قامت وزارة المجاهدين بتسجيل نحو 13 ألف ساعة من الشهادات الحية لمجاهدين، ساهموا في صنع ثورة أول نوفمبر المجيدة، وذلك منذ انطلاق الاحتفالات المخلدة للذكرى ال60 لاندلاع هذه الثورة. وأوضح مدير التراث التاريخي والثقافي بالوزارة، السيد خالد دهان، في حديث لوكالة الانباء الجزائرية عشية الاحتفال بالذكرى ال61 لثورة أول نوفمبر، أنه تم تزويد جميع المؤسسات المتحفية عبر التراب الوطني والمديريات الولائية، ومراكز الراحة الخاصة بالمجاهدين، بأجهزة سمعية بصرية متطورة لتدوين شهادات المجاهدين وحفظها. وأضاف دهان أن هذه المادة التاريخية "ستحمل على أقراص مضغوطة بعد مراجعتها بالمتحف الوطني للمجاهد على يد أساتذة ومختصين في مادة التاريخ , بغية تصحيحها وتبويبها". كما وجهت الوزارة نداء إلى المناضلين والمجاهدين لتدوين شهاداتهم، وناشدت المواطنين الذين بحوزتهم وثائق وأغراض تخص تاريخ الثورة لكي يساهموا بها في إثراء الموروث التاريخي لهذه الثورة المجيدة، وذلك "حفاظا عليها من الضياع من جهة، وضمان نقلها إلى الأجيال من جهة أخرى. السمعي البصري للتعريف بأبطال الثورة وإيمانا منها بأهمية مجال السمعي البصري في التعريف بتاريخ الجزائر وبثورة أول نوفمبر وأبطالها على وجه الخصوص، قامت الوزارة أيضا بمناسبة ستينية الثورة بإنجاز أربعة أفلام طويلة، اثنين منها سلطت الضوء على حياة الشهيد العقيد لطفي والمجاهد كريم بلقاسم، إلى جانب فيلمين مشتركين مع وزارة الثقافة حول شخصيتي، لالا فاطمة نسومر والشهيد أحمد زبانا. وحسب دهان فقد أنجزت الوزارة أيضا "30 شريطا وثائقيا وثلاثة أفلام روائية تتناول محطات من ثورة الفاتح نوفمبر والمقاومات الشعبية والحركة الوطنية"، مشيرا إلى أنه "تم توزيع كل هذه المادة على الجامعات والمتاحف الوطنية ناهيك عن التمثليات الدبلوماسية بالخارج". وبشأن المشاريع المستقبلية في هذا المجال، أكد المتحدث أنه "يجري في الوقت الحالي تصوير فيلم حول حياة الشهيد العربي بن مهيدي، على أن يكون جاهزا للعرض مطلع سنة 2016". الكتاب وسيلة لا غنى عنها في تدوين تاريخ الجزائر وفي مجال تدوين وتوثيق تاريخ الثورة، كشف دهان أن القطاع استكمل عملية إنجاز 43 عنوانا جديدا من سلسلة "من أمجاد الجزائر"، التي تتناول بأسلوب مشوق سير الشهداء. وبعد أن ذكر بأن هذه السلسلة موجهة لتلاميذ الأطوار التعليمية الثلاث (الابتدائي، المتوسط والثانوي)، أوضح المتحدث أن العدد الإجمالي لهذه السلسلة وصل إلى 93 عنوانا بمعدل طباعة بلغ 100 ألف نسخة من كل عنوان، أي بمجموع 9 ملايين و300ألف نسخة وزعت على المؤسسات التربوية ودور الشباب والثقافة و رياض الأطفال عبر الولايات. وفي السياق، أكد مدير التراث بالوزارة أن القطاع بصدد طبع 150 عنوانا جديدا يتناول تاريخ الثورة، ناهيك عن استكمال توزيع 277 عنوانا طبع من قبل الوزارة بمناسبة الذكرى ال50 للاستقلال. وفي إطار برنامجها الرامي إلى حماية المعالم التاريخية المخلدة لثورة أول نوفمبر المجيدة، قامت الوزارة ب«ترميم جملة من المعالم التاريخية المخلدة للثورة على غرار منازل الشهداء سي الحواس، مصطفى بن بولعيد والعربي بن مهيدي". كما تم في هذا الإطار ترميم عدد من مراكز التعذيب والسجون الشاهدة على بشاعة الاستعمار لتبقى متاحف مفتوحة للزوار والباحثين والطلبة. وبالرغم مما أنجز فإن تاريخ ثورة أول نوفمبر وعلى ثرائه غزارته يحتاج إلى المزيد من الجهد لإخراجه إلى دائرة الضوء، و لا تقع المسؤولية هنا على عاتق الوزارة فقط بل هي شأن يخص كل الفاعلين من مجاهدين وباحثين وجمعيات، وحتى المواطنين.