لا زالت سماء مدينة كويكول الأثرية متلألئة ليلة بعد ليلة بالنجوم العرب، الذين لبوا نداء التضامن مع الشعب الفلسطيني الجريح، بعد صرخة وجهتها الطبعة العاشرة من مهرجان جميلة العربي، حيث صنع الجمهور الحدث بحضوره القوي وتفاعله الكبير مع ضيوف عاصمة الهضاب العليا ونجوم الأغنية الجزائرية الذين أبدعوا. تميزت السهرة الثالثة، أول أمس، بتنوع الطبوع من الأغنية الرومانسية اللبنانية إلى الطابع السطايفي مرورا بالطابع القبائلي ووصولا إلى الطابع الرومانسي العاطفي. فجمهور جميلة فاجأ الكل في هذه الليلة وخلق جوا حميميا للنجوم التي أضاءت سماء الموقع الأثري فكان أكثر من رائع بشهادة الفنان اللبناني وائل جسار وكذا الأصوات الجزائرية الأخرى التي كانت حاضرة في هذه السهرة وأمتعت الجمهور بأجمل أغانيها. وقد عرفت السهرة الثالثة من المهرجان نجاحا جماهيريا كبيرا وهذا بارتفاع عدد المتوافدين من ليلة لأخرى وكان أولّ من اعتلى منصة الموقع الأثري ذلك الفنان القادم من بلد المقاومة الذي تعود جمهور جميلة على حضوره في هذا المهرجان للمرة الثالثة على التوالي إنه الفنان اللبناني وائل جسار الذي غنى فأبدع من خلال أغانيه التي رقص عليها الجمهور ورددها معه على غرار ”جرح الماضي”، ”لو كنت عملت خاطر”، ”غريبة الناس” و”بنسحب” وغيرها من أغانيه المعروفة من قديمها وجديدها، والتي رددها معه الجمهور الذي كان حاضرا عن ظهر قلب، من جهته البلبل وائل جسار بادل جمهوره نفس الشعور وبدأ يردد كلمة ”وان تو ثري” الذي رد عليها الجمهور ب”بفيفا للجيري”. الشطر الثاني من السهرة كان جزائريا حيث امتزج الطابع السطايفي بالقبائلي والرومانسي العاطفي، وكانت البداية بالشاب فارس القسنطيني الذي أدى عدة أغاني رقص على أنغامها الجمهور منها ”مولات الخانة”، ”حلوة سكر” وغيرها من الأغاني ذات الطابع السطايفي، ليعتلي الركح بعده سفير الأغنية القبائلية والذي تعود عليه الجمهور السطايفي ابن ولاية تيزي وزو الشاب ماسي الذي أدى بعض الأغاني القبائلية ذات الطابع الخفيف التي تجاوب معها الجمهور بالرقص على غرار ”فو دو توا” وأغنية ”يذم” والتي تعني ”معاك” بالعربية. ختام السهرة الثالثة من ”مهرجان جميلة العربي” كان عاطفيا رومانسيا من أداء إحدى الأصوات النسوية الرايوية والتي استطاعت أن تفرض نفسها من خلال أغانيها التي حفظها خاصة الشباب إنها الشابة سهام التي رحلت بالجمهور الذي كان حاضرا إلى عالم الرومانسية من خلال الأغاني التي أدتها على غرار أغنية ”تمنيت الموت” ”تديني عليك” وبما أنّ الطبعة العاشرة للمهرجان كانت تضامنا مع الشعب الفلسطيني أدت أغنية ”وين الملايين ”وغيرها من الأغاني التي رقص على أنغامها الجمهور الذي كان حاضرا إلى غاية الساعات الأولى من صبيحة أول أمس.