أكد السيد جمال شرفي، رئيس المجلس الوطني للمهندسين المعماريين، أن هناك بوادر حسنة من أجل بعث مهنة المهندس المعماري في الجزائري، معتبرا أن قرارات الحكومة الأخيرة صبت في صالح المهندس المعماري الجزائري، من خلال منحه الأولوية في متابعة مشاريع البناء خلال المرحلة المقبلة. وقال جمال شرفي، خلال الندوة الصحفية التي نشّطها أول أمس على هامش إشرافه على مراسم حفل أداء اليمين لدفعة المهندسين المعماريين المكونة من حوالي 500 مهندس والمتخرجة من جامعات 10 ولايات شرقية، إن السنوات الفارطة عرفت فوضى كبيرة في مجال عمل المهندسين المعماريين، حيث أكد أن هناك أجانب دخلوا البلاد بتأشيرة سياحية وحصلوا على مشاريع ضخمة، مضيفا أن هيئته سجلت العديد من المخالفات لدى هؤلاء الأجانب والعرب وتابعتهم حتى قضائيا بسبب المخالفات التي ارتكبوها، واصفا العديد منهم بالدخلاء عن المهنة والمرتزقة، خاصة أن الجزائر لم تمض، حسب قوله، أي اتفاق مع أي دولة من أجل تبادل الخبرات المهنية في مجال الهندسة المعمارية؛ وبذلك لا يحق لأي مهندس معماري أجنبي الحصول على مشروع بدون مروره عبر المجلس الوطني للمهندسين المعماريين. واعتبر رئيس المجلس الوطني للمهندسين المعماريين، أن هؤلاء الأجانب اغتنموا فترة العشرية الحمراء عندما كانت الجزائر تمر بظروف صعبة، ودخلوا السوق الجزائرية بتواطؤ لوبيات داخل الإدارة الجزائرية، وتأسسوا كطرف شريك بعيدا عن القانون الذي يفرض البطاقة المهنية للمهن المحلفة، والحصول على ترخيص من وزارة الداخلية ومن المجلس الوطني للمهندسين المعماريين، الذي لم يمنح، حسب ذات المتحدث، ومنذ تأسيسه سنة 1994، سوى ترخيص واحد فقط لمشروع بالجزائر العاصمة. وكشف جمال شرفي عن خارطة طريق لإعادة تنظيم قطاع المهندسين المعماريين وفق الشروط والمقاييس المعمول بها، حيث أكد أن هيئته وبعد تطهير قوائم المهندسين المعماريين المعتمدين عبر مختلف ولايات الوطن، وصلت إلى تحديد قائمة تضم حوالي 7 آلاف مهندس معماري لايزالو يزاولون نشاطهم من بين 15 ألف اسم شملتهم عملية التطهير. وقال جمال شرفي إن نوعية التصاميم في السنوات الفارطة كانت متدنية ولا تعكس إبداع وموهبة المهندس الجزائري، لعدم منح المهندسين المعماريين الوسائل اللازمة والإمكانيات وكذا الصلاحيات في مشاريع البناء، مضيفا أن المهندس المعماري يكون بعيدا عن اتخاذ القرار الذي يكون من صلاحيات المقاول، كما أن تحديد المدة لإنجاز مشاريع في وقت قياسي والبرامج الاستعجالية، ساهم، حسب رأيه، في تدني نوعية التصاميم. وأكد جمال شرفي، خلال الكلمة التي وجّهها للطلبة المتخرجين بقاعة المحاضرات الإمام عبد الحميد بن باديس بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، والتي حملت اسم مجموعة ال 22 التاريخية، على ضرورة تحلي مهندسي المستقبل بالنزاهة والتفاني في العمل، خاصة أن الدولة وبعد انعقاد مجلس الحكومة، ثمّنت مجهودات المهندس المعماري الجزائري، وفتحت له الأبواب في إطار الاعتماد على كل ما هو جزائري في المرحلة المقبلة؛ بسبب ما وصفه بالأزمة المالية، معتبرا أن هذه الفرصة ثمينة، حتى يتمكن المهندسون من فرض أنفسهم بحماسة الشباب وحنكة الشيوخ. وقال إن هذا القسم سيكون أولا أمام الله، ثم أمام الشهداء لخدمة الوطن ومصالحه بكل صدق واحترام لأخلاقيات المهنة، وأن المستقبل مشرق في ظل تثمين رأس المال، المتمثل في الطاقات الشابة. ونقل جمال شرفي رسالة وزير السكن والعمران والمدينة، التي أكد من خلالها التزام الدولة بمساعدة المهندسين المعماريين الشباب، والرجوع إلى الاعتماد على الكفاءات الوطنية، معتبرا أن المهندس المعماري هو قاطرة مشاريع البناء بامتياز.