يشهد مقر جبهة القوى الاشتراكية، لليوم الرابع على التوالي، إقبالا كبيرا للمواطنين والشخصيات السياسية لتقديم التعازي إثر وفاة مؤسس الحزب وأحد رموز ثورة التحرير الكبرى المجاهد حسين آيت أحمد. وقد تم فتح سجلّين للتوقيع على التعازي، الأول يخص الشخصيات السياسية، وخُصص لها مكان داخل مقر الحزب، والثاني تم وضعه في الخارج قرب المدخل، وخُصص للتوقيع على تعازي المواطنين. مستشار رئيس الجمهورية محمد علي بوغازي: نضال الفقيد لم ينته بوفاته كشف مستشار رئيس الجمهورية السيد محمد علي بوغازي، أمس، أن الجزائر فقدت أحد رموز الثورة التحريرية الكبرى، لكن نضال الفقيد "الدا حسين" لن يموت بوفاته؛ فهناك رجال ونساء متشبعون بأفكاره وسيواصلون النضال. وقال بوغازي: "أعزّي الجزائر في ابنها البار". أما فيما يخص الإجراءات المتخَذة من طرف رئاسة الجمهورية بخصوص مراسم دفن الفقيد بمسقط رأسه بعين الحمام، فأكد ممثل رئيس الجمهورية أنه لم يتم إلى غاية اللحظة تحديد هذه الإجراءات. جبهة العدالة والتنمية: فقدنا زعيما سياسيا لا يمكن استخلافه صرح رئيس جبهة العدالة والتنمية السيد عبد الله جاب الله أمس، أن الجزائر فقدت زعيما سياسيا لا يمكن استخلافه، مشيرا إلى أن الفقيد كان ينسّق عمله النضالي مع عدة حركات سياسية، على غرار العدالة والتنمية، وله عدة مواقف تاريخية. وأبدى جاب الله أمله في أن يواصل مناضلو جبهة القوى الاشتراكية في نفس المسار السياسي الذي ناضل من أجله الفقيد. الجبهة الجديدة: الراحل مدرسة بكل معاني الكلمة أشار رئيس حزب الجبهة الجديدة السيد جمال عبد السلام أمس، إلى أن الراحل الحسين آيت أحمد يُعتبر مدرسة بكل ما تعنيه الكلمة، فهو مؤسس الوطنية والنضال والجهاد، دافع من أجل نيل الحرية قبل وبعد الاستقلال. وأكد جمال عبد السلام للصحافة أن "الجزائر فقدت اليوم أحد أعمدة الدولة الجزائرية؛ فهو الملقَّب بأبي الديمقراطية، وكان من دعاة الحريات الفردية والجماعية". ودعا عبد السلام الشباب للتشبع بأفكار هذا الرجل "المعجزة"، الذي سعى منذ نعومة أظافره، من أجل تكريس مبادئ المساواة، من خلال النضال المسلح إبان الثورة التحريرية، ليواصل النضال السياسي بعد الاستقلال من دون الخوض في صراع مع الأشخاص، فقد كان الفقيد يمارس المعارضة البنّاءة. حزب التجديد: آيت أحمد جمع الفرقاء قبل وبعد وفاته كشف رئيس حزب التجديد السيد كمال بن سالم، أن أسرة الحزب وأعضاء المكتب الوطني متأثرون، مثلهم مثل باقي الشعب الجزائري، في فقدان آخر أعمدة الثورة التحريرية الكبرى، مشيرا إلى أن المرحوم له باع طويل في الجهاد والنضال، ومعروف عنه الحنكة والفطنة. كما أن وفاته وحّدت كل الطبقات السياسية بالجزائر، فمثلما جمع الشعب الجزائري ليؤمن بقضية الاستقلال إبان الثورة التحررية، جمع اليوم ما بين الفرقاء داخل وخارج الوطن، وترك بصماته راسخة في سجلّ التاريخ السياسي والنضالي للجزائر، وعلينا نحن أبناء الاستقلال الاقتداء به والتشبع بأفكاره التحررية. ابنة الشهيد مصطفى بن بولعيد: فقدت أبي للمرة الثانية صرحت ابنة الشهيد مصطفى بن بولعيد السيدة نبيلة بن بوليعد، بأن الفقيد حسين آيت احمد كان من بين الرفقاء المقربين لوالدها الشهيد، فقد كانت لهما فرصة العمل مع بعض إبان الثورة التحريرية الكبرى، وهي اليوم تفقد أباها الثاني. ووجّهت نبيلة رسالة إلى الشباب للتشبع بأفكار الشهداء والسير في دربهم؛ لحماية الوطن من أي تهديد خارجي، ونشر الوطنية ما بين الأجيال المقبلة. مستشار رئيس الصحراء الغربية: الفقيد مثال للكفاح والنضال المسلح صرح مستشار رئيس الصحراء الغربية السيد محمد لمين أحمد، أمس، بأن الفقيد الحسين آيت احمد، هو مثال للكفاح والنضال المسلح على مستوى المغرب العربي؛ فهو ذلك الشخص العظيم الذي سعى من أجل الوقوف مع كل الشعوب المظلومة، وعلى رأسها الصحراء الغربية. كما كان للفقيد، يقول محمد لمين، علاقة تاريخية عميقة مع الشعب الصحراوي لا يمكن وصفها بكلمات. دويبي: الرجال يرحلون لكن الأفكار لا تموت أشاد الأمين العام لحركة النهضة، محمد دويبي بالمشوار الكبير للمناضل التاريخي، حسين آيت أحمد، مشيرا إلى أن رحيله يعد خسارة للجزائر. كما حيا وفاء الرجل لرسالة نوفمبر، آملا أن يتم استغلال رصيده السياسي في بناء الدولة الجزائرية الديمقراطية، ليخلص بالقول: "الرجال يرحلون لكن الأفكار لا تموت". الحقوقي أوصديق: رحل عراب الديمقراطية وقاهر المستعمر وقال الحقوقي، فوزي أوصديق إن دائرة عين الحمام تودع ابنها البار، مشيرا إلى أنها نحتت من صمودها الثوري أسطورة اسمها الدا حسين، عراب الديمقراطية وقاهر المستعمر الفرنسي بثقافته وجهاده ضد الاستبداد. وأوضح أوصديق في بيان له، وزع على الصحافة أن حسين آيت أحمد "أبكي الرجال ووحد الصفوف فذابت معه كل المشاحنات ودحرت كل الصراعات السياسوية وانصهرت لأجله كل الثورات الكلامية عندما نزل خبر وفاته كالصاعقة على مسامع معارضيه الذين وإن اختلفوا مع تفكيره إلا أنهم لم يختلفوا حول شخصه، فهم متيقنون أن الرجل الأمازيغي الشجاع لم يخن وطنه ولم يضع يده في يد أي جهة تريد الإضرار بها". اليوسفي: يجب ترسيخ أفكاره السياسية في الدول العربية وخلال تقديمه العزاء بمقر جبهة القوى الاشتراكية، أكد الوزير الأول السابق للمملكة المغربية، عبد الرحمان اليوسفي أن الزعيم آيت أحمد ناضل من أجل مغرب موحد، مضيفا بالقول "لقد كتبنا كثيرا حول الاتحاد المغاربي لكن الوقت حان لتجسيد هذا الحلم"، كما أشار إلى أن العالم كله سيعرف آيت أحمد، كما سيعرف برنامجه وأفكاره السياسية التي يجب ترسيخها في كافة الدول العربية.