عكف المشاركون في الملتقى الدولي حول الرياضة النسوية الذي أقيم يوم الأحد بالجزائر تحت شعار "الحركة الأولمبية و الرياضة في خدمة ترقية المرأة"، على تشريح واقع الرياضة النسوية و الحلول الناجعة للنهوض بها. وعرف هذا الملتقى الذي نظمته اللجنة الاولمبية والرياضية الجزائرية، برمجة العديد من المداخلات من أهمها تلك التي ألقتها رئيسة لجنة الرياضة و المرأة باللجنة الأولمبية الجزائرية، البطلة الأولمبية و العالمية، حسيبة بولمرقة، التي شرحت واقع ممارسة المرأة للرياضة بالجزائر و المعوقات التي تواجهها و التمييز الذي يطالها، مستشهدة في ذلك بتجربتها الخاصة. ولم تتوقف مداخلة بولمرقة على السرد وتقديم شهادتها، بل عملت على تقديم تصورها الشخصي للنهوض بالرياضة النسوية، والذي لا يمكن أن يتم -حسبها- إلا بتطوير الرياضة المدرسية و اعتلاء المرأة للمناصب العليا في الهيئات المسيرة و اهتمام الإعلام بها الى جانب تشجيع الرياضة للجميع و التي يمكن أن تكون منفذا للنساء لممارسة النشاط البدني. من جهته، قدم الخبير المعتمد لدى اللجنة الاولمبية الدولية، الدكتور زوبير كتفي، عرضا تاريخيا لتطور الرياضة النسوية منذ القدم الى يومنا هذا، حيث سلط الضوء على حضور المرأة في الألعاب الأولمبية القديمة و المعاصرة و الذي عرف -حسبه- تزايدا مطردا، حيث انتقل من 2 بالمائة (في اختصاصي التنس و الغولف) في عام 1900 إلى 43 بالمائة في أولمبياد لندن 2012. كما شهد أولمبياد أثينا 2004 مشاركة رياضية بالحجاب، وهو ما يعكس انفتاح المرأة على الرياضة مهما كان انتماؤها الديني، على حد تعبيره. أما الاستاذة صافية ميموني، رئيسة مصلحة الغدد بالمستشفي الجامعي مصطفى باشا، فقد ركزت في مداخلتها الموسومة "الرياضة، المرأة و الصحة"، على التأثير الإيجابي لممارسة الرياضة على صحة المرأة وأهمية النشاط البدني في الوقاية من العديد من الأمراض، سيما تلك المتعلقة بالسمنة والاستقلاب و الشرايين و القلب و الانجاب. كما استعرضت التونسية مريم شرني ميزوني الحائزة على جائزة المرأة والرياضة للجنة الالمبية الدولية 2014، تجربة تونس في الرياضة النسوية و النشاطات التي قامت بها لجنة المرآة و الرياضة باللجنة الأولمبية التونسية لترقية ممارسة المرأة للرياضة في بلدها. وكانت الجلسة الصباحية فرصة للبحرينية رقية القسرة المتخصصة في 200 م و 100 م و التي كانت أول رياضية تمثل البحرين في أولمبياد أثينا 2004 ، ان تعرض تجربتها الخاصة و المشاكل التي اعترضتها في مسيرتها الرياضية سيما وأنها تنتمي الى مجتمع محافظ. وخصصت الجلسة المسائية لمداخلة الدكتور جيرارد كودار، أستاذ في جامعة ليموج الفرنسية الذي ركز على التجربة الفرنسية، حيث قدم مقاربة سوسيو-اقتصادية لموضوع "الممارسة الرياضية النسوية: تحدي طموح بأوجه متعددة". كما عرفت ايضا مداخلة العديد من الوجوه الرياضية، على غرار البطلة الاولمبية نورية بنيدة مراح التي سيلطت الضوء على تجربتها كامرأة بطلة أولمبية و سمية فرقاني، اول امرأة حكمة في كرة القدم و نائبة برلمانية و عضو شرفي في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم حول "تأثير السياسات العامة على ترقية الشباب و الشابات في وعبر الرياضة" وكذا ليديا نسيكيرا، رئيسة لجنة المراة و الرياضة في اللجنة الأولمبية الدولية. ومن المقرر أن تنتهي أشغال هذا الملتقى نهاية هذا المساء برفع مجموعة من التوصيات. تجدر الإشارة إلى أن افتتاح اشغال هذا الملتقى الدولي، تم بحضور وزير الرياضة محمد تهمي، و وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة مونية مسلم، و رئيس اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية، مصطفى بيراف.