كشف، أمين معزوزي، الرئيس المدير العام لسوناطراك، أن المجمع سيسند العديد من مشاريعه الكبرى إلى شركات جزائرية بهدف إشراكها في تنفيذ برامج الاستثمار، ونفى أن تتراجع الشركة الوطنية عن استثماراتها بسبب انهيار أسعار النفط، لكنه أكد على ضرورة تخفيض تكاليف الإنتاج. وقال معزوزي في مقابلة مع وكالة الأنباء الجزائرية، أن سوناطراك "ستسند إنجاز العديد من المشاريع الهامة إلى شركات جزائرية مع احترام الإجراءات التي تحكم منح الصفقات العمومية".. ويهدف هذا القرار حسبه إلى "إشراك القدرات الوطنية للإنجاز مستقبلا في تنفيذ مختلف مشاريع الاستثمار للشركة". وحول ما إذا كانت سوناطراك ستعطي الأولوية للمناقصات الانتقائية في منح الصفقات لفرض أسعارها أوضح معزوزي أن "الدعوة إلى المنافسة المفتوحة سيشكل القاعدة الأساسية لمنح مشاريع الإنجاز لسوناطراك". مضيفا أنه "على غرار شركات النفط العالمية قد تضطر سونطراك للخروج عن هذه القاعدة واعتماد إستراتجيات تعاقدية لكل صفقة"، كما أوضح أنه في إطار منح هذا النوع من الصفقات فإن "معايير الاختيار حددت على حسب حجم وخصوصية ودرجة تعقيد كل مشروع". وكشف من جهة أخرى أنّ "الشركة الوطنية تقوم حاليا بتطبيق مبادرات لخفض التكاليف"، كما أفاد أنه "ستتم عمليات البحث لإيجاد الحلول الجديدة مع الحفاظ على معايير النوعية التقنية وكذا احترام المعايير الدولية في الحفاظ على الصحة العمومية والأمن والبيئة". الأولوية للمشاريع الأكثر مردودية في نفس السياق، قال المدير العام لمجمع سوناطراك "إن الشركة ستُبقي على استثماراتها على المدى الطويل مع إعطاء الأولوية للمشاريع الأكثر مردودية اقتصاديا"، موضحا أنه يجب على الشركة "التحضير لتفعيل نشاطها وإبقاء مجهوداتها الاستثمارية على المشاريع الإستراتيجية الكبرى والمهيكلة على المدى الطويل". وحسب معزوزي فرغم الانخفاض الكبير للأسعار العالمية للنفط الخام فإن الشركة الوطنية "ستكمل كل مشاريع الاستثمار "ذات المنفعة الوطنية" في آجالها في مجالات الاكتشاف والاستغلال والحقول والتكرير والتمييع والنقل عن طريق الأنابيب". كما أوضح كذلك بأنه في سياق الأزمة الدورية لأسعار النفط فإن سوناطراك ستمنح "عناية خاصة للبعد الاقتصادي وإستراتجية إنجاز المشاريع منذ مرحلة التصميم". وفي تعليقه على انخفاض أسعار النفط أعرب معزوزي عن "تفاؤل بالنسبة لانتعاش جديد، مشيرا إلى أن الطلب على النفط سيكون في الموعد لتلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان العالم"، مسجلا أنّ "هذه التغييرات الدورية تؤثر لا محالة على ديناميكية سوق النفط على المدى القصير والمتوسط لكن لن يكون لها تأثير على مسار القطاع الطاقوي على المدى الطويل". وفي تطرقه لمشاريع الاستثمار الكبرى التي تعمل سوناطراك على إنجازها أوضح معزوزي أنّ الأولوية الأولى في هذا المجال لا تكمن في دعم جهد الاستكشاف لضمان الأمن الطاقوي للبلاد على المدى الطويل فحسب بل في تعزيز دور الجزائر كعنصر رئيسي في التجارة الدولية للطاقة أيضا. و في هذا الصدد فإن سوناطراك ستسارع في تجديد الإحتياطات و تطوير تلك المستكشفة مع التركيز على استغلال أمثل لحاسي مسعود وحاسي الرمل أكبر حقلين نفطي وغازي بالجزائر. وفي هذا السياق أشار إلى أن الشركة ستباشر برنامجا هاما لتحسين عمل هاذين الحقلين قصد رفع الإنتاج الوطني من المحروقات. وأضاف أن هذه الجهود لرفع الاحتياطات وزيادة الإنتاج سترفق بتطوير هياكل النقل ونشاطات تحويل وتسويق المحروقات. و في هذا الخصوص سجلت سوناطراك، حسب نفس المسؤول، برنامجا لإنجاز 3 مصافي جديدة ستدخل مرحلة الانتاج خلال السداسي الأول من 2020 ستولد كميات تقدر ب3.7 مليون طن من البنزين و9 مليون طن من المازوت. وكشف نفس المسؤول عن "ندوة ستجمع إطارات المؤسسة ستقام شهر سبتمبر الحالي في حاسي مسعود للخوض في المسائل الرئيسية المتعلقة بنجاعة نشاطات الشركة والتي سيتمخض عنها حسبه مخططات عمل تهدف لإعادة التأهيل تتماشى مع توجيهات الوزير الأوّل".