انتشرت الخيمات الليلية في رمضان هذا العام بشكل كبير عبر بعض أحياء أعالي العاصمة، التي تعرف بالأحياء الثرية، حيث لجأت معظم قاعات الشاي والمقاهي فيها الى نصب خيم داخلها تحمل كل مواصفات الخيمة الحقيقية، فالداخل إليها، ينسى أنه في حيدرة أو الابيار أو ابن عكنون أو دالي ابراهيم. هذه الخيم التي كانت تنصب في بعض الفنادق فقط خلال الأعوام الماضية، أصبحت "موضة" الشهر الكريم، كيف ولا وهي التي تستقطب عددا كبيرا من الباحثين عن قضاء ليالي رمضان في السهر والسمر، بفضل ما تقدمه من خدمات لزبائنها، ويضع أصحابها الخيم زرابي وموائد تقدم عليها أباريق الشاي الصحراوي المحضر على الجمر، والمكسرات وبعض الحلويات التقليدية، كما يعمد أصحاب هذه الخيم، الى توفير الشيشة أو الرنقيلة وجعلناها في متناول زبائنهم، ويلجأ بعض العاملين في هذه الخيم الى ارتداء الزي التقليدي الصحراوي، لوضع الزبون في نفس أجواء الخيمة، والملاحظ ان مرتادي هذه الخيم لا يفارقونها الى غاية ساعات متأخرة من الليل، فبعض اصحاب هذه المحلات يعمدون الى جلب بعض المطربين لإمتاع الحضور.. أحد المعتادين على السهر في هذه الخيم (مهدي. ب)، يؤكد أنه يفضل هذه الخيمة على مكان آخر، لأنه يجد كل شيء متوفرا فيها، ويقضي أوقاتا لا تنسى.. لكن صديقه (سليم. ف) يخالفه الرأي ويقول أن نكهة رمضان والاستمتاع بأوقاته، لا يكونان سوى في الاحياء الشعبية. والملاحظ أن هذه الخيم تعرف إقبالا من طرف الجنس اللطيف أيضا، لا سيما من اللواتي يفضلن تجربة العيش في أجواء الصحراء... في اطار الحداثة والعصرنة وفي أرقى احياء العاصمة. وحتى وإن كانت هذه الخيم تستهوي العديد من المواطنين، إلا أن ما يعاب عليها، هو أنها أفقدت هذا الشهر نكهته، فلا تشعر لدى وجدوك فيها بأنك في شهر رمضان الفضيل، بسبب تصرفات بعض زبائنها من الجنسين، والتي تتنافى تماما وقيم شهر رمضان بكل روحانيته... وعلى كل يبقى نشاط هذه الخيم، مستمرا خلال رمضان، لجلب مطربين معروفين على الساحة الفنية، ويوضع نكان مخصص للاشخاص المهمين (VIP) حتى لا يحتكوا بالبقية، حيث تقدم لهم خدمات خاصة جدا عكس بقية الزبائن، أما الثمن الذي دفعه الزبون كل ليلة فمرتفع، مما لا يسمح لعامة الناس بالسهر في مثل هذه الخيم.