كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، عن شروع المخبر الوطني "بيكر" في إنتاج دواء ضد مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي الحاد من نوع "سي"، سيكون متوفرا على مستوى المستشفيات قريبا. وأوضح الوزير أن هذا الدواء الجديد المبتكر، أثبت نسبة شفاء تصل إلى 99 بالمائة بعد أن كان الشفاء مستحيلا مؤكدا، أن هذا المنتج الصيدلاني الجديد الذي أثبتت التجارب الإكلينيكية نجاعته، سيساهم في إنقاذ العديد من المصابين، فيما طمأن المرضى بأن هذا الدواء يُمنح مجانا بالصيدليات المركزية للمستشفيات. كما أعلن الوزير، خلال لقاء تقييمي خاص بمنطقة الوسط، عن تكوين ما يقارب 59 ألف عون شبه طبي في حدود 2020، فضلا عن إنجاز 20 معهد تكوين شبه طبي جديد على المستوى الوطني، موضحا أن هذا البرنامج الطموح سيسمح لكافة ولايات الوطن بتغطية حاجياتها في مجال شبه الطبي، خاصة أن هذه المعاهد ستزوَّد ب 400 مقعد بيداغوجي. وتأسّف بوضياف لكون مناطق الجنوب والهضاب العليا، على وجه الخصوص، لاتزال تعاني من نقص في مجال التأطير الطبي المتخصص وشبه الطبي، مشيرا، من جهة أخرى، إلى بلوغ التغطية الطبية المتخصصة معدلا وطنيا يقدَّر بطبيب ممارس واحد لكل 1800 نسمة، وممرض واحد لكل 300 ساكن في مجال التغطية شبه الطبية. كما أشار وزير الصحة إلى أن التنظيم الجديد لقطاع الصحة، يهدف إلى تدارك العجز الحاصل في مجال شبه الطبي والتمريض؛ حيث تم تخصيص 13 ألف منصب جديد لتكوين الممرضين سنة 2014 لفائدة الشبان على مستوى كل دائرة، موضحا أن هذه العملية ستجدَّد في كل مرة وفق الحاجيات. ودعا، في هذا السياق، مسؤولي المؤسسات الاستشفائية للجنوب إلى اطلاع أحسن على الخصوصية الوبائية لولاياتهم، للتكفل أحسن بتطلعات المرضى وتحسين وسائل التكفل بهم. واغتنم بوضياف الفرصة للتذكير بمشاريع إنجاز مرافق استشفائية جديدة وكذا ترميم أخرى؛ بهدف تحسين وعصرنة التغطية الطبية، مشيرا إلى أنه تم تجميد 05 مشاريع لمؤسسات استشفائية جديدة؛ بسبب التكلفة الباهظة لدراساتها وإنجازاتها. وبخصوص التوجيهات الجديدة للقطاع، لاحظ بوضياف أنها تهدف أساسا إلى ضمان مصالح استشفائية متخصصة جوارية، لاسيما في مجال مكافحة السرطان، وتوسيع شبكة التكوين الطبي القاعدي والمتخصص، والتكفل بالتخصصات المهمشة، على غرار جراحة القلب لدى الأطفال. كما تهدف إلى ضمان شروط الراحة والأمن لفائدة الأمهات والأطفال حديثي الولادة، وإلغاء الفوارق الجغرافية في مجال التغطية الطبية في مناطق الجنوب والهضاب العليا. وفيما يخص أهداف اللقاءات التقييمية التي تقوم بها الوزارة قال الوزير إن مصالحه تسعى لتجسيد تشخيص دقيق لجملة الاختلالات التّي كانت تحول دون ارتقاء مستوى الخدمات الصحية إلى المستويات المرجوة، موضحا أن هذا التقييم كشف عن بعض النقائص المسجلة، والممثلة في سوء التنظيم ومشكل التسيير. وعن ملف السرطان، ذكر الوزير أنه مع حلول سنة 2015، شرعت الوزارة في تنفيذ 48% من الإجراءات التي تضمّنها مخطط السرطان 2015-2019، معتبرا هذا النجاح مكسبا للمنظومة الصحية الوطنية، تَحقق بالرغم من عدم اعتماد المخطط إلا خلال هذه السنة. وبخصوص الأدوية منتهية الصلاحية، أكد الوزير أنها لا تتعدى 2.5 بالمائة في الجزائر، وهي نسبة مطابقة للمعايير الدولية المحددة ب 5 بالمائة، وقال، في السياق، إن الوزارة تسير في الطريق السليم؛ نظرا لتسجيل استجابة سريعة من طرف المسيرين الصيادلة على مستوى المؤسسات الاستشفائية ومسؤولي القطاع عبر الوطن. وردا على سؤال حول الإضراب الذي أعلن عنه عمال شبه الطبي، قال بوضياف إنه لن يكون؛ لأن المشكل الذي طرحه سلك الصحة تم التكفل به، مضيفا أن نقابة عمال شبه الطبي منحت، عقب اجتماع مجلسها الوطني، مهلة عشرة أيام للوزارة الوصية، لإيجاد أرضية توافق لتجنّب الإضراب.