تحتضن سوق أهراس يومي 5 و6 سبتمبر الحالي الاحتفالات الوطنية المخلدة لخمسينية الاعتراف بالهلال الأحمر الجزائري حسبما كشف عنه رئيس فرع الهلال بذات الولاية. واستنادا للسيد محمد العيد عقوني فإن اختيار سوق أهراس لاحتضان هذه التظاهرة يأتي بعد اجتماع رؤوساء فروع الهلال الأحمر ل48 ولاية الذي انعقد يومي 13 و14 أوت ببومرداس وذلك بالنظر إلى أن هذه المنطقة لها تاريخ استثنائي في الجانب الإنساني فضلا عن كونها تضم أول قرية عند الاستقلال لاستقبال اللاجئين وهي عبارة عن 50 سكنا ببلدية لحدادة الحدودية. وأوضح ذات المصدر بأن هذه التظاهرة ستتميز بمشاركة إلى جانب رئيس الهلال الأحمر الجزائري السيد حاج حمو بن زغير كل من رؤوساء الفروع الولائية ل48 ولاية بالبلاد وعدة شخصيات وطنية ساهمت في الحركة الوطنية الإنسانية خلال وبعد حرب التحرير الوطنية. كما سيحضر الاحتفالات ممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذين سيقدمون مداخلات حول دور هذه الهيئة كما سيستمعون لشهادات من طرف مجاهدي ومواطني هذه المنطقة الحدودية فضلا عن حضور وفد عن الهلال الأحمر التونسي يمثل فرعه بمدينة الكاف الذي يضم ساقية سيدي يوسف وجندوبة. كما تمت دعوة الصليب الأحمر الإسباني للمشاركة في إحياء هذه المناسبة التي سيحضرها كذلك ممثل عن الجالية الجزائريةبتونس والقنصل الجزائريبالكاف (تونس). وسينظم بهذه المناسبة "ماراطونا دوليا للمجاهد المسعف" وذلك عبر مسلك معركة وادي الشوك (معركة سوق أهراس الكبرى) التي سقط خلالها 800 شهيدا ولعب فيها المسعفون دورا رياديا حيث توفي معظمهم على الرغم من ارتدائهم الشارة الحامية لمصالح الصحة أثناء الحروب. ويهدف هذا الماراطون الدولي إلى إبراز دور الهلال الأحمر الجزائري في إسعاف مجاهدي القاعدة الشرقية فضلا عن تحسيس الشباب بعظمة الثورة الجزائرية وإبراز تنظيمها وهيكلتها ومدى إسهام الهلال الأحمر الجزائري الذي كان مندمجا وقتها في صفوف جيش التحرير الوطني في إسماع صوت الجزائر عبر العالم. وسيشارك في الماراطون ممثلون عن الهلال الأحمر الجزائري ل48 ولاية وممثلي الهلال الأحمر التونسي لكل من جندوبةوالكاف (تونس). وستتميز خمسينية الاعتراف بالهلال بتسليم وسام اعتراف للمجاهد الراحل محمد شوادرية مؤسس الهلال الأحمر الجزائري بمناطق كل من سوق أهراس وعنابة والطارف وتبسة وقالمة وتكريم عدد من المتطوعين الذين استقبلوا يوم 5 جويلية 1962 اللاجئين الجزائريين على غرار كل من العربي زعلان والصادق بن عصمان اللذان كانا وقتها يستقبلان اللاجئين المعطوبين وضحايا الألغام بالمراكز المختصة بقسنطينة. وتم بالمناسبة أيضا إعادة طبع نسخة من كتيب أصلي للهلال الأحمر الجزائري ب30 صفحة قام الهلال بإصداره في جانفي 1962 تحت عنوان "مراكز التجميع" يحتوي على شهادات من الهيئة الدولية للهلال الأحمر حول وضعية مراكز التجميع ودراسات حول الوضعية الإنسانية للمرأة والطفل أثناء ثورة التحرير المظفرة مبرزا وقتها أنه تم إحصاء 2 مليون و75 ألف مواطن جزائري مرحل منذ العام 1954 في كل نواحي الجزائر معظمهم أطفالا ونساء. كما يتضمن هذا الكتيب الذي سيوزع على الشباب والمواطنين عددا من المقالات الصحفية الصادرة بجرائد كل من "لوموند" و"لاكروا" و"فرانس سوار" فضلا عن أول نداء أصدره الهلال الأحمر الجزائري أثناء الثورة لحماية كرامة الجزائري.