لا شك أن المدرب الجديد لمولودية الجزائر، مزيان إيغيل كان يأمل في أن يفوز فريقه أمام نصر حسين داي كون المباراة ضد هذا الأخير تزامنت مع اقتراب استفادة العميد من فترة راحة طويلة، تبدأ الخميس القادم وتمتد إلى غاية21 نوفمبر القادم، بعد تأجيل مباراته القادمة ضد اتحاد الجزائر بسبب مشاركة هذا الأخير في نهائي كأس الرابطة الإفريقية ودخول البطولة في الراحة الشتوية. وهكذا لم تأت حسابات إيغيل بالكيفية التي كان يريد رؤيتها على الواقع، بل إن خسارة تشكيلته ضد النصرية أحدثت له خيبة أمل كبيرة دفعته إلى الكشف للعلن ما تعانيه مولودية الجزائر من نقائص على جميع المستويات، سواء تعلق الأمر بالانسجام وبالجانب التكتيكي أو البدني وحتى فيما يتعلق بتصرف بعض لاعبيه فوق أرضية الميدان وخارجها، مثلما هو الحال بالنسبة للحارس شاوشي الذي، فضلا عن تسببه في تلقي فريقه هدفي النصرية، لم يكن رياضيا بأتم معنى الكلمة بعد نهاية المباراة، حيث انفعل بشكل سلبي في وجه أنصار فريقه اعتدى على أحد المصورين على مرأى الجميع، كل هذه النقائص والعوامل التي ذكرناها ستتعب إيغيل في محاولاته لإعادة ترتيب بيت فريقه على قواعد صحيحة، فضلا عن أنه بدأ بالفعل يشعر بضغط الأنصار الذين لم تعجبهم الخطة التكتيكية المنتهجة في تلك المباراة ولا الاختيارات التي قام بها فيما يتعلق بانتقاء التشكيلة الأساسية. وقد بدأ بعض المحللين والاختصاصيين يتساءلون عمّا إذا تمكن إيغيل في ظرف زمني قصير من اكتشاف كل النقائص التي تعاني منها تشكيلته أم أنه سيكون في حاجة إلى وقت طويل لإيجاد الحلول التي تناسب فريقه في البطولة، لاسيما أن مولودية الجزائر ظهرت بوجهين مغايرين ضد شبيبة القبائل و نصر حسين داي. وقد بات من الواضح أن المدرب الجديد للعميد لا يمكن له التحجج بضعف مستوى التعداد الموجود بين يديه بعد أن صرح في الأيام الأخيرة أنه مرتاح لمستوى لاعبيه بل ذهب إلى حد القول إن مولودية الجزائر مرشحة للعب على اللقب، لكن اليوم بدا للجميع أن إيغيل تسرع في تشريح الوضع الذي ورثه من المدرب السابق للعميد آرتور جورج بعد الهزيمة المسجلة ضد النصرية والتي أبانت عن ضعف المولودية الذي أقرّ به إيغيل الذي وجد نفسه مجبرا على إحداث ثورة حقيقية داخل الفريق حتى لو كلفه ذلك ردود فعل قوية من اللاعبين الذين سيجدون أنفسهم خارج قائمة التشكيلة الأساسية عند استئناف البطولة يوم 21 نوفمبر القادم. وأكيد أن إيغيل يدرك أكثر من أي أحد أن أنصار العميد يعوّلون عليه كثيرا لإعادة الاعتبار إلى فريقهم ولا يمكن أن يخيب آمالهم في هذا الجانب ولا أيضا مسيري النادي الذين لا زالوا يرون في إيغيل الرجل المناسب لفريقهم في بطولة هذا الموسم. الفريق سيدخل في تربص وبالتأكيد، سيحاول الطاقم الفني للعميد استغلال فترة الراحة التي ستشهدها بطولة الرابطة الأولى بإجراء تربص يدوم على الأقل خمسة عشر يوما، بما أن استئناف المنافسة الرسمية لهذه البطولة سيكون في 21 نوفمبر القادم، ويعد ذلك فترة طويلة ستسمح لإيغيل بالرفع من حجم العمل للاعبيه الذين يشكون من نقص بدني كبير على حد أقوال مدربهم، إلا أن تاريخ ومكان هذا التربص لم يتم الإعلان عنهما من إدارة النادي والطاقم الفني الذين سينتظران مشاركة الفريق في الجولة القادمة ضد أمل الأربعاء للحديث عن هذا التربص الذي سيشهد بدون شك مشاركة العميد في مباريات ودية من شأنها السماح للطاقم الفني بتحسين الانسجام في اللعب بين عناصر تشكيلته والرفع من الاستعداد البدني. نحو اجتماع إيغيل مع إدارة النادي ومن جهة أخرى، علمنا أن مزيان إيغيل يريد أن يثير مع مسيري النادي مسألة الانضباط داخل صفوف فريقه بسبب تخوفه من حدوث أمور لا يريد الاصطدام بها وهو على رأس العارضة الفنية للعميد، فهو يدرك أن اللاعبين يعانون دوما من ضغط كبير يأتيهم بشكل خاص من الأنصار ولذلك يتخوف من رد فعلهم تجاه الطاقم الفني الذي سيضطر إلى اتخاذ إجراءات تأديبية ضدهم يريد إيغيل أن يتفهمها الجميع بأنها في فائدة الفريق.