يبدو أن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، حميد حداج، قد بدأ يهيئ الرأي العام الرياضي الجزائري "للانصياع" لقرار محكمة التحكيم الرياضي الدولية، القاضي بإدراج نادي رائد القبة ضمن بطولة القسم الوطني الاول، على خلفية الطعن الذي قدمته الإدارة القبية بخصوص قضية لاعبها السابق خليدي. وظهر ذلك واضحا من خلال التصريح الذي ادلى به الرجل الاول ل"الفاف" للموقع الرسمي للفدرالية على شبكة الانترنيت يوم الاثنين، وأكد فيه أنه لم يتحدث للصحافة الجزائرية عن "التدخل الأجنبي في شؤون هيئته فيما يتعلق بقضية رائد القبة".. نافيا بذلك ما تداولته مختلف وسائل الإعلام المحلية نقلا عن تصريح مقتضب لجريدة "لو بيتور" المتخصصة، ويكون قد قال فيه أن قرارات محكمة لوزان "غير ملزمة " وأن طلبها برد الاعتبار لذوي الزي الاخضر والأبيض يعد "مساسا بالسيادة الوطنية".. وبغض النظر عن التساؤلات حول سبب انتظار حداج قرابة ثلاثة أسابيع لتكذيب ما قد يكون قد نسب إليه من تصريحات، فإن توضيحه للموقع الرسمي لهيئته، يوحي أن "الفاف" مستعدة للتجاوب مع قرار المحكمة الرياضية الدولية، مع تعديل رزنامة المنافسة وفق المعطى الجديد، خاصة وأن عدة مؤشرات تلمح إلى أن أمور عديدة حدثت في الأيام القليلة الماضية بمبنى دالي ابراهيم، وجعلت حداج يلتقي صبيحة يوم الأحد برئيس رائد القبةعمر ربراب ونائبه كمال أوغليس. وحسب مصادر موثوق فيها، فإن هذه الجلسة دامت قرابة أربع ساعات، مما جعل بعض الملاحظين يربطون تصريح حداج بالاجتماع الذي جرى صبيحة نفس اليوم، وهو الاجتماع الذي يكون رئيس الاتحادية قد طمأن خلاله مسؤولي القبة، بالعمل على اجراء تعديلات على الرزنامة لا تضر بالفريق في حالة ترسيم صعوده إلى الدرجة الأولى، بعد اللقاء المرتقب يوم 26 سبتمبر الجاري بمدينة لوزان السويسرية بين حداج وممثلي كل من رائد القبة والاتحاد الدولي لكرة القدم والمحكمة الدولية الرياضية. وكانت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قد راسلت "الفيفا" يوم 24 اوت الماضي، تطلب من هذه الاخيرة توضيحات بشأن قرار محكمة لوزان، الصادر يوم 20 اوت حول ضرورة إدماج رائد القبة في بطولة القسم الاول مع تعديل الرزنامة. وانطلاقا من هذا المعطى، قرر المكتب الفدرالي، وقصد تفادي أي إشكال آخر، تجميد نشاط رائد القبة إلى غاية تسلم رد "الفيفا" و اتضاح الرؤية حول القضية. ويذكر أن رائد القبة كان قد قاطع مباراة الجولة الأولى لبطولة القسم الثاني أمام نادي بارادو، وذلك بعدما تلقى النادي مراسلة من لوزان، تعطيه الحق في الصعود إلى القسم الاول.. وهو القرار الذي جاء مخالفا لذلك التي اتخذته "الفاف" والقاضي بإبقاء الرائد في القسم الثاني، بعد خصم ست نقاط من رصيده، واعتباره منهزما على البساط في مباراة الجولة ما قبل الأخيرة من بطولة الموسم الماضي أمام اتحاد الحراش، بسبب تزوير لاعبه خليدي لهويته الشخصية.