جدد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف أمس، بوهران تأكيده إعادة هيكلة المنظومة الصحية التي تتضمن استحداث المقاطعات الصحية ودخولها حيز التنفيذ مع شهر مارس المقبل. واعتبر الوزير خلال إشرافه على لقاء جهوي تقييمي لولايات الغرب أن عملية التشخيص التي مست القطاع، أبرزت عنصرين إثنين هما مصدر النقائص ويتعلق الأمر ب: التنظيم والتسيير، اللذان بسببهما تم اعتماد خارطة طريق تضمنت 24 نقطة وإقرار 3 مخططات من أجل إعادة الاعتبار للصحة العمومية وأداء المرفق العمومي، وهي التي ستدخل حيز التنفيذ في مارس القادم. وتعد المقاطعات الصحية بكل دائرة التي سيتم إنشاؤها عبارة عن إقليم محدد، يتم فيه دمج كل القدرات المتوفرة من مرافق وموارد بشرية ومالية بهدف إعادة تأهيل الخدمات الصحية وإنشاء وظائف متكاملة بين الهياكل الاستشفائية لتوفير شروط أفضل للتكفل بصحة المواطن، وفي هذا الاطار، ذكر السيد بوضياف بما تحقق، فيما يخص مكافحة مرض السرطان، إذ تم تنفيذ حوالي 48 بالمائة مما تضمنه مخطط السرطان 2015-2019، مع العلم أنه لم يعتمد إلا خلال السنة الجارية. وقد تم مباشرة العمل ميدانيا - وفقا للوزير- بتكوين فرق أطباء لمكافحة السرطان من أجل فتح وحدات جديدة وتكوين الأطباء العامين من أجل الفحص المبكر ومتابعة المرضى ووضع السجل الإلكتروني للسرطان وإنشاء مراكز جديدة لمكافحة هذا المرض وكذا تدعيم القدرات الوطنية فيما يخص العلاج بالأشعة. وبعد فتح مركزي مكافحة السرطان لباتنة وسطيف في 2014، شرع في جوان الماضي - يقول السيد بوضياف - في استغلال مركز عنابة الذي يتضمن 3 مسرعات مع دخول حيز الخدمة، مسرعين إضافيين لمركز قسنطينة، فيما تم رفع العراقيل الإدارية للإسراع في إنجاز واستلام المراكز الكائنة بتيزي وزو وتلمسان وسيدي بلعباس والأغواط التي ينتظر دخولها الخدمة خلال السنة القادمة. ومن المنتظر تحسن هذه الخدمة مع دخول عملية الاستشفاء المنزلي والعلاج الكيميائي حيز التنفيذ، وهي العملية التي شرع فيها الأسبوع الماضي في الجزائر العاصمة وأشرف الوزير على انطلاقتها أمس بوهران. من جهة أخرى، عرف التكوين وتثمين الموارد البشرية نشاطا كبيرا، حيث تخرج خلال هذه السنة ما لا يقل عن 14922 شبه طبي مع وجود حاليا 33230 عون في طور التكوين. وفي السياق، تم الاعلان عن مسابقات الترقية المهنية التي نظمت منذ الاستقلال ومكنت 83000 موظف من الارتقاء إلى وظائف أعلى، مشيرا إلى أن مسابقة الترقية ليست محددة بعدد معين ومعلنا عن دورة ثانية ستنظم قبل نهاية السنة. وعن تدعيم الصحة بجنوب البلاد، تم تنفيذ - في إطار اتفاقيات التوأمة - حوالي 2000 عملية جراحية وأكثر من 22000 فحص طبي متخصص مع تكوين 2000 إطار طبي وشبه طبي، إلى جانب تشكيل أكثر من 365 فريق طبي متعدد الاختصاصات ومتنقل قام بما يربو عن 420000 عمل طبي في المناطق النائية. وبشأن ورشات سنة 2016، أكد الوزير على ضرورة العمل على وضع شبكات مندمجة للتكفل بالحاجيات الصحية للمواطن في إطار التطبيق الافتراضي للمقاطعة الصحية وإنشاء شبكات معلوماتية داخلية على مستوى كافة المؤسسات، تربط مختلف المصالح و ربط المرافق الصحية بشبكة "أنترنت صحة" والتحضير للعمل بالملف الإلكتروني واعتماد آليات العصرنة في التسيير، كما سيكون إنشاء وحدات جديدة للعلاج المنزلي من أولويات القطاع من أجل رفع الغبن عن المواطن المريض وحفظ كرامته.