أجمع المشاركون في أشغال الندوة التي احتضنها النزل البلدي لمدينة سكيكدة مؤخرا، حول الرياضة النسوية بمشاركة وجوه رياضية وطنية ذات سمعة عالمية من أمثال البطلة الأولمبية، حسيبة بولمرقة وبطلة الجيدو صورية حداد، أن الرياضة النسوية في الجزائر عرفت تطورا كبيرا، غير أن تقدمها أكثر مرهون بتغيير بعض الذهنيات التي قد تعرقل إكمال الإناث لمشوارهن الرياضي. ترى البطلة الأولمبية حسيبة بولمرقة بأن تطوير الرياضة النسوية في الجزائر بوجه عام، مرهون بتغيير الذهنيات وكذا تغيير بعض التقاليد التي تعيق ممارستها، زيادة إلى كل هذا يجب ضبط سياسة رياضية وطنية متكاملة ذات نظرة بعيدة تتماشى ومتطلبات هذا الجيل، وهذا هو الأهم في نظرها. مضيفة بالقول بأنه لا يجب إغفال أن الرياضة النسوية هي التي أعطت للجزائر المستقلة أول ميدالية ذهبية أولمبية، معتبرة أن ارتداء الحجاب لا يعيق ممارسة الرياضة والدليل حسبها أن الرابطات الدولية أصبحت لا تمانع أن تشارك المرأة المتحجبة في مختلف المنافسات الدولية. لتؤكد بعدها على الدور الكبير الذي تلعبه الرياضة المدرسية التي اعتبرتها الخزان الوحيد لاكتشاف المواهب مشددة على إجبارية ممارسة الرياضة في المؤسسات التربوية، سواء من قبل الفتيات أو الذكور مع العمل من أجل الرفع من المعامل الدراسي. أما البطلة الأولمبية في الجيدو صورية حداد، فترى من جهتها أن العائلة تلعب دورا كبيرا في ترقية وتطوير الرياضة النسوية من خلال تشجيعها لبناتها على ممارستها، مع إعطائهن الدعم، مشيرة إلى أنه أضحى لزاما على المسؤولين المعنيين تخصيص قاعات للرياضة النسوية مع تحديد وقت ممارستها، حتى يتسنى لها ممارسة الرياضة بكل حرية وفي أحسن الظروف، كما أكدت على دور مختلف وسائل الإعلام المختلف عن طريق تشجيع الممارسة الرياضية في الوسط النسوي. وتعتبر الرياضية والصحفية دنيا حجاب أن تطوير الرياضة النسوية في الجزائر مرهون بمدى الاهتمام الفعلي بالرياضة المدرسية التي اعتبرتها القاعدة الأساسية التي تساهم في تطويرها، شريطة أن تكون متبوعة باهتمام الأسرة الجزائرية ولن يكون ذلك كما قالت إلا إذا قمنا بتغيير الدهنيات مشددة على أن بداية الممارسة الرياضية للبنت تبدأ من المدرسة التي تعد خزانا حقيقيا لاكتشاف المواهب تطبيقا للمقولة الصينية: "أهملت الرياضة في صغري أهملتني في شيخوختي". أما السيدة بوحجار نسيمة الأمينة العامة لجمعية تطوير وترقية الرياضة النسوية لولاية سكيكدة، فتشدد على ضرورة تشجيع الجمعيات والنوادي التي تهتم بالرياضة النسوية، من أجل ترقية هذه الرياضة وتوسيع ممارستها على أكثر من نطاق، خاصة الرياضة المائية والغوص مع تكثير من الحملات التحسيسية لدفع الأولياء إلى تشجيع بناتهن على ممارسة الرياضة. فيما يعتبر الدكتور بوفافة كمال، طبيب مستشار في الضمان الاجتماعي مهتم بطب العمل، أن الرياضة النسوية مفيدة كل الإفادة بالمرأة، خاصة الحامل منها، لذا يرى أنه بات من الضروري في مكان تشجيع المرأة على ممارستها التي تبقى مرهونة حسبه بمدى إنجاز المرافق الرياضية الخاصة بالنساء، مع تغيير الدهنيات المتحجرة.