"لم أقل أبدا بأنني سأغادر"، هكذا أجاب مدرب المنتخب الوطني، كريستيان غوركوف، حول سؤال خاص بمستقبله مع "الخضر"، مشيرا إلى أنه لم يسبق له وأن قال بأنه سيترك المنتخب الجزائري، ويبدو أن تمكن سليماني من تسجيل هدفي التعادل أمام تنزانيا في مباراة يوم السبت الماضي في دار السلام، جعل الناخب الوطني يعدل عن قراره الأول، ويأمل في مواصلة المشوار مع "الخضر" إلى مونديال روسيا 2018. إلا أن الصعوبات الكبيرة التي وجدتها التشكيلة الوطنية أمام المنتخب التنزاني الذي يحتل المرتبة ال108 عالميا، وكاد أن يفوز على "الخضر" بنتيجة ثقيلة، لو جسد الفرص المتاحة له، لا يبعث أبدا على الارتياح، والتفاؤل في أن يتحقق التأهل إلى المونديال، لاسيما وأن المباريات التي سيلعبها أشبال غوركوف، في دور المجموعات لن تكون سهلة، وأن أي خطأ سيحسب عليهم، حتى وإن لعبت اللقاءات ذهابا وإيابا. تصريح المدرب الفرنسي الأخير بأنه لم يسبق له الجهر بالمغادرة، نابع عن ثقته في تأهيل المنتخب غدا الثلاثاء في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، في مباراة العودة ضد تنزانيا، فالفريق الوطني لن يحتاج إلى الكثير من أجل تحقيق ذلك، إلا أن ما أظهره التنزانيون، الذين سيطروا كلية على أطوار مباراة الذهاب، لابد أن يضع له الطاقم الفني ألف حساب. فالظروف التي ستلعب فيها المقابلة هذا الثلاثاء، ستكون مغايرة لتلك التي أزعجت غوركوف في دار السلام، حين صرح بأن الحرارة العالية ونوعية أرضية الميدان أثرتا على أداء لاعبيه، الذين ومنذ عدة مباريات تدنى مستواهم بشكل ملحوظ، فلم يعودوا يشكلون ذلك الفريق الكبير الذي يبهر بأدائه، والدليل مروره جانبا في المباراتين الوديتين الماضيتين ضد كل من غينيا والسنغال، وكان من المنتظر أن يجري المدرب تصحيحات على الفريق بمناسبة مباراة تنزانيا، مثلما كان متفقا عليه مع رئيس "الفاف" محمد روراوة، إلا أنه لم يعرف الأداء تحسنا، وتفادى "الخضر" الكارثة في دار السلام، بعد أن كانوا منهزمين بهدفين للاشيء في الشوط الأول، ويقال بأن تغييرات المدرب غوركوف أتت بثمارها في المرحلة الثانية، غير أن تواجد سليماني في يومه حقق الفارق وأعاد المباراة إلى نقطة الصفر، بأمل كبير للفريق الوطني في التأهل، بعد لعب لقاء العودة المقرر غدا. ولازال الحديث دائما، عندما يلعب الفريق الوطني في إفريقيا، عن الظروف المناخية الصعبة، الحرارة والرطوبة وأرضية الميدان الكارثية، وهذه الأمور أصبحت من الأمور العادية في البلدان الإفريقية، إلا أنها تطفو على السطح، كلما ظهر الفريق بوجه شاحب، في حين يمنع الكلام عندما يؤدي الخضر مباريات كبيرة، فحين إذ يقال بأنهم أدوا لقاء بطوليا، "بعد أن انخفضت درجة الحرارة في الشوط الثاني، عاد اللاعبون بقوة، وأظهروا إرادة كبيرة من أجل العودة في النتيجة"، قال غوركوف، فلو بقيت درجة الحرارة على حالها، فكيف كانت ستنتهي المباراة؟، في وقت يعترف فيه الناخب الوطني، بقوة المنتخب التنزاني، فحسبه يتمتع بسرعة كبيرة: "استطعنا أن ننجو من الفرص العديدة التي أتيحت لهم"، هذا الاعتراف، يسقط كل العمل الكبير الذي تم على مستوى الفريق الوطني، في عهد المدرب السابق وحيد حليلوزيتش، حين أصبح الخضر الأحسن على المستوى الإفريقي، واليوم كاد فريق مثل تنزانيا أن يهينه، وهو الفريق الذي استطاع أن يحرج المنتخب الألماني. ويبقى الأمل قائما، في تأهل الفريق الوطني هذا الثلاثاء، على حساب تنزانيا في ملعب تشاكر، وهذا ما سينقذ المدرب غوركوف من مقصلة الإقالة، ما دام أنه يريد مواصلة المشوار مع "الخضر"، وهذا ما سبق وأن أكده للرئيس روراوة في اجتماع معه، أين طلب منه أن يبقي عليه إلى غاية كأس العالم، إلا أن خلال الأربعة أشهر القادمة، التي لن يعرف فيها الخضر أي نشاط، من الممكن أن تحدث عدة أشياء أخرى، فرئيس الفاف، يريد تدعيم الطاقم الفني في حال بقاء المدرب الوطني، وهذا ما قد يعجل برحيل الفرنسي، في وقت حضر فيه روراوة، لأي طارئ في حال مغادرة غوركوف، ومثلما تشير إليه بعض التقارير فإن هيرفي رونار الأقرب إلى تولي العارضة الفنية للفريق الوطني، وال90 دقيقة القادمة غدا الثلاثاء، ستكون المحددة لمصير كريستيان مع "الخضر".