشاطات شبه الطبية بمصلحة المحروقين «على الرغم من أن الإحصائيات تشير إلى أن المصلحة سجلت تراجعا في عدد ضحايا الحوادث المنزلية خلال الشهر الفضيل، مقارنة بالسنة الماضية، إلاّ أننا نتوقع أن يكون هنالك ارتفاع في الأيام الأخيرة، بالنظر إلى ارتباط الأسر الجزائرية ببعض الطقوس المتعلقة بالتحضير كالإسراع لتنظيف المنزل دون الأخذ بعين الاعتبار لعوامل الأمان والسلامة، والشروع في التحضير للحلويات المختلفة، وبحكم أن بعض الحلويات يجري قليها بالزيت على غرار المقروض والصامصة، فإن الكثير من الحوادث تقع وتصيب تحديدا الأمهات والبنات اللواتي يساعدن أمهاتهن، مشيرا إلى أن أكثر الحوادث خطورة هي تلك المرتبطة بالحلويات التي تقلى بالزيت بالنظر إلى عمق الجروح التي يحدثها الزيت الساخن. وفي رده عن سؤالنا حول أكثر الولايات التي سجلت ارتفاعا في عدد الحوادث المنزلية بالشهر الفضيل، قال إن ولاية المسيلة تحتل المرتبة الأولى بالنظر إلى كثرة الوافدين على المصلحة، تليها المدية وما جاورها، ويضيف: «المصلحة استقبلت في الأيام الأولى من رمضان، إلى جانب حالات الحروق الناجمة عن السوائل، حالات حروق ناتجة عن انفجار قارورات الغاز، حيث استقبلنا حالة خطيرة لضحية انفجار غاز في مرحلة متقدمة من الحروق، كما تلقينا أيضا حالتين لانفجار غاز من آقبو، ما يعني أن الوعي بخطورة الحوادث المنزلية لا يزال ضعيفا».