أشاد عمدة ليون وعضو مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار كولومب، أول أمس، بالتجربة الجزائرية في مجال الحفاظ على الأمن والاستقرار، بالاعتماد على المصالحة الوطنية، مؤكدا بأن ما تم القيام به في الجزائر يمكن أن يتحقق في أماكن أخرى التي تعد اليوم أماكن حرب ومواجهة، في حين توجت الأيام الجزائرية الفرنسية للتعاون الإقليمي، بضبط مخطط عمل يهدف إلى ترقية التعاون بين البلدين عبر بناء شراكة ملموسة. فخلال ندوة صحفية نشطها بوهران في ختام زيارته إلى الجزائر أعرب السيناتور الفرنسي، جيرار كولومب عن إعجابه بالطريقة التي اتبعتها الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب واعتبرها بمثابة "الطريقة التي ينبغي اتباعها لتحقيق مصالحات"، واصفا بالمناسبة زيارته إلى الجزائر بالإيجابية للغاية، وذلك كما قال "بالنظر إلى عمليات التعاون التي ستحقق سويا في مجال تسيير الجماعات المحلية والتنمية والتهيئة الحضرية". وعلى صعيد التعاون الجامعي، أشار السيناتور الفرنسي إلى أن العلاقات بين البلدين تعد هامة، وسيتم تعزيزها أكثر في المستقبل، مجددا استعداده للعمل على وضع مهارة ليون تحت تصرف مدينة وهران، لتجسيد مشروعها المتعلق بإنارة موقعها التاريخي "سانتا كروز". وأوضح في هذا الصدد بأن إنارة هذا الموقع المطل على مدينة وهران من جبل "مرجاجو" على علو 400 متر، تحمل آفاقا متميزة، مشيرا إلى أن مقاربة أولى متوقعة لتجسيد هذا المشروع بالاتفاق مع الولاية ابتداء من جانفي القادم. من جانب آخر، اعتبر المستشار المنتدب للتعاون اللامركزي بمدينة ليون، ماكس فانسون، ولاية وهران "أرضا لفرص الاستثمارات الصناعية". وأشار خلال لقاء بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والفرنسيين عقد بغرفة التجارة والصناعة للناحية الوهرانية إلى أن "وهران تعد من بين المدن الأكثر ديناميكية في الجزائر"، مبرزا بعض المشاريع الكبرى الجاري تجسيدها بالولاية، على غرار الملعب الأولمبي الذي سيستضيف دورة ألعاب البحر المتوسط في 2021 ومحطة النقل الجوي للمسافرين والمترو. ولفت السيد فانسون في نفس الصدد إلى وجود ديناميكية حضرية قوية بوهران، تشكل حسبه فضاء للفرص لجميع المؤسسات المتخصصة في بناء المدينة، كما أشار إلى مختلف القطاعات الصناعية التي تتيح فرصا للتعاون والشراكة بين البلدين، لاسيما منها الصناعة البتروكيميائية والصيدلة والصناعات الغذائية وكذا قطاع السيارات، الذي تدعم بمشروع مصنع "رونو الجزائر" لوادي تليلات. وخلص رئيس وفد مدينة ليون إلى أنه مقتنع بأنه سيكون في الجزائر مشاريع صناعية كبرى على شاكلة مصنع رونو الذي يشكل أحسن مثال للشراكة المربحة للطرفين. وقد شكل تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين المحور الأساسي للقاء الذي سمح للوفد بالتعرف على المزايا التي تمنحها الدولة للمستثمرين، حيث قدم مدير الصناعة لوهران بالمناسبة مداخلة أبرزت التدابير المختلفة الموجهة لفائدة الاستثمار المنتج والمستحدث لمناصب الشغل.