قارب عدد السيارات الإضافية التي تتجول يوميا في العاصمة 150 ألف مركبة، بزيادة أشبعت شبكة طرقها التي لم تعد تستوعب كمها الهائل، بحيث انعكس الأمر سلبا على المواطن الذي فقد الأمل نهائيا في بلوغ وجهاته المختلفة في الوقت المناسب، في ظل الطوابير الطويلة العريضة، مما استعجل تدخل لجنة النقل وتهيئة الإقليم على مستوى المجلس الشعبي الولائي في ولاية الجزائر بهدف تخفيف الضغط. رافعت لجنة النقل وتهيئة الإقليم على مستوى المجلس الشعبي الولائي في ولاية الجزائر، من أجل إيجاد حل مستعجل للوضعية التي تتواجد عليها العاصمة بفعل السيرورة غير المتوازنة للمركبات على مستوى شبكة طرقها المكتظة عن آخرها، مسببة إشباعا يستحيل معه رسم مخطط يتوافق والوضع المفروض عليها، باعتبارها عاصمة البلاد وتتوفر على أهم المنشآت. وأكدت رئيسة اللجنة، السيدة نسيمة بن دايخة، أنها تسجل فائضا يوميا في قدرة استيعاب السيارات وصل إلى 143000 مركبة، إذ، في الوقت الذي لا تتعدى خلاله طاقة استيعاب تلك الطرق ال162000 مركبة في اليوم، بينت الإحصائيات أن عدد السيارات التي تتنقل عبر طرق العاصمة وصل إلى 300500 سيارة في اليوم. وأضافت السيدة بن دايخة، في عرضها للمشاكل التي تواجه القطاع على مسامع أعضاء المجلس الشعبي الولائي مؤخرا، أن أزمة المرور من أخطر المشكلات التي يعيشها المواطن العاصمي، بفعل النمو المتزايد لوسائل النقل، مقابل ضعف وعدم قدرة شبكة الطرق على استيعاب هذه الزيادة التي تعرفها حظيرة السيارات، محذرة من غياب ثقافة النقل الجماعي. وأرجعت محدثتنا أسباب هذا الخلل إلى العديد من العوامل، على رأسها غياب ونقص حظائر السيارات، مبينة في السياق أن أزيد من 29800 مركبة يضطر سائقوها في ظل غياب أماكن ركنها إلى التجوال في الطرق بشكل يومي، بالإضافة إلى موقع الميناء الإستراتيجي المتواجد بقلب نسيج العاصمة العمراني الذي يستقبل 900 شاحنة يوميا، قادمة من مختلف ولايات الوطن بهدف تحميل البضائع. وأضافت أن كثرة استعمال الحواجز الأمنية على مستوى الطرق، خاصة السريعة، ساهم في الضغط، أضف إلى ذلك رداءة نوعية الخدمة التي تقدمها وسائل النقل الجماعي، مما يدفع المواطنين إلى العزوف عن استعمال هذا النوع من النقل والتوجه نحو اقتناء السيارات، حيث تشير الإحصائيات إلى أن حظيرة السيارات في تزايد مستمر بنسبة 8 بالمائة، وبلغ عددها 1350000 مركبة. ووقفت نسيمة بن دايخة عند الأضرار الناجمة عن الازدحام المروري، والتي تكمن بالدرجة الأولى، في زيادة نسبة التلوث بسبب ارتفاع كميات الوقود المستهلكة، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة والضوضاء، مما يجعل المواطن العاصمي يعاني من ضيق وإرهاق وقلق نفسي، وزيادة نسبة حوادث المرور.