جدد اللبناني وائل جسار الوصال بجمهوره في ثاني حضور له بمهرجان تيمقاد الدولي، ضمن السهرة السادسة لطبعة التظاهرة ال37، إذ حول سكون الليل وسط حجارة المسرح الروماني إلى حديث عن الصوت الذهبي، فعلى مدار ساعة ونصف ساعة من الزمن، حمل الفنان ذكريات لبنان الجميلة التي يعيش فيها الفن بركائز قائمة تعكس الحضور العربي والانتماء إليه، ويجسد صيغ التضامن والدعوة إلى الوحدة العربية، فكان رجع الصدى من أطلال تروي الحضارة وقصة شعب متمسك بالوحدة الوطنية. في سهرة لا تتسع سوى للفن، وضع وائل جسار بصمته فيها، مستحضرا ذكرياته في بلده، وأكد للشعب الجزائري مدى عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين الجزائريواللبناني، عندما حمل الراية الجزائرية وقبلها لمرات عديدة. وقد حيا وائل جسار الصحافة الجزائرية ودعاها للوقوف في وجه الإرهاب المدمر، مشيرا إلى أن الواجب يملي على الجميع التكاتف لمواجهة مده في العالم العربي. استهل الفنان وصلته الغنائية بأشهر أغانيه التي لم يتوان الجمهور ترديدها معه عن ظهر قلب، في لحظات من التجاوب عاشتها مدرجات المسرح الجديد، فتحت شهية وائل الذي أبدع على وقع النغمة اللبنانية، فقدم سهرة استثنائية شكلت صورة مشرقة للجزائر بفضل المهرجان الذي بعث الأمل من جديد.وحظي وائل جسار باستقبال رائع، وأعرب عن سعادته بوجوده في تيمقاد للمرة الثانية، وقال في شأنها بأنها لؤلؤة ويعرف عطر أرض الجزائر الطاهرة، وتمنى الفنان دوام المهرجان، كما جدد أواصر التآخي وتعزيز العلاقات بين الشعبين الجزائريواللبناني. ثم صعد الفنان القدير محمد الغازي الذي استحضر أغانيه القديمة المعروفة التي أداها في عز شبابه باللغتين العربية الأمازيغية وعلى الريتم القبائلي، حرك المشاعر في المدرجات فرقص الشباب على أنغامه. ورغم تقدمه في السن، إلا أنه كان هو الآخر نجما متلألئا في السهرة السادسة وبدا كأنه في عز شبابه عندما غنى رائعته "يا ماحلى دي العشية". ورغم أنه يشارك لأول مرة في مهرجان تيمقاد، استطاع على وقع الريتم القبائلي أن يحرك الحاضرين في المدرجات، فرقص له الشباب مطولا في روائع "أرسد أ طاوس" وغيرها من الأغاني القبائلية، وقد رافقته فرقة شيليا الموسيقية من باتنة. من جهته، قدم الفنان الشاوي ماسينيسا وصلته الغنائية وتمكن من خلق الانسجام مع جمهوره، بعدما جال وصال في التراث، أشعل المدرجات على الإيقاع الشاوي الذي رقص له الجميع ليصنع من الحفل عرسا حقيقيا تمنى جمهوره ألا ينتهي ويمتد لطلوع الفجر، وهو ما ينم عن صدق تعبير جمهور يعشق فنه، فتبادلا التحية وخرج الجميع بانطباع جيد عن سير الحفلات في سهرات الطبعة السابعة والثلاثين، في انتظار سهرة الاختتام التي سينشطها سهرة اليوم ملك الراي الشاب خالد، وإلى جانبه كل من أنور، سليم الشاوي وطاوس. وغابت النجمة الجزائرية المقيمة بفرنسا سعاد ماسي، وهو الغياب الذي تأسف له الجمهور، خاصة أن عددا كبيرا منه حضر من أجل الاستمتاع بأغانيها، لاسيما بعض الطلبة الفلسطينيين، وعلق أحد الطلبة من جامعة باتنة؛ "جئت لأتذوق طبوع الفن الجزائري عن قرب". وائل جسار ل«المساء»: المهرجان فضاء فني ثقافي يدين الإرهاب أبرز الفنان اللبناني وائل جسار الذي نشط السهرة السادسة لمهرجان تيمقاد الدولي ال37 في تصريح ل«المساء»، خصوصيات المهرجانات الثقافية لربط تواصل الأجيال والتعريف بثقافات الشعوب والأمم، وأن مهرجان تيمقاد يدين الإرهاب ويدعو إلى الوحدة العربية. قال وائل جسار إن الأغنية العربية يجب إبرازها بأسلوب راق من خلال الاستعانة بالكوريغرافيا، إلى جانب الصوت الجميل حتى تتفاعل الصورة والكلمة المعبرة في العرض، مشيرا إلى أهمية البعد الثقافي في الرسالة الموجهة للجمهور. ويراهن وائل جسار على دور الإعلام كوسيلة لنقل النماذج المنتقاة من عمق التراث ويعتبر العرض المقترح على جمهور تيمقاد نموذجا صادقا يجسد عمليا روح التضامن بين الشعوب العربية التي يداهمها الإرهاب الذي وجب التصدي له. ولقيت مبادرة احتضان العلم الجزائري من قبل الفنان اللبناني وائل جسار الذي قبله عدة مرات وهو يؤدي أجمل أغانيه التي استمتع بها الجمهور، فضلا عن مبادرته بنزوله من على المنصة لملاقاة جمهوره عن قرب، استحسانا كبيرا لدى جمهور تيمقاد. وقال ضيف تيمقاد بخصوص الأغنية الثورية إنها المحفز لتأجيج روح الوطنية ووصف أعماله في الموضوع بالمثمرة التي استقاها عن تجربته في أداء الخدمة الوطنية. وفي رده على سؤال ل«المساء» حول أهمية موقع المدينة الأثرية التي أصبحت أطلالا تروي قصة حضارة في نقل الصورة عن الجزائر ومواقفهم من القضايا العربية، قال وائل؛ «أعرف جيد المعرفة هذه المدينةالجزائرية ومهرجانها الكبير الكفيل بنقل الصورة والتأصيل لمرحلة جدية في دفع حركية الأنشطة الثقافية من شأنها أن تخلق جمهورا ذواقا متشبعا بالأذواق الفنية والروح الوطنية». وعن مدى التطور الذي أدركته الأغنية المغاربية، أضاف جسار أن الفن بشكل عام، في المغرب الكبير، سجل تطورا ملحوظا، ويحظى باهتمام في العالم العربي، وأصبح مطلوبا أكثر من أي وقت مضى في عدة مهرجانات عربية ودولية، مضيفا أن علاقته بالجمهور الجزائري جد وطيدة. وختم حديثه بالقول؛ على الفنان إتقان عمله بمخاطبة الجمهور العريض وتوصيل رسالة الفن الخالدة، مجددا شكره لمنظمي المهرجان على دعوته مجددا، آملا في فرص قادمة وواعدا، تقديم الجديد من أعماله التي يهواها الجمهور الجزائري.