أكد الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك، أمين معزوزي أن الشركة ستواصل استثماراتها وتبقي على جميع مشاريعها الإستراتيجية الكبرى على المدى الطويل، وتطويرها بمساهمة المؤسسات الوطنية بالخصوص، نافيا أن يشكل انخفاض الأسعار عقبة في وجه مواصلة استثمارات سوناطراك، التي تعرف كيف تسير "فترات الاضطرابات" بفضل التميز والتزام الفرق العاملة في الميدان. وأكد المسؤول أن سوناطراك قادرة على تكييف وتحسين طريقة عملها لضمان مردوديتها، وذلك عن طريق خطوات عملية في الميدان، بإعطاء الأولوية للمشاريع الأكثر مردودية اقتصاديا في أي قرار استثماري وبعدها إشراك المؤسسات الوطنية في إنجاز مشاريعها الكبرى. وحسب السيد معزوزي، فرغم الانخفاض الكبير للأسعار العالمية للنفط الخام، فإن الشركة الوطنية ستكمل كل مشاريع الاستثمار "ذات المنفعة الوطنية" في آجالها في مجالات الاكتشاف والاستغلال والحقول والتكرير والتمييع والنقل عن طريق الأنابيب. وستلتزم سوناطراك لتحقيق هذا الهدف، بإدراج أكثر للأداة الوطنية في تطبيق برنامج استثمار المجمع. كما برمجت مبادرات تهدف إلى خفض تكاليف المشاريع بتبني المعايير الدولية للنوعية التقنية التي تسمح بالمحافظة على صحة العمال وسلامة الهياكل والبيئة. كما سيكون التكيف مع الأزمة من خلال منح الصفقات وفق استراتيجية تعاقدية تأخذ بعين الاعتبار حجم وخصوصية ودرجة تعقيد كل صفقة. وستكون الدعوة إلى المنافسة المفتوحة "القاعدة العامة" في منح صفقات إنجاز الهياكل أواقتناء السلع أوالخدمات. وتحدث السيد معزوزي أمس في حوار أدلى به لوكالة الأنباء الجزائرية، عن الأسلوب الذي ستنتهجه سوناطراك من أجل مواجهة الظرف الراهن، المتميز بتراجع حاد لأسعار البترول، حيث أشار إلى التوجه نحو "تحسين تسيير" الشركة الطاقوية الأولى في إفريقيا بتعزيز إشراك الهيئات الاجتماعية للمؤسسة وفروعها في اتخاذ القرارات المهمة. كما ستعمل على رفع احتياطيات المحروقات بصفة كبيرة لضمان الأمن الطاقوي للبلاد على المدى الطويل وخفض استيراد المازوت والبنزين تدريجيا قبل الاستغناء عن استيراده. وفي هذا السياق، أوضح أن الجهود المبذولة لا تهدف فقط لدعم جهد الاستكشاف لضمان الأمن الطاقوي للبلاد على المدى الطويل، بل كذلك في "تعزيز دور الجزائر كعنصر رئيسي في التجارة الدولية للطاقة أيضا". وقال إن سوناطراك ستسارع في تجديد الاحتياطات وتطوير تلك المستكشفة، مع التركيز على استغلال أمثل لحاسي مسعود وحاسي الرمل، أكبر حقلين نفطي وغازي بالجزائر، حيث ستباشر الشركة برنامجا هاما لتحسين عمل هاذين الحقلين قصد رفع الانتاج الوطني من المحروقات، يرفق بتطوير هياكل النقل ونشاطات تحويل وتسويق المحروقات. وإضافة إلى برنامج إعادة تأهيل مصافي التكرير الحالية، ستقوم سوناطراك بإنشاء ثلاثة مركبات جديدة للتكرير التي ستدخل مرحلة الإنتاج خلال السداسي الأول من 2020 بطاقة إنتاجية تعادل 7ر3 مليون طن من البنزين و9 مليون طن من المازوت، حسب معطيات السيد معزوز. كما تم اتخاذ إجراءات لإنجاز مشاريع تثمين المشتقات بتخصيص جزء من مادة الفيول (وقود التدفئة) والنافتا (البنزين الخفيف) المصدر لإنتاج 6ر2 مليون طن من المازوت و4 مليون طن من البنزين إضافية. ومن المنتظر أن تدخل هذه المشاريع في الإنتاج قبل 2018. من جانب آخر، أعلن السيد معزوزي عن تنظيم ندوة ستجمع إطارات المؤسسة ستقام شهر سبتمبر الحالي في حاسي مسعود، للخوض في المسائل الرئيسية المتعلقة بنجاعة نشاطات الشركة والتي سيتمخض عنها مخططات عمل تهدف لإعادة التأهيل تتماشى مع توجيهات الوزير الأول. وأكد أن المجمع هو مؤسسة ذات أسهم مسيرة من طرف هيئاتها الاجتماعية، موضحا أن توجيهات الحكومة من أجل تعزيز استقلاليتها في التسيير تؤكد الأهمية والثقة الموضوعة في سوناطراك من طرف السلطات العمومية. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال قد أكد في ماي الفارط أن مجمع سوناطراك سيتمتع باستقلالية التسيير، مشيرا إلى أن قراراته التقنية لن تتأثر بالتدخل السياسي، بينما القرارات السياسية المتعلقة بقطاع الطاقة هي من صلاحيات الوزارة الوصية التي تطبق برنامج رئيس الجمهورية. وبهذا الخصوص، قال المسؤول الأول عن المجمع إن "توجيهات الوزير الأول تصب في هذا السياق وتؤكد الأهمية والثقة الموضوعة من طرف السلطات العمومية في سوناطراك التي تلعب دورا هاما في اقتصاد البلاد".