نظّمت بلدية البليدة ومنذ الأسبوع الثاني من الشهر الفضيل، برنامجا ثريا ومتنوّعا ضمّ عروضا ثقافية وسهرات فنية، احتضنها ركح قاعة "محمد التوري" وحديقة "باتريس لومومبا" بباب الجزائربالبليدة، والتي أحدثت فرجة وجوّا رمضانيا فريدا لدى العائلات البليدية، التي وجدت فيها متنفّسا وفرصة للسمر والسهر خلال الشهر الكريم. هذه السهرات الرمضانية البليدية، كانت من تنظيم لجنة الثقافة لبلدية البليدة تحت رئاسة السيد بن عطاء الله رضوان، ومن إمضاء الحركة الجمعوية ممثّلة بمجموعة من الجمعيات الفنية بالولاية ومن تنشيط الفنان البليدي يوسف حسن، لتُختتم فعالياتها بحفل ختان ل 150 طفل بقاعة الحفلات "والي" في ليلة القدر المباركة. السهرات الأولى للبرنامج الفني، كانت من توقيع كلّ من الجمعية الثقافية "نجمة" وجمعية "المطربية" اللتين أبدعتا وأطربتا جمهور قاعة "محمد التوري" بمقاطع حوزية وأندلسية، عادت به إلى زمن قرطبة وأيام الفن الأصيل، إلى جانب كوكبة من الفنانين على غرار حسين هجرس وعبد الكريم غزال، علواني محمود، حمزة عبار ورشيد سليمان، وذلك عبر وصلات طربية ونغمية تفاعل معها الجمهور بطريقة مميّزة. الفن الرابع كان حاضرا في برنامج السهرات البليدية، حيث قدمت فرقة "النوارس" للمسرح والفنون الدرامية بالتنسيق مع مديرية الثقافة لولاية البليدة، مسرحية بعنوان "الممسوحون"، والتي نقل أبطالها الجمهور إلى عالم الدراما والتراجيديا، بعرضهم لموضوع من الواقع يعالج قضية تشغيل الأطفال قبل سن الرشد واستغلالهم، وما ينجر عن ذلك من تأثيرات سلبية على حياة الأطفال ومستقبلهم. أمّا سهرة الثلاثاء 16 رمضان، فكانت وقفة عند ذكرى المرحوم الفنان ابن مدينة الورود، الفنان دحمان بن عاشور، وذلك بالتنسيق مع جمعية " الودادية" وتلميذه الفنان البليدي مصطفى بن قرقورة.. بينما كانت سهرة الأربعاء 17 رمضان شعبية مائة بالمائة من توقيع كلّ من الفنانين محمد سيدي الكبير وجمال منمادلة المدعو "سوري".. لتكون سهرة الخميس 18 رمضان مزيّنة بوصلات أندلسية وحوزية من عمق وأصالة الفن البليدي، من إمضاء كلّ من جمعية "رياض الأندلس" والفنانين ياسين عائشة، قندوزي أحمد رشدي وبونور نجيب. وسيتواصل البرنامج الفني والثقافي للجنة الثقافة لبلدية البليدة، الذي تشهده كلّ من قاعة "محمد التوري" وحديقة "باتريس لومومبا" كلّ يوم ابتداء من الساعة التاسعة ليلا إلى غاية أواخر أيام رمضان. وحسب تصريح المكلّف بالأنشطة الثقافية بالبليدة، السيد جزار محمد، فإنّ إقبال العائلات البليدية خلال السهرات كان كبيرا، وهي على موعد مع الفن، الثقافة والطرب والإنشاد الديني خلال الأيام القادمة من الشهر الفضيل، والجمهور مازال على موعد أيضا مع ألمع نجوم الطرب على غرار جمال بن صامت، المطربة العاصمية سارة، مصطفى محفوظ، سهير إيمان وكوكبة من نجوم الموسيقى الشعبية أمثال عبد القادر قسوم ونجوم الفن البدوي الأصيل، أمثال رابح الجندلي، عبد القادر البليدي، فراد صالح، عبدو عبد الكريم ومحفوظ بن عباشي، وكذا نجوم الحوزي والأندلسي أمثال سيدي علي بن قرقورة، كريم قاسمي، سمير لعلاق وآخرين، إلى جانب نخبة من فرق الإنشاد الديني على غرار فرقة "نسمات العلا" وفرقة "الغيث"، "النور" و"الصفاء"، ويعد الفنان الجزائري المتألّق يوسف حسن رفقة جوقه جمهوره بحفل فني ساهر، وذلك في إطار فعاليات ليالي الطرب الروحي.. كما سيتم تكريم حفظة القرآن الكريم بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، وعلى هامش هذا البرنامج الثري والمميّز سيُنظم بنادي "المجاهد" بالبليدة، معرض للحلويات التقليدية البليدية، وذلك تحضيرا لعيد الفطر المبارك، وهذا من تنظيم بلدية البليدة وبالتنسيق مع الغرفة الصناعية، حيث سيتم عرض وبيع المعروضات على المرتادين. وحسب المنظمين والساهرين على إحياء ليالي رمضان بالبليدة، فإنّ البرنامج جاء متنوّعا نزولا عند طلبات الجمهور البليدي وإرضاء لمختلف رغباته بين الحوزي والشعبي والموسيقى الحالية، وكذا المسرح والطرب الروحي والمديح الديني.