تعتبر مؤسسة الصناعات الطبية الجراحية أولى المؤسسات في الجزائر التي كرست إنتاجها بالكامل لتلبية الحاجيات الاستشفائية، حيث تساهم هذه الشركة منذ أكثر من 20 سنة في تأمين وتزويد المؤسسات الاستشفائية، خاصة سلسلة المواد والمنتجات القابلة للاستهلاك، لاسيما الاعتيادية منها الحقن والأنظمة الخاصة بغسيل الكلى وتلك الخاصة بالأوعية الدموية. وشرعت المؤسسة مع بداية سنوات 2000 في الاستثمار في صناعة السوائل المكثفة، منها الأمصال المالحة والمسكرة وأملاح إعادة التمييع والأمصال المنحلة بالكهرباء، وهي تغطي حاليا نسبة 50 في المائة من طلبات المستشفيات بالمحاليل المكثفة وتهدف إلى أن تتحول مع نهاية 2015 بفضل استثمارات جديدة أهم ممون للأمصال المالحة والمسكرة . تقع الشركة في المنطقة الصناعية بالرويبة وتتشكل من وحدتين للتصنيع الأولى مختصة في الأجهزة الطبية، في حين تختص الوحدة الثانية في صناعة الأدوية التي تقدم عن طريق الحقن والمواد المذابة الصلبة، وتشغل المؤسسة أكثر من 1300عامل، 35 في المائة منهم إطارات متخصصين في مجالي الصيدلة والبيولوجيا، بالإضافة إلى صناعة المواد الطبية الجراحية الموجهة للاستهلاك وذات الاستخدام الوحيد وصناعة المواد المذابة الصلبة، حيث تمتد نشاطات المؤسسة للمنتجات والمواد الموجهة لغسيل الكلى، مثل جهاز الغسيل الشعري وخطوط إنتاج الأجهزة الخاصة بالدم الوريدي. كما يتم اعتماد برنامج سنوي للتزود بالمواد الأولية يرتكز على برنامج تسويق وإحصاء عدد المرضى والتجهيزات والآلات، حسب ما يؤكده بن طيب عبد النور مدير التموين وتسيير المخزون. وتسوق الشركة عدة تجهيزات، خاصة بعمليات غسيل الكلى، حيث أثبتث الأغشية المستخدمة مطابقتها الحيوية، كما أكدته العديد من النشريات العلمية وتوصى بالخصوص للمرضى الذين يعانون من فرط الحساسية للأغشية الاصطناعية. كما تقوم الشركة بتسويق أجهزة غسيل كلى بأغشية متعددة السلفون وهي متوفرة بأنواع مختلفة، حسب ما أشار إليه مدير التسويق. بالمقابل أشارت لمية برادعي، مسؤولة قسم أجهزة غسيل الكلى بالشركة، أن هذه الأخيرة تقترح أغشية اصطناعية ونصف اصطناعية بأنواع مختلفة لتلبية مختلف الوصفات التي يقدمها الطبيب المعالج، علما أنه بالإضافة إلى نوعية الأغشية فإن هناك عوامل تدخل في الحسبان في اختيار جهاز غسيل الكلى، حيث يتم تقييم وتقدير الجهاز من قدراته، منها سطح الغشاء، ومعامل ترشيح الفائق وعلى القدرة على إزالة اليوريا والكرياتينين. وتأسست شركة الصناعات الطبية الجراحية سنة 1991 وتساهم منذ أكثر من 20 سنة في تطوير الصناعة الصيدلانية في الجزائر، وهي تصنف ضمن الشركات الرائدة في مجال تخصصها والأولى في الجزائر التي توجه أساسا إلى تلبية حاجيات المستشفيات، كما يؤكده مسؤولون على مستوى مديرية المؤسسة. وتجدر الإشارة أن غسيل الكلى هي عملية تصفية الدم عن طريق غشاء ويتم تنفيذ غسيل الكلى من خلال وضع موقع وصول إلى الأوعية الدموية، في هذه الحالة يعرف بالناسور لتسهيل عملية تنقل الدم بواسطة إبرة. وتتم العملية على ثلاث مراحل، حيث يمر السائل الخاص بعملية الغسيل من جهة الجهاز ويجلب كل النفايات وفائض المياه الذي يتواجد بالدم، ثم يقوم الجهاز الذي يحوي على ثقوب بالعمل على شكل مصفاة، ليسمح بمرور النفايات و فصله ويتم أخيرا التخلص من مكان تكدس النفايات، ليعاد الدم الصافي إلى موضعه في الجسم. ولا تقتصر الشركة بتسويق التجهيزات الطبية وتلك القابلة للاستهلاك، حيث أوضحت برادعي، مسؤولة قسم غسيل الكلى، أن الشركة تمتلك قسما لمصالح ما بعد البيع مكلفة بضمان التكوين للمستخدمين وتركيب التجهيزات والصيانة الوقائية والعلاجية في كافة المراكز الاستشفائية، بما في ذلك تلك التي تقع في المناطق البعيدة والنائية للجنوب الجزائري، مثل تندوف وتمنراست وإليزي وعين أمناس. ويحرص مخبر للمراقبة على النوعية واحترام مقاييس التصنيع ويقوم بموافقة المخبر الوطني لمراقبة المنتجات الصيدلانية بتحرير دفعات من المواد المصنعة، وسمح الجهد المبذول من قبل المؤسسة في مجال حماية المقاييس الدولية بالحصول على ثلاثة شهادات نوعية كبيرة ”إيزو 9001-2008 وإيزو 13485 و العلامة الأوروبية. كما تقوم الشركة بتصدير منتجاتها منذ عدة سنوات باتجاه مناطق عديدة، منها غرب إفريقيا والمغرب العربي وأوروبا، وقد افتكت الشركة عام 2011 جائزة أفضل مصدر جزائري خارج نطاق المحروقات قدمت من قبل وزارة التجارة، وتشكلت لجنة التحكيم من ممثلين من مركز التجارة العالمي فرع الجزائر والمديرية العامة للجمارك وغرفة التجارة والصناعة والوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية والجمعية الوطنية للمصدرين الجزائريين ومنتدى رؤساء المؤسسات. وتعكف الشركة على إنتاج أدوية لمعالجة السرطان والأدوية المنبثقة عن التكنولوجيا الحيوية.