قررت وزارة المجاهدين، أن تستمر الاحتفالات المخلدة للذكرى ال60 لعيد الثورة التحريرية الكبرى لسنة كاملة تحت شعار "نوفمبر الحرية"، وذلك من خلال تنظيم نشاطات ثقافية، فنية، تاريخية ورياضية عبر كامل ولايات الوطن، مع إرسال معارض متنقلة لعدة دول أجنبية تضم 200 صورة تتعلق بأهم مراحل كفاح الشعب الجزائري،وحسب وزير المجاهدين، السيد الطيب زيتوني، فإن حفل الافتتاح الرسمي سيتميز بعرض"ملحمة الجزائر الكبرى" التي تتضمن عرضا فنيا تاريخيا يجمع 24 قرنا من الزمن، وهو عمل مقتبس من مآثر الأديب الجزائري الراحل"عمر البرناوي"، كما سيتم تنظيم استعراض شعبي تشارك فيه مختلف القطاعات والجمعيات سيجوب وسط مدينة الجزائر انطلاقا من ساحة الحرية، مرورا بشارع زيغود يوسف وصولا إلى ساحة الشهداء، بالمقابل ستفتح كل المتاحف عبر التراب الوطني أبوابها لاستقبال الزوار مع تنظيم عدة تظاهرات. وبخصوص النشاطات المرتبطة بحماية التراث، أكد وزير المجاهدين السيد الطيب زيتوني، في ندوة صحفية بمقر معرض الذاكرة، تجنيد كل الإمكانيات المادية والبشرية خلال هذه السنة (من 1 نوفمبر 2014 إلى 1 نوفمبر 2014) لترميم وتهيئة 49 مقبرة للشهداء، وإنجاز 32 معلما تذكاريا بالتنسيق مع الجمعيات التي تنشط في مجال التراث التاريخي والثقافي بهدف تخليد محطات تاريخية، ترميم وصيانة 25 معلما تاريخيا يرمز لبطولات شهداء ومجاهدين، مع تدشين بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية عدة معالم تاريخية مخلّدة لخمسينية الاستقلال، ناهيك عن إطلاق تسميات المجاهدين والشهداء على عدة مؤسسات وأماكن ومبان عمومية تخليدا لذكرى أولائك الذين أبلوا البلاء الحسن. من جهة أخرى ستعمل الوزارة على تنظيم عدة ملتقيات وندوات وطنية ودولية بهدف استعراض الدراسات والأبحاث في الذاكرة الوطنية، خاصة وأن الوزارة ولأول مرة يقول زيتوني، تمكنت من جمع 4 آلاف شهادة حيّة لمجاهدين قرروا لأول مرة تأريخ أعمالهم، وهي الشهادات التي ستوضع تحت تصرف الطلبة والمؤرخين لكتابة التاريخ على حقيقته. ومن بين الملتقيات الدولية تطرق الوزير، إلى الملتقى الدولي حول أصدقاء الجزائر المزمع تنظيمه بولاية الشلف، وهو ملتقى حول مساهمة الجزائريين في حركة التحرر العربي في القرنين ال19 و20 سينظم بالعاصمة، وملتقى حول التعذيب ومعاناة الشعب الجزائري المزمع تنظيمه بوهران، بالإضافة إلى تخليد الشهداء في ملتقى حول مبادئ وقيم ثورة أول نوفمبر 1954، مع إبراز البعد العالمي. وبغرض تطوير عمل المصالح المتخصصة في جمع الشهادات تنظم الوزارة شهر ديسمبر المقبل بولاية بسكرة، ملتقى وطنيا يتناول موضوع المقاربات الأكاديمية في كيفية استغلال الشهادات الحيّة"، وهو لقاء أكاديمي مخصص لدراسة أفضل السبل والمناهج لرصد الشهادات الحيّة خدمة للذاكرة الوطنية. أما النشاط السمعي البصري يقول السيد زيتوني، سيتميز بعرض أفلام طويلة خاصة بالمسيرة النضالية للقيادي "كريم بلقاسم" وهو المنتوج السينمائي الذي يتم تحميضه بإيطاليا، على أن يشرع عما قريب في تصوير لقطات أفلام كل من العربي بن مهيدي والعقيد لطفي. كما سيعمل قطاع المجاهدين حسب ممثل الحكومة على طبع ونشر 150 إصدارا جديدا يتنوع بين الطبع وإعادة الطبع والترجمة للدراسات و الأبحاث التاريخية، مع مواصلة إنجاز سلسلة "أمجاد الجزائر 1830/1962 "المخصصة للمتمدرسين من خلال طبع 43 عنوانا بمعدل 100 ألف نسخة من كل عنوان يتم توزيعها على المؤسسات التعليمية. ننتظر وصول جيل جديد لإبلاغه بما فعله أجداده وردا على أسئلة الصحافة المتعلقة بقضية طلب الاعتذار الرسمي من طرف فرنسا نظير جرائمها، صرح زيتوني أن "الاعتذار يكون أو لا يكون لن يأتي بالجديد للجزائر"، مشيرا إلى أن "جوابنا اليوم أمام تجاهل مطلب الاعتذار هو تثمين تاريخ الجزائر، و إبراز مختلف الجرائم خاصة تلك المتعلقة بالتعذيب والاغتصاب بالصورة والصوت، فالكل يدرك أن الشعب الجزائري كسر شوكة الاستعمار الفرنسي الذي خرج منكوس الرأس". وفي هذا السياق أشار ممثل الحكومة، إلى أن الجزائر اليوم لها علاقات سياسية واقتصادية جيدة مع الحكومة الفرنسية، لكن قضية التاريخ تعتبر ملفا ثقيلا "نحن يمكن أن نتسامح مع كل شيء إلا في التاريخ"، وعليه ستنتظر وزارة المجاهدين، أن يأتي جيل جديد بفرنسا لإبلاغه بما فعله أجدادهه، وهنا سيندمون ويقدمون لنا الاعتذار. وبغرض تعريف الأجيال بمناسبة احتفالات أول نوفمبر بتاريخ الجزائر، تطرق الوزير إلى إعداد نوفمبر 30 شريطا تاريخيا بمناسبة احتفالات أول نوفمبر سيسلم عما قريب إلى المؤسسة العمومية للتلفزيون، بهدف إبراز المعاناة التي كان يعيشها الشعب الجزائري في فترة الاستعمار تحت شعار "حتى لا ننسى". وبخصوص الملاسنات ما بين عدد من المجاهدين في الفترة الأخيرة، أشار الوزير إلى أن مثل هذه التصرفات تعتبر "ظاهرة صحية جديدة" من منطلق أن الإعلام والمواطنين سيتطرقون بالدراسة والتحليل لكل ما يقال من طرف المجاهدين لكشف الحقيقة، أما فيما يخص كتابة التاريخ بكل حقائقه مع تسليط الضوء على وفاة القائدين كريم بلقاسم وعبان رمضان، صرح زيتوني، إلى أن المؤرخين مطالبون بكتابة التاريخ بما يوحد الشعب الجزائري. وعن أسئلة الصحافة بخصوص تعامل الوزارة مع المجاهدون أكد زيتوني "نحن لسنا وزارة المنح وسيارات الأجرة، وسنسهر على تغيير الذهنيات".