قاسم سكان بلدية دالي إبراهيم أمس فرحة عائلة ياريشان بعد عودة الابن المخطوف أمين إلى حضن عائلته بعد 13 يوما من البحث والتحري، استغلت فيه وحدات الدرك الوطني كل إمكانياتها المادية والبشرية لتعثر عليه حيا يُرزق فجر أمس، داخل مسكن فردي بحي المحمدية ببلدية الحراش.واستُقبل الطفل المخطوف الذي كان محمولا من طرف والده عند نزوله من سيارة الدرك الوطني، في جو بهيج حضره مئات المواطنين الذين قدموا من حي 11 ديسمبر بدالي إبراهيم ومن الأحياء المجاورة، للاحتفال بعودة أمين الذي كان حديث العام والخاص؛ سواء عبر القنوات التلفزيونية أو عبر صفحات التواصل الاجتماعي. الألعاب النارية والزغاريد كانت في استقبال الطفل، الذي بدا حزينا في بداية الأمر قبل أن ترتسم البسمة في وجهه عند ولوجه مسكنه، ليجد الأعمام والأخوال في انتظاره، استقبلوه بآلات التصوير لتخليد ذكرى عودته، في حين فضّل والده أخذه إلى سطح المنزل حتى يتسنى لوسائل الإعلام وكل من حضر حفل الاستقبال، أخذ صور تذكارية للطفل. من جهته، أكد وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس، أن التحقيق لايزال متواصلا لتوقيف جميع أعضاء العصابة التي تورطت في جريمة اختطاف الطفل أمين ياريشان، والتي طلبت من أهل الضحية تقديم فدية لإطلاق سراحه. وحسب بيان لخلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني، فقد تم العثور على الطفل المختطَف في 21 أكتوبر الفارط، أمس على الساعة السادسة صباحا داخل منزل كان محل تشميع بسبب قضية مخدرات، تابع لأحد أصدقاء الخاطف. وبخصوص هوية المختطِف أشارت مصاردنا من الدرك الوطني، إلى أن الأمر يتعلق بصديق وشريك والد الضحية، الذي اتفق مع عصابة إجرامية لاختطاف الطفل بسبب نزاع مع والده بخصوص صفقة مالية. وقد أوقف عناصر الدرك الوطني الذين نفّذوا عملية المداهمة للمنزل المشبوه، ثلاثة متورطين في القضية، من بينهم المتهم الذي رفض الإدلاء بأي تصريح. والتحقيق لايزال متواصلا لتوقيف كل أفراد العصابة وحل خيوط القضية. وعن الوضعية النفسية للطفل، أشارت مصادرنا إلى أنه لم يتعرض لأي عنف جسدي، حسب المعاينة الأولية للطبيب الشرعي، في حين سُجلت لديه أعراض نفسية بالنظر إلى كونه كان مختطَفا؛ مما جعله مصدوما. وفي تصريح ل "المساء"، أكد عم الطفل أنه التقى، صباح أمس، بالمختطِف في كتيبة الدرك الوطني، غير أن هذا الأخير لم يجد ما يقوله للعائلة واكتفى بطأطأة الرأس، مع العلم يقول العم أنه "لازم العائلة منذ حدوث واقعة الاختطاف، وذهب مع والد الطفل المختطَف إلى وحدات الدرك الوطني للإعلان عن حادثة الاختطاف، متسائلا عن السبب الحقيقي وراء هذه الحادثة، خاصة أن قضية النزاع المالي ما بين والد الطفل والمتهم لا أساس لها من الصحة". وتُعد قضية الطفل أمين الوحيدة التي تم حلها وإرجاع المختطَف سالما إلى أهله، في حين سُجلت وفاة كل الأطفال الذين تم اختطافهم سواء بنازع الانتقام أو طلب فدية، والمتهمون هم من أهل أو أصدقاء الضحايا. ويُذكر أن وزير العدل حافظ الأختام السيد الطيب لوح قد أعلن نهاية الأسبوع الفارط، عن إحراز تقدم ملحوظ في قضية اختطاف الطفل أمين ياريشان، مشيرا إلى استخدام أحدث تقنيات التحري وتجنيد كل وحدات الدرك الوطني لكشف خيوط القضية.