يعاني اللاجئون الصحراويون منذ 40 عاما، أوضاعا إنسانية صعبة جراء الاحتلال المغربي الذي حرم السكان من الأرض واستنزف ثرواتهم وشرّد الآلاف منهم. وعلى الرغم من انتهاء الحرب الباردة العسكرية والدبلوماسية، إلا أن حربا أخرى طالت المجال الإنساني، حرب جوّعت الصحراويين بهدف تطويعهم وإرغامهم على قبول حلول غير تلك التي تمسّك بها الصحراويون، وهي الحق في تقرير المصير. ودق رئيس الهلال الأحمر الصحراوي السيد يحيى بوحبيني الذي نزل ضيفا على ”منتدى المساء”، ناقوس الخطر جراء تدهور الوضع الإنساني بمخيمات اللاجئين الصحراويين، الذين سيواجهون ظروفا قاسية وصعبة في ظل استمرار شح المساعدات الإنسانية وتراجعها؛ بشكل ينبئ بتأزم الوضع الصحي والغذائي للاجئين، الذين يطالبون بحل سياسي عاجل يجنبهم عن الجوع ويقيهم السؤال. وفي حديث مطول، شخّص يحيى بوحبيني وبلغة الأرقام، الحالة المزرية التي آل إليها الوضع الإنساني بالمخيمات، مطالبا بتدخّل عاجل للمنظمات الإنسانية وهيئة الأممالمتحدة، الذين طالبهم بزيارة مخيمات اللاجئين، والوقوف على الأوضاع الإنسانية بها، والتي تنذر بكارثة خطيرة ما لم يتم التدخل لمعالجة الأوضاع وإنهاء معاناة الصحراويين. رسالة شكر وعرفان للجزائر وجّه يحيى بوحبيني رئيس الهلال الأحمر الصحراوي لدى نزوله ضيفا على منتدى ”المساء”، رسالة شكر وعرفان إلى الجزائر حكومة وشعبا، على موقفها الثابت والداعم للقضية الصحراوية والتكفل الذي توليه للاجئين بمخيمات تندوف. وقال بوحبيني إن الجزائر تقوم في الخفاء بجهود جبارة تجاه اللاجئين الصحراويين بدون أن يتبع ذلك لا بإشهار ولا بترويج، مشيرا إلى سعي الأطراف التي تعمل على تسييس قضية المساعدات الإنسانية، لاستغلال هذه القضية من خلال الهمس بصوت خافت والقول: لماذا لا تتكفل الجزائر بهؤلاء اللاجئين وهي تملك من الخيرات ما يمكّنها من القيام بذلك؛ وكأن الأمر يتعلق بقضية جزائرية. وهو ما جعل بوحبيني يرد على هذه الادعاءات من خلال التأكيد على أن قضية اللاجئين قضية دولية؛ لأن الأمر يتعلق بلجوء سياسي من جهة، ومن جهة أخرى الجزائر لم تبخل في مساعدتهم؛ حيث أكد أن ما تقدمه هذه الأخيرة لا يقدّم الآخرون حتى نصفه. وقدّم بعض الأمثلة، منها احتضان الجزائر 7 آلاف طالب صحراوي سنويا تتحمل كل مصاريفهم؛ من تعليم وغذاء وملبس، ويستفيدون من نظام المدارس الداخلية، إضافة إلى فتح المستشفيات الجزائرية على مصراعيها أمام المرضى الصحراويين؛ حيث كشفت آخر إحصائية تمت بالتنسيق مع وزارة الصحة الجزائرية، أن أكثر من 2200 مريض صحراوي تلقوا العلاج خلال العام الماضي في مستشفيين اثنين، وهما مستشفى تندوف وعين النعجة بالجزائر العاصمة. كما تحدّث بوحبيني عن وصول الكهرباء إلى أكثر من 32 ألف عائلة في المخيمات، وتعبيد الطرق لتسهيل عبور المساعدات وتنقّل اللاجئين. واعتبر رئيس الهلال الأحمر الصحراوي أن تجربة اللاجئين الصحراويين على أرض الجزائر فريدة من نوعها بالعودة إلى حسن العلاقة التي تربط المواطن الجزائري باللاجئ الصحراوي؛ حيث قال إنه وعلى مدار أربعين سنة من اللجوء، لم تسجَّل أية حوادث تخل بالنظام بين الجانبين، وهو ما دفع بوحبيني إلى مطالبة الجهات المعنية بالمساعدات الإنسانية؛ بتقييم ما تقوم به الجزائر من مجهود في الخفاء لفائدة هؤلاء اللاجئين. وفي الأخير، أكد بوحبيني أن اللاجئين الصحراويين يفضّلون البقاء في مخيمات اللجوء رغم المعاناة التي يعيشونها؛ من منطلق أنها إقامة مؤقتة، وسيأتي اليوم الذي يعودون فيه إلى أرضهم وبلادهم الواقعة منذ أربعين سنة تحت وطأة المحتل المغربي.