وصف الرئيس الصحراوي، محمد عبد العزيز، سياسة التحريض التي اعتمدتها السلطات المغربية بين الطلبة المغاربة والصحراويين في الجامعات بأنها "مناورة خطيرة من شأنها تأجيج الممارسات العنصرية بينهم. وحذر الرئيس الصحراوي في خطاب ألقاه الشعب المغربي من مغبة الانخراط في هذه السياسة على خلفية الأحداث الدامية التي عرفتها مؤخرا جامعتا مراكش وأغادير بين الطلبة المغاربة والصحراويين. وحذر الرئيس الصحراوي مما اسماه ب«خطاب استخباراتي مخزني هدفه الزج بفئات من الشعب المغربي في مناورة لتصفية الصحراويين والتحريض" ضد الشعب الصحراوي المكافح من أجل الاستقلال وحقه في تقرير المصير. وقال إن تنامي ظاهرة الكراهية بين الشعبين المغربي والصحراوي وتأليب الأمازيغ ضدهم عمل من افتعال جهاز المخابرات المغربية من شأنه تشجيع العنصرية في أبشع مظاهرها وفي أسوأ تجلياتها"تماما كما فعل ذلك نظام "الابارتييد" العنصري في جنوب إفريقيا ضد السكان الأصليين. واتهم الرئيس عبد العزيز وسائل الإعلام المغربية المختلفة ب«تأجيج العنصرية" ومحاولة الزج بشرائح من الشعب المغربي ضد الصحراويين ومضايقتهم والاعتداء عليهم وقتلهم. وكانت القناة المغربية الثانية "دو آم" تناولت يوم 27 جانفي الماضي قضية وفاة شاب مغربي في أحداث وقعت داخل جامعة مراكش مستعملة خطابا "تحريضيا واستفزازيا ضد الطلبة الصحراويين" ضمن لغة وصفها تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان أنها "تشجع على إذكاء النعرة العنصرية والتمييز بين الطلبة ". وتأسف الرئيس الصحراوي لوفاة الطالب المغربي خلال هذه الأحداث في نفس الوقت الذي أكد فيه أن "الصحراويين بريئين تماما من دمه. ودعا الشعب الصحراوي إلى "الحكمة والتبصر ومد يد الخير الى الإخوان المغاربة سواء كانوا أمازيغ أو عربا وبناء أواصر محبة معهم لإفشال مناورة المخزن". وفي نفس السياق، ندد الرئيس عبد العزيز بمواصلة المغرب احتلاله للصحراء الغربية واستهتاره بحق الشعب الصحراوي المشروع الذي يكفله القانون الدولي في الحرية وتقرير المصير والاستقلال. وقال إن "قضية إقصائنا والتنكر لوجودنا سياسة فاشلة بقناعة أن تقرير المصير لابد منه واستقلال الصحراء الغربية لا مرد عنه ونحن الآن مقبلين على إحياء ذكرى قيامها الأربعين . وبالمناسبة، هذه طالب الرئيس عبد العزيز كل الصحراويين بالوقوف والتعبير للعالم أن "الجمهورية الصحراوية قائمة ومستمرة والاعتراف بها متواصل حتى استكمال الاستقلال الوطني. وإلى ذلك أدانت منظمة "مراسلون بلا حدود" غير الحكومية بشدة استمرار سياسة المغرب في التضييق على الصحفيين الصحراويين في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية وطرد الصحفيين الأجانب ومنعهم من دخول هذه المناطق محذرة من حالات المضايقات التي يتعرضون لها والتي تشمل حد التعنيف والضرب. وأكدت المنظمة في تقريرها للعام الماضي حول حرية الصحافة أن السلطات المغربية مستمرة في ممارسة التضييق على الصحفيين الذين يحاولون نقل الأحداث بكيفية مستقلة في الصحراء الغربية المحتلة. وأشارت "مراسلون بلا حدود" إلى حالة اعتقال الصحفي والمدون الصحراوي محمود الحيسن سنة 2014 الذي يعمل مراسلا لقناة تلفزيونية تابعة لجبهة البوليزاريو على خلفية تغطيته لمظاهرات سلمية تطالب باستقلال الصحراء الغربية. وأضافت المنظمة غير الحكومية أن التقرير الذي أعده محمود الحيسن ونشره التلفزيون الصحراوي يبين بوضوح التدخل العنيف لقوات الشرطة المغربية ضد المتظاهرين الصحراويين في المدن المحتلة. وأشار التقرير إلى حالة طرد السلطات المغربية للصحفيين الأجانب ومنعهم من دخول المناطق الصحراوية المحتلة وكذا المضايقات التي تعرض لها عدد من الصحفيين الصحراويين في المدن المحتلة كحالة محمد ميارة الذي تعرض للتهدي وعبد الرحمان زيو الذي تعرض للتعنيف والضرب.