في إطار التبادل الثقافي بين ولايات الوطن، تنزل عاصمة الشرق الجزائري "باتنة" ضيفة على مدينة الورود "البليدة"، حاملة بين أحضانها زخما ثريا ومتنوّعا يعكس ثراء وتنوّع حضارة باتنة ثقافيا وفنيا وتاريخيا، وهذا الأسبوع الثقافي من تنظيم مديريتي الثقافة للولايتين وتحت الرعاية السامية لمعالي وزيرة الثقافة. على وقع طلقات البارود والأهازيج الشاوية ووسط استعراض فلكلوري مميّز ببهو ساحة التوت بباب الجزائر "البليدة" انطلقت فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية باتنة، لتنطلق الفرجة من هناك حيث أقبل جمهور البليدة فرادى وجماعات لمتابعة الحدث، ليستمر حفل الافتتاح بعدها بقاعة "محمد توري" بكوكتال ثقافي وفني جمع بين الشعر والطرب، الرقص الشعبي والفلكلور، أما سهرة اليوم الأوّل من التوأمة الثقافية فكانت موسيقية وقعها كل من كاتشو، حسان دادي وحميد بلبش وذلك عبر وصلات شاوية وتراثية من ألبوماتهم الموسيقية القديمة والجديدة أطربت الجمهور البليدي ونقلته إلى أعالي جبال الأوراس الأشم فتفاعل معها وصفّق كثيرا. وعن برنامج هذا الأسبوع الثقافي أعرب ل"المساء" مدير الثقافة لولاية البليدة السيد محمد العيد سمادي أنّه سيستمر إلى غاية التاسع من الشهر الجاري وسيضمّ باقة من النشاطات الثقافية، حيث سيكون جمهور البليدة على موعد مع عروض مسرحية للأطفال على غرار "رحلة شارلو" و للكبار مسرحية "شيش ما تضحكش" ومسرحية "الصرخة" وهي عروض من إمضاء جمعية "الإبداع الفني وتوزيعه" لولاية باتنة، إلى جانب مجموعة من القراءات والأماسي الشعرية التي سيوقّعها كلّ من الشاعر أونيسي محمد، مسعودي ووزناجي يحي. ويواصل المدير بالقول أنّ الموسيقى الشاوية حاضرة بقوّة في سهرة كلّ يوم رفقة كوكبة من ألمع نجوم الأغنية الشاوية على غرار نصر الدين حرة، حليم شيبة، كلثوم الأوراسية، نورة بخوش، حكيم الكاهنة وآخرون، وبما أنّ باتنة هي التي تصنع الحدث وهي معقل الثوار ونقطة انطلاق الثورة التحريرية الكبرى سينشط الدكتور محمد العيد مطمر محاضرتين الأولى بعنوان "فهم جيل الاستقلال للثورة التحريرية" والثانية "الثورة التحريرية في الأوراس من1 نوفمبر 1954 إلى 20أوت 1956"، كما سينشّط الدكتور علي قرباني محاضرة بعنوان "التراث الأثري ". وفي حوار انفردت به جريدة "المساء" مع مدير الثقافة لولاية باتنة ومحافظ المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية المحلية السيد بن بوزيد أحمد، صرح بأنّ الهدف من هذا التبادل هو تعريف الجزائريين بالزخم الفني وكذا الثقافات الشعبية المحلية التي تزخر بها ولاية باتنة، مضيفا بأنّ هذا النوع من التظاهرات من شأنه خلق فضاءات رحبة للاحتكاك بين الفنانين، ويعطي أيضا الفرصة للهواة للتعريف بإبداعاتهم للوصول إلى الاحترافية. وعلى هامش هذا الحدث الثقافي المحلي يحتضن نادي "المجاهد" لولاية البليدة وكذا قاعة "المنار" عروضا لصور تاريخية وثورية وصور لشهداء ثورة التحرير بالإضافة إلى صور لمواقع سياحية خاصة بولاية باتنة وأخرى تعرّف بالزيّ التقليدي وكذا الحلي الخاص بالمرأة الباتنية أوالشاوية ناهيك عن الأكلات الشعبية التي تزخر بها المنطقة. وغير بعيد عن الفن والأصالة الجزائرية، جمهور البليدة على موعد مع عرس تقليدي من عمق أصالة وعراقة باتنة ليُعرفهم بعادات وتقاليد المنطقة خلال أفراح الزواج والختان وسط استعراضات فلكلورية لجميع الفرق، وهكذا سترسم باتنة من البليدة لوحة فنية مزركشة لتُعبر بألوانها الزاهية عن باتنة الثقافة .. باتنة الفن..باتنة التراث والتاريخ.