طمأن مدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري السيد كريم بوغانم، بأن قطعان الغنم والبقر بالجزائر في صحة جيدة، مشيرا إلى أن مصالحه انتهت مؤخرا من حملة وطنية للتلقيح ضد عدة أمراض. وسيتم، قبل نهاية شهر أكتوبر، إعداد تحقيق وطني لحصر مجمل أنواع الأمراض التي تنتشر وسط الماشية. وعلى ضوء النتائج سيتم اعتماد استراتيجية جديدة للتلقيح، قد تمس عدة أمراض، على غرار الحمى القلاعية والمالطية. كما باشرت مختلف المصالح البيطرية حملة تحسيسية واسعة مست كل المناطق الريفية والقرى والمداشر؛ بهدف مطالبة المربين بتجنب شرب الحليب الطازج بدون غليه. وحسب تصريح مدير المصالح البيطرية كريم بوغانم ل "المساء"، فإن أسباب الإصابة راجعة إلى تناول الحليب مباشرة من أبقار مصابة بمرض الحمى المالطية، وهي بكتيريا منتشرة بالجزائر منذ عدة سنوات. وأكد بوغانم أن البكتيريا منحصرة اليوم في ثلاث بلديات بولاية البويرة، وليس هناك أي خطر على باقي القطعان في الولايات المجاورة؛ من منطلق أن المرض غير مُعد، في الوقت الذي تم ذبح كل الأبقار المصابة، وتلقيح القطعان السليمة عبر كل إسطبلات الولاية والمناطق المجاورة لها. وردا على سؤال ل "المساء" حول سبب عدم تنظيم حملة وطنية للتلقيح ضد الحمى المالطية، أشار مدير المصالح البيطرية إلى أن السبب لا يعود إلى غياب لقاح ضد هذا النوع من الأمراض بقدر ما يرجع إلى الاستراتيجية المنتهجة حاليا للتلقيح، والتي ستعرف قبل نهاية السنة عدة تعديلات بعد إعداد تحقيق وطني معمق يعدّه مجموعة من الخبراء الجزائريين والأجانب؛ بهدف إعداد تقرير مفصل عن الوضعية الصحية للثروة الحيوانية. وعلى ضوء النتائج المتوصل إليها سيتم اعتماد استراتيجية جديدة في مجال الحملات الوطنية للتلقيح، التي ستركز على حماية القطعان من عدة أمراض انتشرت في الفترة الأخيرة، على غرار الحمى القلاعية والمالطية. بالمقابل، طمأن بوغانم كل الفلاحين والمربين الذين سجلوا إصابات وسط قطعانهم بمرافقتهم من طرف البياطرة، واستفادتهم من دعم مالي لمساعدتهم على استخلاف الرؤوس المريضة، خاصة أن البياطرة حريصون على ذبح كل رؤوس الماشية التي تتأكد إصابتها بأي نوع من الأمراض. وعن التمويل المالي المستغل لتعويض المربين، أشار السيد بوغانم إلى اقتطاعه من الصندوق المخصص من طرف وزارة الفلاحة للمصالح البيطرية، والمموَّن سنويا بمبلغ 1 مليار دج، يُعتبر دعما فقط؛ كونه لا يغطي قيمة الخسائر التي تلحق بالمربي، المطالَب اليوم بضرورة التأمين على قطيعه لحماية استثماره من الإفلاس، مشيرا إلى أن القانون المنظم لعمل المصالح البيطرية والمعتمد سنة 1995، يتطرق لإجبارية تأمين المربي قطيعه، غير أن ثقافة المربين اليوم تجعلهم ينفرون من كل ما هو تأمين، وينتظرون في كل مرة دعم الدولة عندما تحل عليهم مصيبة أو يتعرضون لخسائر بسبب الكوارث الطبيعية. وبخصوص التمويل المالي المخصص للتحقيق الوطني المزمع إطلاقه قبل نهاية شهر أكتوبر، صرح بوغانم أنه لن يكلّف كثيرا؛ بالنظر إلى أن البياطرة سيكونون بحاجة إلى مجموعة من الأنابيب لأخذ عيّنات الدم لمجموعة من رؤوس الماشية، مع رجوع الخبراء إلى التقارير البيطرية الفارطة، للوقوف على نوعية الأمراض المنتشرة بالجزائر وتحديد أحسن الطرق للتحكم في انتشارها. أما فيما يخص الحمى القلاعية التي خلّفت العديد من الخسائر بالنسبة لمربي الأبقار السنة الفارطة، فأشار بوغانم إلى أنه إلى غاية اللحظة لم تسجَّل بؤر جديدة للفيروس الذي دخل الجزائر من الحدود الشرقية شهر جويلية 2014، وقد تم تعويض غالبية المربين الذين استكملوا ملفاتهم. ورغم التحكم في انتشار الفيروس بعد تلقيح كل الأبقار، يقول بوغانم، إلا أنه لا يمكن الجزم بأننا في مأمن من الفيروس، الذي قد يظهر في أية لحظة في حالة توفر الظروف الطبيعية الملائمة لانتشاره، لذلك يواصل البياطرة تحسيس المربين بضرورة التقيد بإجراءات الوقاية وتنظيف الأماكن المخصصة لتربية الماشية، مع الاتصال بالمصالح البيطرية في حالة اكتشاف أية حالة مشبوهة. 260 مربيا لم يستلموا تعويضات الحمى القلاعية من جهة أخرى، أشارت مصادر مقربة من وزارة الفلاحة إلى مطالبة وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري السيد سيد أحمد فروخي، المصالح البيطرية ومديرية الفلاحة على مستوى ولاية سطيف، بتسريع عملية معالجة ملفات 260 مربيا لم يستفيدوا من تعويض الدولة بعد انتشار فيروس الحمى القلاعية، والمحدد بنسبة 80 بالمائة من قيمة البقرة المصابة، والتي تم ذبحها إلى غاية اليوم. وتَحجج مدير المصالح الفلاحية بالولاية بعدم استكمال كل الملفات التي أُرسلت إلى مصالح بنك الفلاحة والتنمية الريفية. أما فيما يخص 6 ملايين رأس من الماشية المخصصة هذه السنة لعيد الأضحى المبارك، فطمأن السيد بوغانم المواطنين بسلامة الأغنام، خاصة أن المصالح البيطرية انتهت منذ أقل من شهر عن حملة التلقيح الوطني.