أعلن وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، أنه يجري التحضير على مستوى دائرته الوزارية ل "ميثاق" يحدد القيم الكبرى ومفهوم الديمقراطية التشاركية، مبرزا أنه سيتم تقديم هذا الميثاق للحكومة قبل نهاية السنة الجارية. ومن وهران، أعرب الوزير أول أمس عن موافقته المبدئية لتمكين بعض البلديات من مندوبيات حضرية في إطار لا مركزية التسيير. كما كشف أنه سيتم قريبا إعادة النظر في الدور الاقتصادي للبلديات، حتى تكون لها القدرة لمواكبة متطلبات خلق الثروة والقيمة المضافة، معلنا في السياق عن إمكانية منح بعض الولايات المهمة صفة "ولايات كبرى"، على غرار الجزائرووهران وقسنطينة. وخلال زيارة عمل وتفقّد قادته إلى ولاية وهران، أشار وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، إلى أن هذه الوثيقة التي يتم بلورتها حاليا ستكون، في نفس الوقت، قانونا يوضح ويحدد العلاقة التشاركية ما بين المواطن والإدارة في تسيير شؤونه المحلية، مضيفا أن هذه الحركية تهدف إلى أن يكون المواطن شريكا فعليا في التسيير المحلي، لاسيما في التكفل بانشغالاته وطموحاته وكذا إشراكه في المشاريع ومرافقته في تجسيدها. وقررت الحكومة وبتعليمات من الوزير الأول، وضع كل الميكانيزمات القانونية لتحسين أداء الإدارة، حسب وزير الداخلية والجماعات المحلية، الذي أشار إلى أن هذه الميكانيزمات تتوافق مع هذا الميثاق، مذكرا بأن إعداد هذا الميثاق يأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الطبيعية والتاريخية وتقاليد كل منطقة من مناطق الوطن. وحسب الوزير، تطمح كل هذه الحركية على مستوى الإدارة، إلى جعل المواطن القلب النابض لكل الاستراتيجيات من النواحي الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها. وفي موضوع آخر، أعرب وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي عن موافقته المبدئية لتمكين بعض البلديات من مندوبيات حضرية في إطار لا مركزية تسيير الشأن العام من مختلف الجوانب، على غرار الحالة المدنية. وأبرز الوزير خلال إشرافه على لقاء ضم السلطات المحلية وممثلي المجتمع المدني بولاية وهران، أن التنظيم الجديد سيتيح استفادة البلديات المعنية من إمكانيات ووسائل بشرية ومادية، ترقى إلى تطلعات مواطنيها، لا سيما أنها تشهد امتدادا عمرانيا وديموغرافيا كبيرا في إطار تجسيد برامج سكنية كبيرة. وكشف الوزير أيضا أنه سيتم قريبا إعادة النظر في الإجراءات الخاصة بالدور الاقتصادي للبلديات؛ حتى تكون لها القدرة على مواكبة متطلبات خلق الثروة والقيمة المضافة، معتبرا أنه "أمر ملحّ" تمليه الظروف الاقتصادية الراهنة، إلى جانب السعي لتحقيق الهدف، المتمثل في بلوغ البلديات إلى مستويات عالية من الحكامة الرشيدة، مشيرا إلى أن هذا المسعى يحتوي عليه قانون البلدية، إلا أنه يتطلب في الوقت الحالي مباشرة إصدار القوانين التنفيذية، لافتا: "هدفنا يصبو لأن تكون بلدياتنا غنية بموارد متنوعة، تمكّنها من تمويل برامج تنموية واعدة". ولبلوغ هذه الغاية سيتم مرافقة ودعم البلديات في خلق الثروة، والمبادرة إلى استغلال الموارد وتثمينها، من خلال تمكينها من الأطر القانونية والتنظيمية التي تسمح لها بتحصيل الأموال، على غرار استغلال الإمكانيات الطبيعية وغيرها. ومن جهة أخرى، أعلن وزير الداخلية والجماعات المحلية أنه سيتم تمكين البلديات من تمويل مناطق النشاطات الاقتصادية الواقعة في أقاليم تخصصها، عن طريق صندوق التضامن للجماعات المحلية للوزارة، على أن تكون الأموال على شكل قروض بدون فائدة، معربا أيضا عن نية الحكومة تمكين البلديات من إجراءات وصلاحيات أوسع في مجال تسيير الشؤون العامة، لا سيما المتصلة بعملية دعم الاستثمار والدفع بعجلة التنمية الاقتصادية. ومن جانب تشجيع الاستثمار، توقّع الوزير انطلاقة كبيرة له خلال 2016، مرتقبا استحداث حوالي 50 ألف نشاط مصغّر بالوطن، داعيا بالمناسبة إلى تمكين بصفة خاصة الشباب، من فرص الاستثمار وتوجيههم ومرافقتهم، لا سيما حاملو مشاريع المناولة الصناعية. وفي سياق متصل، أعلن السيد نور الدين بدوي أنه يتم حاليا التفكير في إمكانية منح بعض الولايات المهمة صفة "ولايات كبرى"، على غرار الجزائرووهران وقسنطينة، مبرزا أن منح هذه الصفة سيتم من خلال مشروع قد تقترحه الوزارة على الحكومة مستقبلا، وموضحا أن هذه الصفة ستكون "استثنائية" لبعض الولايات؛ بالنظر إلى أهميتها من مختلف النواحي، والتي تحتاج لاعتبارات خاصة. من جهة أخرى، أكد السيد بدوي أن إنشاء الولايات المنتدبة في إطار إعادة التنظيم الإداري للإقليم الوطني، يسير وفق الوتيرة والأهداف المسطرة لهذا المشروع الذي بادر به رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، مشيرا إلى أن هذه العملية التي تتم من خلال ترقية بعض المناطق بهدف التقرب من المواطن أكثر والتكفل بانشغالاته، ستشمل ولايات الهضاب العليا في 2016، لتختتم في سنة 2017 على مستوى الولايات الشمالية للوطن. وحول إمكانية الرجوع إلى المندوبيات التنفيذية لتسيير الجماعات المحلية، شدد الوزير أن "الانتخابات هي قيمة أساسية لا رجعة عنها أبدا"، مضيفا أن الجزائر عملت على تنظيم الانتخابات وترسيخها كمبدأ دستوري، لافتا الى أن المندوبيات كانت في فترة التسعينيات. وقد تلقّى السيد بدوي في مستهل زيارته إلى ولاية وهران، عرضا حول مجموعة من البرامج التنموية التي تندرج في إطار إعادة تأهيل حي "فلاوسن" (البركي سابقا)، والذي يمثل المدخل الجنوبي للمجمع الحضري لوهران. وتضم العملية إنجاز 900 مسكن اجتماعي إيجاري في طور التجسيد وفندق ومرافق جوارية متعددة. وبنفس الموقع أشرف الوزير على تدشين ثلاثة فضاءات رياضية جوارية تتوفر على أرضيات مغطاة بالعشب الاصطناعي. كما دشن الحديقة المتوسطية بحي "العقيد لطفي" والواقعة بالواجهة البحرية لمدينة وهران، قبل أن يعطي بمقر المندوبية البلدية لحي "العثمانية"، إشارة انطلاق النظام الوطني لاستصدار جوازات السفر البيوميترية على مستوى بلديات الولاية. وبالمجمع الحضري لبلقايد (شرق وهران) الذي يشمل على 17 ألف وحدة سكنية في طور الإنجاز، عاين نور الدين بدوي التدابير المتخَذة في مجال التغطية الأمنية على مستوى هذا القطب العمراني الجديد. التشديد على المرافقة الإعلامية في تجسيد المشاريع التنموية وأكد وزير الداخلية والجماعات المحلية على أهمية المرافقة الإعلامية في تجسيد البرامج التنموية. وقال الوزير في لقاء مع ممثلي الأسرة الإعلامية بمناسبة اليوم الوطني للصحافة على هامش زيارة العمل لوهران، "لا يمكننا أن نقرر ونرافق ونجسّد مشاريعنا اليومية بدون مرافقة الإعلام التي نعتبرها دائما مرافقة إيجابية، تجعل المواطن الجزائري في قلب الطموحات التي رسمها والطموحات التي يحلم بالوصول إليها". وأضاف: "بدونكم لا يمكن لنا أن نرفع كل هذه التحديات، ولا يمكن كذلك أن نتقرب أكثر من المواطنين"، معتبرا رجال الإعلام "المرافقين الحقيقيين لكل البرامج التنموية التي يتم تجسيدها ميدانيا"، موضحا أن مصداقية الإعلام هي مصداقية السلطات العمومية، وقال في هذا الخصوص: "مصداقيتكم هي مصداقيتنا؛ لأن مصداقيتكم نابعة من رفع هذه الطموحات والانشغالات التي يعبّر عنها المواطن، وتحدياتنا كذلك خدمة ورقي لطموحات المواطن". وقال إن هذه الشراكة "نعمل على ترسيخها في أذهاننا وفي برامج أعمالنا بين سلطات عمومية وبين عائلة الإعلام والصحافة"، مشيرا إلى أنه يتم العمل على مستوى وزارة الداخلية والجماعات المحلية وكذا السلطات المحلية على مستوى التراب الوطني على ترسيخ قيم المرافقة وقيم الشراكة. وبالمناسبة، ترحّم السيد نور الدين بدوي على أرواح الصحافيين، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل ترقية هذه المهنة، داعيا إلى العمل على ترسيخ قيم المصالحة الوطنية والمحافظة عليها.