استغربت الأمينة العامة لحزب العمال، إقدام وزارة الداخلية والجماعات المحلية على "تعليق" قرار المطابقة الذي أقصى من خلاله الحزب بعض القياديين المنشقين. لويزة حنون التي رفضت الدخول في جدال مع وزارة الداخلية أو التشكيك في مصداقيتها، أكدت أن ملفها مطابق للقانون وأن تجميد هذه الهيئة الرسمية لمراسلتها السابقة لا يعني إلغاء قرارات اللجنة المركزية للحزب التي أقصت المنشقين نهائيا وعلى رأسهم النائب سليم لبطاشة الذي يقود حركة إنقاذ حزب العمال.. وخلال دورة عادية للمكتب السياسي للحزب، وجهت حنون انتقادات للإعلام العمومي المرئي والمكتوب بسبب "خوصصته" وانخراطه في الحملة التي تستهدف الحزب، داعية وزير الإعلام وقف ما أسمته ب"المهزلة". الأمينة العامة لحزب العمال، وعلى غير العادة استهلت دورتها العادية المنعقدة أمس بمقرها الوطني بالحراش، بالمناداة الاسمية على أعضاء المكتب السياسي للحزب والبالغ عددهم 29 عضوا، في خطوة لضبط عدد الغيابات المبررة وغير المبررة للأعضاء الذين تباينت غياباتهم بين الظروف الصحية والاجتماعية وحتى الإجبارية، في إشارة منها الى عدد من الأعضاء الذين تعرضوا لضغوطات لحملهم على الفصل في موقفهم من الحزب من قبل المركزية النقابية التي تكون - حسبها - قد تورطت في المؤامرة ضد الحزب رغما عنها. مناورة النائب لبطاشة لن تذهب بعيدا، تقول لويزة حنون التي نفت إمكانية سحب الثقة من رئيس الكتلة البرلمانية للحزب السيد جلول جودي، مشيرة إلى القوانين التي يتضمنها مشروع تعديل الدستور لاسيما المادة 100 مكرر 2 والتي تجرد المنتخب المنتمي إلى حزب سياسي ويغادره طوعا من عهدته الانتخابية بقوة القانون لتعود المتحدثة وتنتقد هذه المادة التي تحتفظ للنائب المستقيل من حزبه بعهدته بصفته نائب غير منتم، وهو ما وصفته حنون بالتناقضات. السيدة لويزة حنون التي تحدثت عن تبني خطة للدفاع عن الحزب، رفضت أن تشبه الأزمة التي يمر بها حزب العمال بما تعرضت له بعض أحزاب المعارضة أو حتى أحزاب السلطة، وهي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي اللذان يكونان قد تعرضا ل "انقلاب"، نافية وجود أية خلافات داخلية بحزب العمال ولا حتى انشقاقات، بل الأمر يتعلق - حسبها - بمؤامرة، الهدف منها زعزعة استقرار حزب العمال بسبب مواقفه السياسية، مشيرة إلى أن ضرب حزب العمال هو تهديد لاستقرار الجزائر وتدمير لكل القوى التي تقاوم النهب المحلي والأجنبي. الإعلام العمومي هذه المرة كان مستهدفا من قبل الأمينة العامة لحزب العمال التي وجهت له انتقادات قوية بفعل "خوصصته" و"تحيزه" المفضوح، وخصت السيدة لويزة حنون كل من التلفزة الجزائرية التي استثنتها من نقاشات الدستور ويومية المجاهد التي قاطعت نشاطاتها بالاضافة إلى "المساء" التي تكون حسب المتحدثة قد بالغت في تخصيص حيز إعلامي لمنسق حركة إنقاذ حزب العمال، وهو ما تقوم به الجريدة في إطار تكريس الخدمة العمومية والعمل وفق مبدأ الرأي والرأي الآخر في إطار ديمقراطي. وضعية البرلمان الحالي كانت محور عدة تساؤلات رفعتها الأمينة العامة لحزب العمال التي تنبأت بتنظيم انتخابات تشريعية مسبقة لعدم مطابقة البرلمان مع الدستور، مشيرة إلى وجوب وضع تدابير انتقائية للبرلمان قبل استدعائه للمصادقة على المشروع التمهيدي لمراجعة الدستور الذي ينص بداخله على فترة تشريعية وحيدة ...