سوناطراك تستغنى عن شركائها الأجانب أكد الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك أمين معزوزي أن الشركة الوطنية الأكبر في الجزائر ستواصل استكمال مشاريعها للاستثمار في مجالات الاكتشاف والاستغلال والحقول والتكرير والتمييع والنقل عن طريق الأنابيب في القطاع النفطي رغم الانخفاض الكبير للأسعار العالمية للنفط الخام الذي تعيشه الأسواق العالمية، بعد انخفاض أسعار المحروقات بما يعادل 50 بالمائة منذ شهر جوان 2014. وأوضح معزوزي، في سياق متصل، أنه في سياق الأزمة الدورية لأسعار النفط فإن سوناطراك ستمنح "عناية خاصة للبعد الاقتصادي وإستراتيجية إنجاز المشاريع منذ مرحلة التصميم"، مشيرا إلى أن "الأولوية ستعطى للمشاريع الأكثر مردودية اقتصاديا في أي قرار استثمار لأنه في هذا السياق الذي يتميز بانخفاض أسعار المحروقات تكتسي مردودية المشاريع على المدى القصير والمتوسط أهمية قصوى"، مضيفا أن الطلب على النفط سيكون في الموعد لتلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان العالم، للعودة بالأسعار إلى المستوى المعهود الذي تسعى اليه الجزائر من خلال حشدها لدبلوماسيتها لإقناع أكبر الدول المنتجة للنفط بإنقاذ سوق هذا الأخير، حيث أشار المسؤول الأول لسوناطراك في هذا السياق أن التغييرات الدورية لأسعار النفط لا محالة على ديناميكية على المدى القصير والمتوسط، لكن لن يكون لها تأثير على مسار القطاع الطاقوي على المدى الطويل"، خاصة أن "الصناعة النفطية تطورت بمنطق المدى الطويل واستطاعت أن تواجه بنجاح التباطؤ الدوري، نافيا أي احتمال حول تأجيل محتمل للمشاريع الاستثمارية نتيجة للانخفاض الكبير لأسعار الخام التي أدت إلى تراجع قدرات التمويل للمجمعات النفطية الكبرى الدولية. وأوضح معزوزي أن سوناطراك تعمل ضمن مشاريع استثماريه وأن الأولوية في هذا المجال لا تكمن في دعم جهد الاستكشاف لضمان الأمن الطاقوي للبلاد على المدى الطويل فحسب بل في تعزيز دور الجزائر كعنصر رئيسي في التجارة الدولية للطاقة ايضا، حيث ستعمل الشركة حسبه على تجديد الاحتياطات وتطوير تلك المستكشفة مع التركيز على استغلال أمثل لحاسي مسعود وحاسي الرمل أكبر حقلين نفطي وغازي بالجزائر، إضافة إلى عملها على تحسين عمل هذين الحقلين قصد رفع الإنتاج الوطني من المحروقات في ظل سعي الحكومة لرفع إنتاج الجزائر من المحروقات لتغطية العجز المالي الناجم عن تراجع أسعار البترول خلال المرحلة الحالية، مشيرا إلى أن هذه الجهود لرفع الاحتياطات وزيادة الانتاج سترفق بتطوير هياكل النقل ونشاطات تحويل وتسويق المحروقات، حيث سينسد إنجاز العديد من مشاريعه الكبرى إلى شركات جزائرية مع احترام الإجراءات التي تحكم منح الصفقات العمومية بهدف إشراكها في تنفيذ برامج الاستثمار دون اللجوء إلى الخبرات الأجنبية. وعاد المدير العام للمجمع البترولي إلى الحديث عن استقلالية شركته التي عانت كثيرا في الفترة الأخيرة بسبب المشاكل التي عصفت بها قائلا إن مؤسسة سوناطراك هي مؤسسة ذات أسهم خاضعة للقوانين المعمول بها في هذا الميدان ومسيرة من طرف هيئاتها الاجتماعية وهي الجمعية العامة ومجلس الإدارة والرئيس المدير العام، مذكرا بأن "توجيهات الوزير الأول تصب في هذا السياق وتؤكد الأهمية والثقة الموضوعة من طرف السلطات العمومية في سوناطراك التي تلعب دورا هاما في اقتصاد البلاد كونها أول مصدر دخل للجزائر التي يعتمد اقتصادها على نسبة 93 بالمائة من مداخيل النفط، حيث كان سلال قد أشار سابقا إلى أن سوناطراك ستتمتع باستقلالية التسيير وأن قراراته التقنية لن تتأثر بالتدخل السياسي، مبرزا أن القرارات السياسية المتعلقة بقطاع الطاقة هي من صلاحيات الوزارة الوصية التي تطبق برنامج الحكومة.