أبرز وزير الشؤون الدينية و الأوقاف، محمد عيسى، لدى توديعه أمس، أول فوج من الحجاج الجزائريين الذين غادروا الجزائر إلى البقاع المقدسة، أهمية الجهود التي تبذلها الدولة بمتابعة خاصة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، لتوفير كل ظروف الراحة للحجاج الميامين، داعيا هؤلاء إلى رد جميل الوطن من خلال تمثيله أحسن تمثيل والتحلّي بأخلاق الجزائريين والآداب الحسنة للحج. كما طالب الوزير خلال إشرافه رفقة كل من وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، محمد بوضياف، ووزير النقل بوجمعة طلعي، على حفل توديع الحجاج بمطار الجزائر الدولي، أفراد البعثة الوطنية للحج المرافقين للحجاج بالتفاني في تأدية المهام النبيلة التي كلّفوا بها، مشيرا إلى أن هؤلاء يحملون مسؤولية ثقيلة ”أمام الله وأمام مسؤولي قطاعاتهم الذين تعهدوا أمام رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، باختيار الأصلح ممن يخدم الحجاج الميامين”. وإذ جدد حرص الدولة برعاية كاملة ومتابعة مستمرة لرئيس الجمهورية، على ضمان كافة ظروف الراحة للحجاج الجزائريين، ذكر السيد عيسى، بأنه لم يحصل للجزائر وأن نالت في السابق أقرب الأماكن لإقامة حجاجها من الحرم المكي، من تلك التي نالتها هذا الموسم، ولا خدمات نقل أحسن من تلك التي استفادت منها هذا العام، مشيرا في سياق متصل إلى تكفل الدولة بنفقات هذه الخدمات، وكذا بنفقات وجبات فطور الصباح والعشاء التي تقدم للحجيج في البقاع المقدسة. واعتبر الوزير بأن سهر الدولة على ضمان مرافقة جيدة للحجاج من خلال إرفاق كل رحلة بعونين من الحماية المدنية، وكذا إمام مرشد وطبيب، ينم عن حرصها على ضمان حج الكرامة الذي يلح عليه رئيس الجمهورية، داعيا في المقابل الحجاج الجزائريين إلى واجب التعاون مع هؤلاء المؤطرين الذين سيحرصون حسبه على الإجابة عن كافة استفسارات الحجاج والتكفّل بكل انشغالاتهم. كما أوصى الوزير الحجاج الجزائريين بإظهار الوجه الحقيقي الناصع للإسلام في الجزائر، حتى يعي العالم أجمع بأن هذا الدين السمح ليس دين تخلّف ولا دين فوضى أو دين جهل وعنف، وأكد في هذا الشأن بأن هذه المسؤولية تقع على الجزائريين قبل غيرهم من مسلمي العالم ”على اعتبار أنهم، استطاعوا تفويت الفرصة على أعداء الدين وانتصروا لوطنهم ودينهم من أعداء الإسلام، الذين سعوا إلى تشويه صورته”، ليضيف بأن من الأعمال التي يمكن من خلالها للحجاج الجزائريين إبراز الوجه الناصع للإسلام، حرصهم على الالتفاف بالبعثة، والتحلّي بالنظافة والالتزام بآداب الحج، والامتثال لواجب رد الجميل للجزائر عبر تمثيلها أحسن تمثيل من قبل سفرائها في البقاع المقدسة. بدوره أكد المدير العام لديوان الحج والعمرة، يوسف عزوزة، بأن الجزائر تتميز في كل سنة بسهرها التام على راحة حجاجها وعدم ادخارها لأي جهد من أجل ضمان كل شروط النقل والإقامة المميزة لهؤلاء، وأشاد في سياق متصل بتعاون سلطات المملكة العربية السعودية مع نظيرتها الجزائرية من أجل ضمان الاستجابة الكاملة للرعاية المنشودة لضيوف الرحمان، مبرزا أهمية قرار السلطات السعودية تمكين الجزائر من الدخول في المسار الإلكتروني لتسيير موسم الحج، وذلك باعتبارها أول دولة عربية تلج هذا العالم المتطور. كما أكد السيد عزوزة، في سياق متصل بأن السلطات المعنية اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لحسن تسيير رحلات نقل الحجاج التي وصفها بالرحلات الإيمانية، مشيرا إلى أن العدد الإجمالي لهذه الرحلات المبرمجة لنقل الحجيج الجزائريين إلى البقاع والمقدسة بلغ 108 رحلات تضمنها كل من الخطوط الجوية الجزائرية وشركة طيران السعودية. من جهته نفى سفير المملكة العربية السعودية بالجزائر، محمود بن حسين قطان، حصول أية صعوبة في منح جوازات السفر وتأشيرات الحج للحجاج الجزائريين، مؤكدا بأن مصالح السفارة التي تعمل بالتنسيق التام والمتواصل مع السلطات الجزائرية، منحت لحد الآن 18 ألف تأشيرة، والعملية متواصلة لاستكمال كل الحصة الخاصة بالحجاج الجزائريين. كما أكد من جانبه حرص السلطات السعودية على تقديم أحسن الخدمات لضيوف الرحمان أثناء موسم الحج للعام الجاري، واستعدادها لتوفير كل ظروف الأمن لهؤلاء ورفع التحديات المطروحة أمامها في هذا المجال. وقد وقف الوفد الوزاري الذي كان مرفوقا بمسؤولي هيئات الأمن الوطني والجمارك والحماية المدنية، بمختلف المصالح التي يمر عبرها الحاج قبل مغادرته أرض الوطن، بداية من تسجيل الرحلة، والمرور على مصالح المراقبة الطبية بالحدود ثم بعدها القيام بالإجراءات المرتبطة بمصاريف الحج المقدرة ب5200 ريال سعودي، وأخذ دليل الحاج لدى جناح الديوان الوطني للحج والعمرة، ليعبر بعدها منطقة مراقبة شرطة الحدود وصولا إلى قاعة الركوب. للإشارة فإن الفوج الأول من الحجاج الجزائريين الذين غادروا مطار هواري بومدين الدولي أمس، يضم 260 حاجا وحاجة من أصل 28800 حاج يمثلون تعداد البعثة الجزائرية للحج لهذه السنة، وستستمر الرحلات المبرمجة بمطار الجزائر الدولي، والبالغ عددها 46 رحلة إلى غاية 27 سبتمبر القادم، فيما تنطلق أولى الرحلات من مطار ورقلة يوم 28 أوت الجاري، ومن مطاري وهران وعنابة يوم 29 أوت الجاري، بينما تنطلق أول رحلة من مطار قسنطينة في 31 أوت الجاري.