تجاوز عدد المشتركين الجدد في خدمة الأنترنت فائق السرعة "أي دي أس أل" منذ الفاتح جانفي إلى نهاية جوان الفارط، المليون مشترك، ليرتفع بذلك عدد المشتركين في هذه الخدمة إلى 2,5 مليون مشترك، 50 بالمائة منهم استفادوا من خدمة عقدة الوصول متعددة الخدمات "الأمسان". بالمقابل، يشتكي الزبائن من تدنّي نوعية خدمة الأنترنت بسبب ضعف نسبة التدفق وارتفاع عدد الأعطاب، الأمر الذي دفع بمجمع اتصالات الجزائر، إلى تحويل الخدمة إلى أرضية تقنية جديدة، وهو ما انجرّ عنه حدوث أعطاب مع تغيير أرقام الزبائن. وكشف آخر تقرير صادر عن سلطة الضبط للبريد والاتصالات السلكية واللاسلكية حول خدمة الأنترنت فائقة السرعة، عن ارتفاع عدد زبائن هذه الخدمة بعد إطلاق الجيل الرابع للهاتف الثابت، وهي الخدمة التي لقيت إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، خاصة بعد إقدام مجمع اتصالات الجزائر على عصرنة شبكته وإنجاز 63 ألف كيلومتر من الألياف البصرية لاستبدال الكوابل القديمة، واقتراح تكنولوجيا جديدة توفر خدمة الاتصال عبر الثابت من خلال الصوت والصورة في نفس الوقت، مع مشاهدة القنوات التلفزيونية المجانية. وقصد تلبية طلبات الزبائن تم الرفع من نسبة تدفق الأنترنت عبر الشريط المار من 50 جيغابيت سنة 2010، إلى 400 جيغابيت سنة 2015، ورغم كل هذه الاستثمارات تبقى نوعية الخدمة المقترحة على الزبائن ضعيفة بالنظر إلى كثرة الأعطاب وطول الفترة المستغرقة لإصلاحها. وأرجع رئيس قسم العمليات الخاصة بالأرضيات بمجمع اتصالات الجزائر السيد حمزة عنان، سبب كثرة الاضطرابات عبر الشبكة خلال الفترة الأخيرة إلى تحويل الزبائن نحو أرضيات تقنية جديدة أكثر عصرية، تسمح للمشتركين بالاستفادة من طاقة استقبال أكبر، ونوعية خدمات أفضل، لا سيما فيما يخص عروض الأنترنت فائقة السرعة. وتمس عملية التحويل مئات الآلاف من الزبائن في وقت واحد، وهو ما يترتب عنها اضطرابات على مستوى الشبكة، وتوقف بعض الأجهزة؛ الأمر الذي جعل المؤسسة تقوم بعملية التحول خلال الفترة الليلية عندما يقل استعمال الشبكة. كما أن الاضطرابات الناجمة عن عملية التحول تمس أيضا خدمة الاتصال عبر جهاز الهاتف الثابت، وغالبا ما تضطر المؤسسة لتغيير ترقيم الهاتف وحتى عنوان خدمة الأنترنت "أي بي"، وبالتالي تدعو المؤسسة زبائنها للتقرب من الوكالات التجارية لبرمجة جهاز الاستقبال "الموديم". من جهتها، بادر عدد من الوكالات التجارية بالاتصال بزبائنها عبر الهاتف الثابت بعد الساعة السادسة مساء وخلال العطل الأسبوعية، لإعلامهم بهذا التغيير، وتم اختيار هذا التوقيت، يقول عنان، لغياب المواطن عن مسكنه في الفترة الصباحية. وعلى صعيد آخر، تحدّث ممثل اتصالات الجزائر عن انعكاسات الاعتداءات شبه اليومية على شبكة اتصالات الجزائر؛ ما يخلّف تخريب الكوابل وسرقتها في الكثير من الأحيان، بالإضافة إلى الأعطاب التي تلحق بشبكة الألياف البصرية بسبب الأشغال التي يقوم بها بعض المقاولين من دون تنبيه المؤسسة، وهو ما جعل اتصالات الجزائر تسجل 34 مليون دج من الخسائر خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية بعد سرقة 91,80 كيلومترا من الكوابل مقابل سرقة 198 كيلومترا من الكوابل سنة 2014؛ ما خلّف خسائر ب 303 مليون دج. وقصد استعادة ثقة الزبون قرر مجمع اتصالات الجزائر تعويض الزبائن المتضررين من انقطاع الأنترنت من خلال الاستفادة من ساعات إضافية ومجانية لخدمة الأنترنت في حالة التبليغ عن الانقطاعات. ودعا المجمع زبائنه إلى التقرب من الوكالة التجارية التابعة له للتأكد من وجود عطب في شبكة الأنترنت، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإصلاحه وتعويض الزبون عن طريق احتساب الساعات الضائعة.