اعتبرت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، السيدة سعيدة بن حبيلس أمس بالحدادة (سوق أهراس) بأن الهيئة التي تشرف عليها تعد فضاء مفتوحا أمام كل الجزائريين والجزائريات الذين يؤمنون بالتضامن والمتشبعين بالروح الوطنية. ودعت رئيسة الهيئة الإنسانية خلال إشرافها على تدشين المركز الاجتماعي والنجدة بهذه البلدية الحدودية على هامش إحياء الذكرى ال58 لأحداث ساقية سيدي يوسف إلى تضافر جهود الجميع من أجل العمل على احترام كرامة الإنسان الجزائري وإلى ضرورة مساهمة كل الذين يؤمنون بالقيم الأصيلة من حب العطاء دون انتظار أي مقابل في الحفاظ على تلاحم المجتمع لضمان السلم والأمن الوطنيين. واعتبرت السيدة بن حبيلس أن تدشين هذا المرفق يعد مكسبا يستحق التشجيع والتنويه بعد الجهود التي قام بها كل من والي الولاية، عبد الغني فيلالي ورئيس المجلس الشعبي الولائي وفرع الهلال الأحمر الجزائري بسوق أهراس، لاسيما أن هذا المركز يقع بمنطقة حدودية سيسمح للمواطنين القاطنين بالحدادة وساقية سيدي يوسف التونسية من الاستفادة من خدماته. وبعدما أشارت إلى أن هذا المرفق الهام يعد تكملة لمجهودات الدولة الرامية إلى تنمية المناطق الحدودية، أعلنت السيدة بن حبيلس أنه سيتم "قريبا" تدعيم خدمات هذا المركز بسيارة إسعاف. وأشارت نفس المتحدثة إلى أن الهلال الأحمر الجزائري ليس جمعية مثل باقي الجمعيات لأنه أنشئ كما قالت - من طرف قادة ومسؤولي جبهة التحرير الوطني عام 1956 عندما لاحظوا وقتها أن صوت وصمود الجزائريين ومعاناتهم من ظلم المستعمر الفرنسي ليس له صدى عالمي ليقرروا استغلال الفضاءات العالمية لإيصال طموحاته في العيش الكريم. كما تطرقت السيدة بن حبيلس إلى دور الهلال الأحمر الجزائري إبان ثورة التحرير الوطنية واستقباله لعشرات الآلاف من اللاجئين الجزائريين، مثمنة جهود وأعمال إطارات ومتطوعي هذه الهيئة الإنسانية الذين حافظوا على كرامة اللاجئين قبل أن تبرز بأن الهلال لم ينشأ من أجل توزيع المساعدات فقط بل للدفاع عن كرامة الجزائريين.وأشارت كذلك إلى أن عددا كبيرا من إطارات ومتطوعي الهلال الأحمر الجزائري واعون بهذا الدور، داعية منتسبي الهلال لأن يكونوا السند والذراع الحقيقي لسياسة الدولة في هذا المجال "لنكون في مستوى طموحات مؤسسي هذه الهيئة التي أنشئت من رحم ثورة التحرير الوطنية." وذكرت السيدة بن حبيلس كذلك بأن كل العمليات التضامنية والإنسانية التي قام بها الهلال الأحمر الجزائري في عديد الدول لاقت استحسانا كبيرا من طرف عدة جهات دولية، داعية إلى عدم تقزيم دور الهلال لأنه يعتبر إهانة لمؤسسيه ومن ضحوا من أجله. وحسب الشروح المقدمة لرئيسة الهلال الأحمر الجزائري، فإن هذا المركز الذي يضاف إلى المركز الاجتماعي ببلدية أم لعظايم، يضم روضة تتسع ل80 طفلا و ورشة للخياطة موجهة للمرأة الريفية وجناح للإعلام، بالإضافة إلى وحدة طبية حدودية. وتم بهذه الوحدة الصحية توزيع 150 جهاز لقياس داء السكري لمواطنين جزائريين وآخرين تونسيين وذلك تحت إشراف عدد من الأخصائيين في داء السكري ومخابر صيدلانية دولية، فيما ستقوم ذات الوحدة الصحية "قريبا" بعدة عمليات تحسيسية للوقاية من بعض الأمراض العابرة للحدود. وتم بالمناسبة التي حضرتها كذلك سلطات الولاية وممثلي الهلال الأحمر التونسي، تسليم شهادات تكوين في الإسعافات الأولية لعدد من عمال مديرية الأشغال العمومية.