كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية، سيد أحمد فروخي، أمس، ببسكرة، عن توقعات إنتاج التمور خلال الموسم الجاري، مؤكدا بأن مردود شعبة التمور سيكون قياسيا خلال هذا الموسم على الصعيد الوطني، وذلك بأكثر من 10 ملايين قنطار بنوعية جيدة، وبقدرات تصدير تصل إلى نحو 300 ألف قنطار من صنف "دقلة نور". وأوضح الوزير في ندوة صحفية نشطها على هامش حفل تدشين صالون التمور بمدينة طولقة أن التقديرات برسم الموسم الفلاحي (2015- 2016) تشير إلى إمكانية تخطي لأول مرة عتبة 10 ملايين قنطار من شتى أنواع التمور، بعد أن كانت تتراوح بين 4 إلى 5 ملايين قنطار في المواسم السابقة، معتبرا هذا المردود القياسي "قفزة نوعية في شعبة التمور من حيث الكم والنوعية" وإذ أشار إلى أن هذا الانتاج المكثف يعد ثمرة دخول أشجار جديدة من النخيل حيز الإنتاج، لفت الوزير في هذا الخصوص إلى أن الجزائر أصبح لديها 18 مليون نخلة مغروسة على مساحة ب170 ألف هكتار. وبشأن تصدير التمور، صرح وزير الفلاحة أن التوقعات في هذا المجال تشير إلى إمكانية تصدير 300 ألف قنطار من النوعية الجيدة "دقلة نور"، مشددا على أهمية وضع برنامج بأهداف محددة في نشاط التصدير، يتم من خلاله تنظيم عمليات التصدير لكل موسم والعمل على زيادة حجم التصدير من سنة لأخرى. وفيما يخص تطبيق المؤشر الجغرافي "دقلة نور طولقة"، أشار السيد فروخي إلى أنه سيتم قبل نهاية العام الجاري (2015) إيداع ملف الحصول على العلامة لدى اللجنة الوطنية المختصة، على أن يجري الترخيص لاستغلال العلامة في غضون الثلاثي الأول للسنة المقبلة 2016. وفي رده عن استفسار متعلق بمدى وجود تحفيزات للمهنيين في شعبة التمور، سجل الوزير بأن تضاعف ثروة النخيل من سنة لأخرى، يمثل صورة حية عن دعم الدولة للفلاحين، مشيرا إلى أن الرهان الآن يتجه نحو الجودة وإعادة الاعتبار للنخيل القديمة وترقية التصدير. وتعد المكننة في الفلاحة بمثابة حلقة أساسية في القطاع، حسبما ذكره الوزير الذي لفت الانتباه إلى إمكانية البدء في تجسيد تجربة نموذجية بولاية بسكرة لاستعمال وسائل عصرية ترتكز على أجهزة متطورة لدى وضع مسحوق لقاح التمور. وبالنسبة للصعوبات التي تعترض الفلاحين أحيانا في تغطية نشاطهم الفلاحي باليد العاملة، اعترف الوزير بوجود نقص في اليد العاملة جراء تضاعف المساحات المغروسة الذي ارتفعت من 80 ألف هكتار قبل عدة سنوات إلى 170 ألف هكتار حاليا. وكان الوزير قد أشرف على انطلاق فعاليات صالون التمور الذي تحتضنه القاعة متعددة الرياضات لبسكرة، ويشارك فيه قرابة 100 عارض وضمت أجنحة الصالون مختلف تشكيلات التمور على غرار "دقلة نور" ذات السمعة العالمية بالإضافة إلى "الغرس" والدقلة البيضاء وعينات من أنواع نادرة من بينها "طاندبوشت" والدقلة الحمراء. وتم في نطاق هذه التظاهرة تخصيص أجنحة لمشتقات التمور، من ذلك مسحوق التمور (الفرينة) والمربى والخل وسكر التمر والعسل، بالإضافة إلى أماكن أخرى لمؤسسات وهيئات مرافقة لشعبة التمور على غرار الغرفة الفلاحية. وقد استغل مهنيو هذه الشعبة بالمنطقة فرصة تواجد الوزير لطرح انشغالات، تمحورت أساسا حول ضرورة تسهيل إجراءات الحصول على رخصة التنقيب عن المياه الجوفية وتعميم الكهرباء الفلاحية لفائدة مستثمراتهم الفلاحية وفتح مسالك فلاحية نحو المستثمرات. وفي معرض رده على الاهتمامات المرفوعة، أكد السيد فروخي بأن الدولة "لا تدخر أدنى جهد في مرافقة هؤلاء المهنيين في تحقيق أهداف التنمية"، مشددا على أهمية مضاعفة المجهودات لأجل رفع تحدي الجودة في المنتوج وتلبية احتياجات السوق الوطنية وإمكانية زيادة التصدير نحو الخارج. وثمن الوزير في هذا السياق اهتمام المهنيين بالعمليات المتصلة بالإنتاج مثل التوضيب، إذ قال في هذا الشأن "إن المتعاملين المحليين قطعوا أشواطا معتبرة في المجال وتحسنت مواد التوضيب التي لم تكن بنفس النوعية الرفيعة منذ سنوات". وعلى هامش مراسم تدشين الصالون، أشرف السيد فروخي بنفس القاعة على حفل تكريم الفائزين في مسابقات متعددة أقيمت في إطار هذا الحدث، حيث تم منح جائزة أحسن محول للتمور وجائزة أحسن عارض وجائزة أحسن منتج. كما دشن السيد فروخي خلال زيارته للولاية المقر الجديد للغرفة الفلاحية بمدينة بسكرة وعاين وحدة لتصبير وتصدير التمور بطولقة ومستثمرة فلاحية لإنتاج الخضروات المبكرة ببلدية عين الناقة.