قررت الجمعية الجزائرية لمرضى السكري إحياء اليوم العالمي للتغذية المصادف ل 16 أكتوبر، بتنظيم يوم تحسيسي بالمناسبة، يتناول التغذية الصحية للمرضى وغير المرضى عشية الاحتفال بهذه الشعيرة الدينية، وذلك لتجنب المضاعفات التي عاد ما تصيب المرضى، وتحديدا مرضى السكري، نتيجة الإفراط في تناول لحوم العيد المشبعة بالدهون. يهمل بعض المرضى، بدافع فرحة العيد، التقيد ببعض الإرشادات الغذائية، فتجدهم يندفعون وراء الإكثار من تناول لحوم العيد، وتحديدا المقلية منها، وبالنتيجة يتعرضون لبعض المضاعفات الصحية، لذا قرر المشرفون على الجمعية الجزائرية لمرضى السكري، تخصيص يوم تحسيسي لتوعية المواطنين بالطريق السليمة التي يجب اتباعها عند تناول لحوم العيد، وهو ما تحدّث به ل “المساء” فيصل أوحدة رئيس الجمعية؛ حيث قال بأن الجمعية في إطار برنامجها السنوي، تولي أهمية كبيرة لمثل هذه المناسبات الدينية بالنظر إلى المضاعفات التي تصيب المرضى جراء التفريط في نظامهم الغذائي، وبحكم أننا نحتفل بعيد الأضحى المبارك، قررنا تنظيم أبواب مفتوحة على مرضى السكري وعيد الأضحى، إذ يشرف أخصائيون في التغذية على تنشيط الورشات التي تقدَّم فيها جملة من المعلومات والنصائح حول التغذية الصحية والسليمة لأضحية العيد. ويواصل محدثنا قائلا: “ما نبغي تسليط الضوء عليه خلال هذه الحملة هو أن أكل لحوم العيد سواء كانت لحوم خراف أو عجول فهي حق للجميع حتى المرضى، كي لا يشعروا بالاختلاف عن غيرهم، غير أن ما ننبّههم إليه هو ضرورة أن يفهم المرضى خصوصا أن المناسبة لا يمكن أن تنسيهم احتمال تعرضهم لبعض المضاعفات إن حدث وبالغوا في تناول بعض الأطعمة التي تُعرف بها العائلات يوم العيد، على غرار أطباق البوزلوف أو العصبان أو بعض الأطباق المشوية بطريقة غير صحية، الأمر الذي يجعلها غنية بالدهون، ويمكن أن تتسبب في ارتفاع الكوليسترول في الدم بالنسبة لبعض المرضى المصابين بالضغط الدموي إلى جانب السكري”. وفي رده عن سؤالنا حول ما إذا كان بعض المرضى يترددون على الجمعية لمعرفة كيفية التعامل مع لحم الأضحية، جاء على لسانه: “إن الجمعية تستقبل يوميا أعدادا كبيرة من المرضى للاستفسار عن الغذاء الصحي الذي يحول دون ارتفاع معدل السكري لديهم، وخاصة كبار السن؛ حيث نستقبل تقريبا 30 مريضا في اليوم لطلب الاستشارة أو للحصول على جهاز قياس السكري أو بعض الأدوية، وعند حدوث بعض المضاعفات نتولى بالجمعية مهمة نقل المريض بعد إسعافه على وجه السرعة، إلى العيادات المتخصصة”. من بين الأنشطة التي تسعى أيضا الجمعية يقول أوحدة فيصل لتفعيلها عشية عيد الأضحى، قافلة السكري، التي يُنتظر أن تحط الرحال بالعاصمة، لتقوم بتشخيص داء السكري والضغط الدموي لعامة الناس، يشرف عليها أطباء وأخصائيون، وتهدف إلى الكشف عن بعض الحالات الجديدة، سواء كانت مصابة بداء السكري أو الضغط الدموي، ليتم توجيههم وتوعيتهم”. ولأن عيد الأضحى يُعرف فيه اندفاع عامة الناس إلى صيام يوم عرفة، يناشد فيصل أوحدة كل المصابين بداء السكري بوجوب استشارة طبيبهم؛ على اعتبار أنه المفتي الأول للمرضى بوجوب الصيام من عدمه، حيث يتولى الطبيب إن أفتى لمريضه بالصيام، توعيته بالطريقة الصحية لتقسيم وجباته ومواعيد تناول دوائه. والمعروف حسبه، أن “المصابين بالنوع الأول من السكري ممنوعون نهائيا من الصيام، أما المصابون بالنوع الثاني من داء السكري فيمكنهم ذلك بعد استشارة الطبيب المعالج”. لا يدعو عيد الأضحى للقلق بالنسبة للمصابين بداء السكري يقول أوحدة إذا ما قارنّاه بعيد الفطر المبارك، “الذي نشهد فيه تسجيل حالات كبيرة لارتفاع السكري، ومع هذا ننبه المرضى إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر منه، وتحديدا بالنسبة للمصابين بارتفاع الضغط الدموي؛ لذا نطلب منهم اعتماد نظام غذائي منتظم، يعتمد على الخضر التي تكون مرافقة للحوم”. وحول مدى وعي المرضى يرى رئيس الجمعية أن مرضى السكري اكتسبوا بالنظر إلى المجهودات التي تقوم بها الجمعية في مجال التوعية والتحسيس، نوعا من الثقافة الغذائية الصحية التي تحميهم على الأقل من الإصابة ببعض الاضطرابات الصحية، وهذا مؤشر إيجابي. وأرجع أوحدة ارتفاع معدلات الإصابة بداء السكري بالجزائر، إلى تغير نمط المعيشة على غرار الأنترنت، التي قلّلت من الحركة، وتحديدا بالنسبة للأطفال، الذين يمضون معظم الوقت أمام الشاشة، إلى جانب الإقبال على تناول الوجبات السريعة المشبَّعة بالدهون والمرفقة بالمشروبات الغازية، وهي كلها مؤشرات يقول أوحدة ساهمت في توسيع رقعة المصابين بالداء؛ إذ تكشف الإحصائيات بالجزائر أن من 8 إلى 12 بالمائة مصابون بداء السكري بالجزائر، وهي إحصائيات تبقى غير دقيقة؛ “لذا نحن كجمعية (يضيف) نطالب بإجراء إحصائيات دقيقة، لا سيما أن بعض المرضى غير مؤمَّنين اجتماعيا، وهو الانشغال الذي يعاني منه المرضى؛ من أجل هذا نطالب بضرورة التأمين الشامل والاستعجالي لكل المصابين بداء السكري، خاصة أن غير المؤمَّنين معرَّضون لمضاعفات داء السكري على غرار عجز الكلى والعمى وبتر الأرجل، ومن ثمة تظهر الحاجة إلى وجوب التأمين لحماية المصابين بالسكري”.