احتضنت المدرسة التطبيقية للأمن الوطني للصومعة بولاية البليدة، حفل تخرج الدفعة العاشرة للملازمين الأوائل، وهي إحدى الدفعات المستفيدة من منظومة التكوين الجديدة، المرتكزة أساسا على منهجية المقاربة بالكفاءات؛ تماشيا والقانون الأساس للشرطة في فرعه المتعلق بالتكوين والتوظيف. واستفادت الدفعة التي تضم 617 متخرجا من برامج بيداغوجية حديثة ومن أحدث الوسائل العلمية، بالإضافة إلى تكوين متخصص في نظام المراقبة الذكية لغرف الحجز تحت النظر للأشخاص الموقوفين لدعم حقوق الإنسان والمحافظة على كرامة الموقوفين، وذلك بإشراف كفاءات شرطية جزائرية. حفل التخرج أشرف عليه وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي أول أمس رفقة المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل ووزراء من الحكومة وعدد هام من الإطارات العسكرية والمدنية وشخصيات من المجتمع المدني. وحملت الدفعة العاشرة للملازمين الأوائل للشرطة المتخرجين من المدرسة التطبيقية للأمن الوطني للصومعة بالبليدة، اسم شهيد الواجب الملازم الأول كمال زارب، الذي سقط في ميدان الشرف في فيفري من سنة 1994. الدفعة المتخرجة تضم 617 متخرجا، 57 منهم إناث بمعدل 24 سنة، زاولت تربصا بنظام داخلي لمدة 24 شهرا؛ حيث شمل هذا التكوين تلقين مختلف المعارف المهنية والقيادية والتقنية والرياضية؛ مما سيرفع من قدرات الأداء لديهم، وسيؤهلهم للقيام بمهامهم على أكمل وجه، وهو ما أكد عليه مدير المدرسة مراقب الشرطة محمد مالك، الذي ذكّر في كلمته بالمناسبة، بأن الدفعة استفادت من منظومة التكوين التي تتماشى مع القانون الأساسي لموظفي الأمن الوطني في شطره المتعلق بالتوظيف. كما استفادت الدفعة من استعمال أحدث الوسائل العلمية خلال فترة تدريبهم، على غرار النظام الذكي الخاص بالأشخاص الموقوفين تحت النظر، والذي يضمن كل حقوقهم وفقا لأحكام القانون، بالإضافة إلى استفادة الطلبة المتخرجين من كسب مختلف المعارف والمهارات التي ستساعدهم على الرفع من كفاءتهم لتحمّل المسؤوليات القيادية. مدير المدرسة نوّه في كلمته بالعناية التي يوليها وزير الداخلية والجماعات المحلية لمصالح الشرطة؛ من خلال دعمها ماديا ومعنويا؛ بغية الارتقاء بها إلى مصاف الشرطة المتطورة، مشيدا في السياق بجهود المسؤول الأول عن جهاز الشرطة اللواء عبد الغني هامل في سبيل تحسين الظروف المهنية والاجتماعية لمنتسبي الأمن الوطني، إلى جانب العمل على تطوير المنظومة التكوينية، داعيا، بالمناسبة، الطلبة المتخرجين إلى ضرورة الالتزام بتطبيق القانون بكل حذافيره، واحترام حقوق الإنسان خلال مسيرتهم المهنية؛ بغية كسب ثقة المواطن والعدالة. الحفل ميزه إجراء بروتوكولات معروفة، استُهلت بتفتيش الدفعة المتخرجة من طرف وزير الداخلية والجماعات المحلية، وتقليد الرتب وتسليم الشهادات للمتفوقين، وتسليم واستلام العلم ما بين الدفعتين المتخرجة والموالية، وتأدية القسم بالإضافة إلى التماس تسمية الدفعة باسم شهيد الواجب الملازم الأول كمال زارب، الذي انخرط في صفوف الأمن الوطني سنة 1983 بصفة مفتش شرطة للإعلام الآلي، ليحوَّل بعد تخرجه إلى مصلحة الإعلام الآلي بالمديرية العامة للأمن الوطني. وعمل بعدها بعدة مصالح، ليُنتدب بعدها للعمل بقيادة الأركان للوحدات الجمهورية للأمن سابقا. الشهيد اغتيل في 27 فيفري 1994 على إثر كمين نُصّب له من طرف مجموعة إرهابية بواد السمار (الجزائر العاصمة)؛ حيث فوجئ لحظة صعوده سيارة المصلحة بعدة طلقات نارية في مناطق مختلفة من جسمه، لينال شرف الشهادة في سبيل الله والوطن. واختتم حفل التخرج باستعراض تشكيلات للنظام المنظم وأخرى رياضية واستعراض تمارين في مجال التقنيات المهنية للتدخل.