أكد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أمس، بسطيف، على "الأهمية القصوى" لمدارس أشبال الأمة ضمن مسعى تطوير القوات المسلّحة باعتبارها "استثمارا بشريا واعدا"، و بوابة أخرى من بوابات التلاقي والتلاحم بين الجيش وعمقه الشعبي عبر كافة ربوع الوطن. وفي كلمة توجيهية ألقاها خلال إشرافه على التدشين الرسمي لمدرسة أشبال الأمة من نوع ثانوية بسطيف، بإقليم الناحية العسكرية الخامسة، أوضح الفريق قايد صالح، أن "الجميع يعلم مدى الجهود التي بذلناها في السنوات القليلة الماضية، في سبيل إنجاح مسعى مدارس أشبال الأمة، الذي يندرج ضمن تحديث وتطوير قواتنا المسلّحة تجسيدا لقرار رئيس الجمهورية الصادر في هذا الشأن، والذي تحققت بفضله رغبة شعبية ملحة ازداد معها تواصل وتعزيز صفوف الجيش الوطني الشعبي بنخبة من الشباب الواعي والمتحفّز". وجاء في بيان لوزارة الدفاع الوطني، أن الفريق قايد صالح، شدّد على ضرورة الحفاظ على هذا العمق الشعبي الذي يعد "زادا معنويا وبشريا لا ينضب"، ليذكّر في هذا الصدد بأن هذا الافتتاح الذي يتزامن مع الدخول المدرسي 2015-2016، يندرج في إطار افتتاح مدارس جديدة لأشبال الأمة وأخرى قيد الإنجاز عبر التراب الوطني، على غرار مدرسة وهران التي تم افتتاحها خلال السنة الدراسية 2009-2010، ومدرسة بشار التي دُشنت في 10 نوفمبر 2013، ومدرسة البليدة التي فتحت أبوابها خلال الموسم الدراسي 2013-2014، وكذا مدارس الأغواط وباتنة وبجاية التي تم افتتاحها يوم 6 سبتمبر الجاري، من طرف كل من السادة قائد الناحية العسكرية الرابعة، وقائد الناحية العسكرية الخامسة ومدير مدارس أشبال الأمة على التوالي. كما سيتم لاحقا استلام ثلاث مدارس أخرى هي الآن قيد الإنجاز بكل من تمنراست وتيارت والمسيلة، ليصل عدد مدارس أشبال الأمة عبر التراب الوطني سنة 2017 إلى عشر مدارس. وقد تم في هذا المسعى توفير كافة الإمكانيات البشرية والمادية والبيداغوجية الكفيلة بجعل مدارس أشبال الأمة "منبتا حقيقيا في تربة خصبة تتخرج منها إطارات مستقبلية واعدة شعارها الجمع بين استيعاب المعارف العصرية بكافة تفرعاتها العلمية، والتشبّع بالقيم الوطنية لثورتنا التحريرية المظفرة التي أسست بالأمس مدارس أشبال الثورة"، يقول الفريق قايد صالح. وتابع مؤكدا على سعي الجيش الوطني الشعبي تحت قيادة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلّحة، وزير الدفاع الوطني إلى "ترسيخ معاني ثورة نوفمبر وقيمها النبيلة، والعمل دائما على ترسيخها في ذاكرة الأجيال المخلصة الصاعدة". كما يسعى الجيش الوطني الشعبي علاوة على ذلك إلى تمكين هذه الأجيال من أن "تتفهم رسالة نوفمبر وأن تعي أبعادها وقداستها باعتبارها ملحمة من أعظم الملاحم وأرفعها شأنا وأزكاها ذكرا وأقربها إلى أفئدة الجزائريين". ويعد ذلك "مدعاة للتمجيد يحق لجيشنا اليوم وكل يوم الافتخار بامتداد جذوره إلى صانع هذه الملحمة جيش التحرير الوطني"، يضيف الفريق قايد صالح، الذي أكد بأن جذوة هذا الافتخار ستبقى "ساطعة ومتألقة، سطوع الدور الريادي الموكل لجيشنا الوطني الشعبي في إطار المهام المخولة إليه دستوريا". للإشارة، كان الفريق قايد صالح، قد أشرف على التدشين الرسمي لمدرسة أشبال الأمة من نوع ثانوية بسطيف، تجسيدا لقرار رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلّحة، وزير الدفاع الوطني القاضي بإحداث مدارس أشبال الأمة وتزامنا مع الدخول المدرسي. وعقب مراسم التدشين، ترأس الفريق قايد صالح، رفقة اللواء عمار عثامنية، قائد الناحية العسكرية الخامسة، لقاء مع إطارات وأشبال المدرسة، حيث ألقى كلمته التوجيهية التي تابعها أشبال كل المدارس على المستوى الوطني عن طريق تقنية التحاضر عن بعد. وبعدها استمع الفريق إلى تدخلات الأشبال الذين عبّروا عن فخرهم واعتزازهم بالالتحاق بمدارس النخبة. ويجدر التذكير بأن ثلاث مدارس أشبال الأمة تم تدشينها الأحد المنصرم، بكل من الأغواط وباتنة وبجاية من قبل قائد الناحية العسكرية الرابعة وقائد الناحية العسكرية الخامسة ومدير مدارس أشبال الأمة على التوالي. ويتم توجيه الأشبال بعد حصولهم على شهادة البكالوريا إلى مختلف قيادات القوات والمديريات ليصبحوا ضباطا طيارين وأطباء ومهندسين وبحارة، وهو الهدف المنشود من وراء إحداث هذه المدارس.