يصاب بعض المواطنين، أيام العيد، ببعض الاضطرابات الصحية نتيجة إفراطهم في تناول اللحوم أو بسبب سوء طهوها، وحتى يظل العيد مناسبة للفرح يقدم كريم مسوس أخصائي التغذية في هذه الأسطر جملة من الإرشادات الهامة للناس عامة وللمرضى تحديدا. قال كريم مسوس في بداية حديثه ل»المساء» أن العيد مناسبة للفرح، وشعور الإنسان بالسعادة لا يتحقق إلا من خلال أكل اللحم الذي تتفنن ربات البيوت في طهوه بأشكال مختلفة منها «المشوي»، «المحمر»، و»المقلي» إلى جانب الأطباق التقليدية التي تحضر في كل البيوت على غرار البوزلوف والعصبان والدوارة ... وأضاف قائلا «قبل الحديث عما ينبغي التقيد به من نصائح غذائية بعد ذبح الأضحية وتقطيعها، لابد لنا ان نقدم بعض المعلومات عما يحويه اللحم من قيمة غذائية، فلا يخفى عليكم ان اللحوم تحتوي على العناصر الأساسية من الأحماض الامنية الضرورية لجسم الإنسان، كما انه يعد من أهم مصادر الحديد التي ينصح بتناولها لمحاربة فقر الدم ويعد لحم الأضحية أيضا غنيا بفيتامين «س» الذي يساعد على امتصاص الحديد، بينما يحوي أيضا على كميات قليلة من الفوسفور الذي يعتبر هو الآخر رغم قلته ضروريا لتقوية الأسنان والعظام، وعموما -يضيف- «يحتاج الشخص البالغ الى واحد غرام لكل كيلو غرام من وزنه أي إذا كان الشخص يزن 70 كلغ فانه يحتاج ما معدله 70 غراما من اللحم كمادة غذائية ضرورية . وحول ما ينبغي التقيد به خلال العيد جاء على لسان محدثنا ان المشاكل الصحية التي يصاب بها البعض أيام العيد تعود بالدرجة الأولى إلى جهلهم بالطريقة الصحية حول لتناول اللحم والكميات التي ينبغي احترامها، حيث قال: «الأكيد ان كل الأنظار تتجه الى الأضحية من اجل الإسراع في نحرها والتلذذ بلحمها من اجل هذا أقول إننا لا نحذر الناس وإنما ينبغي للفرد أن يحتاط من خلال عدم المبالغة في أكل كل ما يتم طبخه، لان اللهفة لأكل لحم الأضحية قد تصيبهم ببعض الأمراض على غرار مرض القصور الكلوي، ومرض النقرس، إلى جانب احتمال ارتفاع الكولسترول في الدم الذي يشكل خطرا كبيرا على مرضى السكري دون ان ننسى حالات الإصابة بالإسهال والقيء نتيجة عدم طهو اللحم جيدا. ينصح كريم مسوس بأكل لحم الأضحية مشويا لأنه يعد من أكثر الطرق الصحية كونه يحافظ على القيمة الغذائية له، ولكن ينبغي الا يكون اللحم عند عملية الشواء قريبا من الفحم من جهة، وأن يتم تجنب إحراقه بالنظر الى ما يسببه اللحم المحروق من مخاطر على الصحة من جهة أخرى، وفي المقابل، يجب التقليل من أكل اللحوم المقلية التي على الرغم من لذتها يقول محدثنا فإنها قد تتسبب في الرفع من معدلات الكولسترول في الدم خاصة بالنسبة لمرضى السكري. وفي الحديث عن مرضى السكري تحديدا يرفع محدثنا بمناسبة عيد الأضحى المبارك نداءه الى كافة مرضى السكري بضرورة قياس معدلات السكري بدمهم منذ الساعات الأولى من الصباح وضرورة اخذ الحيطة والحذر فإذا كان لحم الأضحية لا يرفع معدلات السكري لديهم فان الجهد الذي قد يبذله مريض السكري في نحر الأضحية، وسلخها، وتنظيفها قد يصيبه بالإرهاق خاصة إذا كان من الذين يصومون الى غاية ذبح الأضحية وللإفطار عليها، ومن ثمة يتوجب على المريض أن يحرص على مراقبة السكري بدمه وان يسارع إلى أكل بعض النشويات أو السكريات في حال شعوره بالتعب. من بين الأطباق التقليدية التي تبرع ربات البيوت في إعدادها يقول كريم مسوس هي الدوارة ومن ثمة ينبغي ان تحرص ربة البيت على تنظيفها جيدا، فإذا كانت غنية بالبروتينات فان الشحوم الملتصقة بها تفقدها قيمتها الصحية، من اجل هذا لابد من التخلص من كل الشحوم العالقة بها لأنها تشكل خطرا على المرضى والأصحاء عموما. تركيز الاهتمام على اللحوم قد ينسي البعض أهمية إحداث التوازن في الوجبة الغذائية من اجل هذا قال أخصائي التغذية كريم انه ينبغي لنا ألا نغفل إرفاق الخضار على اختلاف أنواعها مع أطباق اللحم، دون ان ننسى أطباق السلطة التي تلعب دورا كبيرا في محاربة الدهون المشبعة على صحة القلب والشرايين. وأخيرا ما ينبغي التأكيد عليه ونحن نعيش فرحة العيد يقول كريم مسوس هو ضرورة اعتماد استراتيجية استهلاك عقلاني من خلال الاعتدال في أكل اللحم وتقسيمه الى عدة أيام او أسابيع، وتخزينه بطريقة صحية لان عملية التخزين هي الأخرى غاية في الأهمية من حيث الحفاظ على قيمته الغذائية.