بادرت جمعية "مرضى السكري" لولاية الجزائر بالتنسيق مع جمعية مرضى السيلياك إلى تنظيم يوم تحسيسي للتوعية حول أهمية الاعتدال في تناول لحوم العيد، ثم تجنب الإصابة ببعض المضاعفات الصحية التي تفسد فرحة العيد كارتفاع معدل الكولستيرول في الدم أو التعرض لعسر الهضم أو تصلب في الشرايين، حيث ألقى مختصون في التغذية جملة من النصائح والإرشادات التي تضمن التمتع بعيد صحي لعامة المواطنين والمرضى خصوصا. توافد على المركز الثقافي "11 ديسمبر" ببلوزداد، عدد من المواطنين الأصحاء والمرضى للاستفادة من جملة التوجيهات التي يقدمها المختصون حول كل ما يتعلق بأكل أضحية العيد، وقد اغتم الحضور فرصة طرح جملة من الأسئلة حول أحسن طريقة لطبخ اللحوم ومقدار الوجبة التي ينبغي تناولها خلال اليوم منها، وما المشروبات التي يستحب من الناحية الصحية إرفاقها مع اللحوم. مرضى "السيلياك" مطالبون بقاعدة "لا إفراط ولا تفريط" ركزت صفية جباري رئيسة جمعية مرضى السيلياك عند تنشيطها لليوم التحسيسي بتوجيه نداء إلى كافة المرضى بضرورة أخذ الحيطة والحذر والتقيد قدر الإمكان بحميتهم الغذائية، بحكم أن مرضى السيلياك يعانون من بعض صعوبات الهضم بسبب الحساسية، بالتالي ينبغي لهم عند ذبح الأضحية تجنب الإكثار من تناول بعض أجزائها وتحديدا تلك التي تحوي نسبة عالية من الدهون، مثل "البوزلوف" و"الدوارة" وغيرها من الأحشاء كونها تتسبب في تكوين غازات تصيب المرضى بآلام حادة، وتعلق "على الرغم من أن مرضى السيلياك غير ممنوع عليهم أكل اللحوم إلا أن الإفراط في تناولها بمناسبة عيد الأضحى قد يخلق خللا في جهازهم الهضمي، مما يجعلهم يصابون بجملة من التعقيدات الصحية الناجمة عن عدم قدرة المعدة على هضم اللحم الذي عادة يتم تناوله بكميات كبيرة خلال أيام العيد بخلاف الأيام العادية. وبهذه المناسبة تقول؛ أنصح كل المرضى بتناول كميات قليلة، والتقيد باستهلاكها على أقل 3 مرات في اليوم مع تجنب المشروبات الغازية وتعويضها قدر الإمكان بالخضر والفواكه لتحقيق نوع من التوازن الغذائي مع تنبيه الأولياء إلى ضرورة مراقبة أبنائهم لتحقيق عيد صحي خال من الألم. وجبة قليلة وصحية شعار مرضى السكري من جهته، شدد فيصل أوحدة رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، على ضرورة أن يأخذ المصاب بداء السكري في الاعتبار احتمال ارتفاع معدل السكري لديه نتيجة الإسراف في أكل لحم الأضحية، خاصة أن لحوم الغنم معروف عنها أنها غنية بالدهون، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى لابد أيضا للمرضى المصابين بداء ارتفاع الكولسيترول أن يراقبوا مقدار الوجبة التي يتناولونها في اليوم والتي ينبغي أن تكون خالية تماما من الشحوم لتفادي الوقوع ضحية جملة من التعقيدات الصحية، لذا يضيف، نرفع شعار "وجبة قليلة وصحية". ومن أكثر الأخطاء شيوعا والتي تؤدي إلى ارتفاع معدل المصابين بالمضاعفات الصحية يوم العيد، حسب أوحدة، هو الإقبال بشكل غير مسبوق على شرب كميات كبيرة من المشروبات الغازية التي يعرف عنها بأنها تحتوي على كميات كبيرة من الغازات والسكريات، وفي النتيجة ارتفاع معدل السكري، لذا يقول: "نستغل مناسبة عيد الأضحى للفت انتباه عامة الناس عموما والمرضى خصوصا إلى الوجبة الغذائية الصحية التي يجب أن يحرص على تناولها الجميع والمكونة من طبق يحوي على نسبة قليلة من اللحم الخالي من الشحوم ويشترط فيه أن يكون مشويا أو مطبوخا، مع تفادي قدر الإمكان كل ما هو مقلي في الزيت لتجنب الدهون المشبعة، هذا الطبق يكون مرفقا بكمية معتبرة من الخضر، مع تجنب الخمول من خلال القيام ببعض الحركات بعد تناول الوجبة. وحول ما إذا كان يعتقد أن المواطن الجزائري بهذه المناسبة الدينية يمكن له أن يتقيد بهذه التعليمات، جاء على لسان عبد الحفيظ حبيطوش طبيب مختص في داء السكري، أن المواطن الجزائري سواء كان بصحة جيدة أو مريضا، لا يأبه في كثير من الأحيان لهذه التوجيهات، لأنه ببساطة عندما يتعلق الأمر بالأكل لا يبغي الإنصات، ولعل أحسن مثال على ذلك؛ المشروبات الغازية التي تعتبر شرطا لازما على المائدة والمحفز الأول لظهور السكري، ومع هذا نحاول نحن كجمعية، يقول، "أن نتفادى عبارة "ممنوع" حتى لا نحرض المرضى ونحثهم في نفس الوقت على عدم الإفراط وأخذ الاحتياط. لعيد صحي .. تخلصوا من شحوم الأضحية يرى كريم مسوس مختص في التغذية، عند تدخله، بأن العيد رغم أنه من المناسبات الدينية التي يفرح بها كل المسلمين، غير أنه يعتبر المسبب الرئيسي في تغيّر العادات الغذائية عند الأسر الجزائرية بسبب وفرة مادة اللحم، مما يعني أن بعض الفئات غير المتعودة على أكل اللحم بصورة دورية تقبل بشكل مبالغ فيه على استهلاكه بصور مختلفة، الأمر الذي يحفز ظهور بعض الأمراض كالضغط الدموي وأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع معدل الكولستيرول في الدم وكذا السكري من النوع الثاني، لذا يقول: "أهم نصيحة يمكن أن يتم تقديمها هي التخلص من كل الشحوم التي تتصل ببعض أجزاء الأضحية، والجمع ما أمكن أثناء تناول الوجبة الغذائية بين اللحم والخضر لاحتواء هذه الأخيرة على مضادات الأكسدة، مثل الخيار والفلفل الأخضر والسلطة والجزر، مما يعني تحقيق توازن غذائي، وحبذا أيضا، يضيف، لو أن مريض السكري الذي يحب تطبيق السنة بالصوم والإفطار على الأضحية أن يلتزم بقياس معدل السكري قبل أن يباشر عملية الذبح حتى لا يتعرض لهبوط مفاجئ في السكري، ومنه يعرض حياته للخطر، لاسيما إن كان يحمل سكينا. ومن أكثر العادات الغذائية السيئة التي يقبل عليها المواطنون بشكل هستيري؛ شي اللحوم أو ما يعرف "بالباربكيو"، غير أن عملية الشيء في كثير من الأحيان تؤدي إلى إحراق اللحوم، بالتالي يتسبب في الكثير من المشاكل الصحية للمرضى والأصحاء على حد سواء وينذر الأمر بظهور بعض السرطانات.