تصوير: يونس أوبعييش كشف رئيس مصلحة الحروق بمستشفى دويرة البروفسور سمير جوكدار عن ارتفاع غير مسبوق لحالات الحروق منذ بداية الشهر الفضيل الذي وافق هذا العام فصل الصيف الذي تكثر فيه هذه الحوادث، مؤكدا أن مصالحه وحدها سجلت مايقارب 20 وفات معظمهن نساء، وهذا ما يعني إن نسبة الوفيات بسبب الحروق على المستوى الوطني تزيد عن 100 حالة والعدد مرشح للارتفاع. * وأضاف المتحدث الذي يملك خبرة تزيد عن 30 سنة في علاج وجراحة الأمراض والإصابات المتأتية من الحروق أن المطبخ هو المسبب الأول للحروق في شهر رمضان، خاصة إذا تعلق الأمر بالطهي بقارورة الغاز و"الطابونة" اللتين تحولتا إلى آلة لقتل وتشويه الجزائريين، بسبب التساهل واللامبالاة في تأمين إجراءات السلامة والتعامل الساذج مع النار، وهذا ما جعل مصالح الاستعجالات تعج يوميا بعشرات النساء والأطفال الذين تعرضوا إلى حروق متفاوتة الخطورة جراء نيران الطبخ، خاصة للواتي يعملن على تحضير "خبز الطاجين"، كما استقبلت مصالح الحروق أيضا عدد من الشباب الذين يعملون في تحضير "الزلابية "والمخابز، وأكد البروفسور سليم جوكدار أن 50 بالمائة من المصابين الذين تزيد نسبة الحروق لديهم عن 20 بالمائة مصيرهم الموت، ومما ساهم حسب المصدر في ارتفاع نسبة الحروق المتأتية من الطبخ هو غياب ثقافة البناء السليم للمطبخ الذي عادة ما تخصص له أصغر غرفة في البيت، وهذا ما يساهم في انتشار الحوادث لأن "الكوزينة" هي الغرفة الوحيدة التي يدخلها جميع أفراد العائلة لأكثر من أربع مرات في اليوم، ومن الضروري أن تكون آمنة ومعرضة بشكل جيد للتهوية والرحابة لتفادي الاقتراب من نيران الطبخ خاصة بالنسبة للأطفال. * وبالنسبة لأكثر مسببات الحروق عند الجزائريين بعد المطبخ حسب البروفيسور جوكدار يأتي البنزين ثم الصعقات الكهربائية وأخيرا المواد الكيميائية التي بدأت تأخذ طريقها في الانتشار بين المواطنين. * * من تحضير "الزلابية" و"خبز الطاجين" إلى استعجالات الحروق * ساعة من الزمن بمصلحة الاستعجالات بمستشفى الدويرة كانت كافية للاطلاع على لا مبالاة الجزائريين بإجراءات السلامة أثناء الطبخ، مما كلف البعض تشوهات وإصابات خطيرة على مستوى أجزاء متفرقة من الجسد، بينما فقد آخرون أرواحهم، فأول ما لمحناه هو اصطفاف عدد كبير من المصابين منهم من كان ملقى فوق الكراسي وبعضهم كان يفترش الأرض لشدة الألم وما أدراك ما آلام الحروق، وفي هذه الأثناء دخل رجلان يحملان شابا تعرض إلى حروق خطيرة بعدما تدفقت كمية معتبرة من زيت تحضير "الزلابية" على رجله بسبب انقلاب "المقلات"، وبعده بخمس دقائق دخلت امرأة تعرضت إلى لهيب نار "الطابونة" على وجهها بعدما تسربت منها كبيرة من الغاز، وكم كانت آهات عجوز في الستين مؤثرة من شدة آلام الحروق على مستوى رقبتها بعدما فقدت توازنها لتسقط فوق قدر "الشوربة"، كلها حوادث وحالات لمواطنين تساهلوا مع المطبخ الذي بات مصدرا للقتل في شهر حصد لحد الساعة أزيد من 100 ضحية كانوا جميعا يحلمون بتناول وجبة الإفطار مع عائلاتهم وهذا ما لم يتسن لهم، حيث كان الموت أسرع بسبب تساهلهم في التعامل مع النار.