دعا رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، ملك المغرب محمد السادس ورئيس تونس الباجي قايد السبسي ورئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز ورئيس مجلس النواب لدولة ليبيا عقيلة صالح عيسى، إلى اندماج مغاربي أصبح أمرا مستعجلا وإلى وحدة أصبحت ضرورة ملحة لا مناص منها. مسعى يستلزم التعجيل بإدخال إصلاحات عميقة وجوهرية لتفعيل مؤسسات الاتحاد وأجهزته وهياكله وتكييف منهجية عمله وفق رؤية واضحة المعالم والأهداف، تتناغم مع متطلبات الجيل الجديد من المنظمات الإقليمية وشبه الإقليمية وتطلعات الشعوب المغاربية. إن هذه الإصلاحات تفرضها المتغيرات الجارية والمتسارعة على الصعيدين الإقليمي والدولي وكذا المغالبة والتحديات والتهديدات التي تترصد المنطقة، إذ لا مفر –كما يقول الرئيس- من استكمال بناء الاتحاد في ظل هذه الظروف التي لا تقبل أي عمل منفرد أو متقوقع، هذا أبرز ما تضمنته أربع رسائل وجهها السيد الرئيس للقادة المغاربة بمناسبة الذكرى ال27 لإعلان قيام الاتحاد المغاربي. في هذا الصدد قال رئيس الجمهورية في برقية وجهها إلى العاهل المغربي، محمد السادس، إن تحقيق وحدة المغرب العربي باتت "أكثر من ضرورة" في وقت تتعرض فيه المنطقة إلى "تحديات على جميع المستويات". واستطرد بالقول "وأغتنم هذه المناسبة الغالية، التي نستحضر فيها تلك الآمال المشروعة التي لطالما راودت شعوبنا في استرجاع حريتها واستقلالها وفي تعزيز تضامنها وتلاحمها، لأجدد لكم حرص الجزائر العميق وعزمها الراسخ على العمل مع سائر شقيقاتها في المنطقة، في سبيل الحفاظ على مكتسبات هذا الإنجاز التاريخ والسعي الجاد من أجل تطوير مؤسساته وهياكله وإعادة النظر بعمق في منظومته التشريعية ومنهجية عمله ضمن استراتيجية مغاربية منسجمة ومندمجة، من شأنها أن تجسم هذا المشروع الحضاري". الرئيس بوتفليقة أضاف في هذا السياق أن هذا المشروع "يمثل الإطار الأنسب لتمتين علاقات التعاون بين أقطارنا وبلوغ أعلى المستويات من الأمن والاستقرار في فضائنا الجهوي" . إن تحقيق وحدة المغرب العربي -يؤكد رئيس الدولة- "باتت أكثر من ضرورة في وقت يشهد فيه العالم تنامي عدد التجمعات الإقليمية والدولية وتتعرض فيه منطقتنا لتحديات ورهانات كبيرة على جميع المستويات والأصعدة، وهو ما يدعونا بإلحاح إلى العمل على مغالبتها وإبقاء مغبتها في إطار تكتل متماسك العرى موحد الصف وتجسيد طموحات شعوبنا إلى المزيد من الاندماج والوحدة والتضامن". كما انصبت الرسالة التي بعث بها رئيس الجمهورية إلى نظيره التونسي الباجي قايد السبسي حول أهمية مجابهة التهديدات والتحديات التي تعترض المنطقة، مشيرا إلى أنها تتطلب عملا "جماعيا" يعتمد على "استراتيجية مشتركة ومنسقة" .رئيس الجمهورية اغتنم المناسبة لإبراز أهمية الحدث التاريخي "التي نستحضر فيها تطلعات الشعوب المغاربية التواقة إلى التكامل والوحدة، مجددا عزم الجزائر الثابت على مواصلة العمل مع كافة الدول المغاربية والسعي بكل حزم في سبيل تثمين وتعزيز هذا المشروع التاريخي المبارك" . كما أبرز أن هذا المشروع يمثل "لبنة أساسية وإطارا أمثل للتكامل والتشاور المثمر وذلك من خلال تسريع تحديث هياكل اتحادنا وتطوير مؤسساته ومراجعة منهجية عمله وفق نظرة شاملة ومدروسة، تحدونا في ذلك روح التضامن والإخاء والتفاؤل، تلك التي سادت قمة مراكش". وأبرز رئيس الجمهورية القناعة التامة للجزائر في "استكمال بناء الصرح المغاربي وتفعيل أبعاده الاندماجية،التي أضحت حتمية لا مفر منها في ظل الظرفية الدقيقة التي تموج فيها منطقتنا المغاربية بتهديدات وتحديات لا قبل لها بها، لا يمكن مواجهتها ودرء آثارها بعمل منفرد ومتقوقع بل لا بد من مجابهتها جماعيا واعتمادا على استراتيجية مشتركة ومنسقة". الرسالة التي بعث بها الرئيس بوتفليقة لنظيره الموريتاني محمد و لد عبد العزيز، أكدت من جهتها على ضرورة التعجيل بإدخال إصلاحات "عميقة وجوهرية" على هياكل ومؤسسات الاتحاد، حيث قال "أغتنم ذكرى ذلكم الحدث التاريخي، التي نستحضر فيها الآمال الكبيرة التي علقتها عليه شعوبنا المغاربية في تحقيق رغبتها في الاندماج والوحدة، لأعرب لكم مجددا عن حرص الجزائر الراسخ وعزمها الثابت على بذل المزيد من الجهود والعمل مع كافة الدول المغاربية في سبيل الحفاظ على المكتسبات التي حققها اتحادنا والتعجيل بإدخال إصلاحات عميقة وجوهرية على هياكله ومؤسساته ومنهجية عمله وفق منظور واقعي واستراتيجية كاملة، بما يكفل تحقيق الوحدة المنشودة وإعطاء اتحادنا المغاربي مكانته المستحقة بين مختلف التكتلات الإقليمية والدولية" . رسالة الرئيس بوتفليقة حملت دعوة صريحة لتكثيف الجهود لمجابهة التحديات التي تعيشها المنطقة بالقول "إن اتحادنا المغاربي الذي تأسس تكريسا للروابط التاريخية والنضال المشترك بين كافة شعوبه، ووطدته صلة القربى وعمق التاريخ المشترك، يفرض علينا اليوم في ظل الوضع الإقليمي المشحون بجسامة وكثرة التحديات والرهانات، أن نكثف من جهودنا بالارتقاء به وجعله قادرا على مغالبة تلك التحديات غير المسبوقة". أما في البرقية التي بعث بها إلى رئيس مجلس النواب لدولة ليبيا، عقيلة صالح عيسى العبيدي، فقد دعا رئيس الدولة إلى تمتين روابط التعاون "المثمر" بين بلدان الاتحاد بغية مواجهة "التحديات والتهديدات الكبيرة" التي تترصد المنطقة. وجاء في برقية رئيس الجمهورية "إنها لذكرى غالية تلاقت فيها إرادة الشعوب المغاربية لتحقيق الحلم التاريخي بالوحدة والاندماج، أجدد فيها حرص الجزائر وعزمها الثابت على العمل مع كافة الدول المغاربية الشقيقة في سبيل الحفاظ على هذا الإنجاز التاريخي". في هذا الصدد أكد رئيس الجمهورية على ضرورة "التعجيل بتفعيل مؤسسات اتحادنا المغاربي وأجهزته وهياكله وتكييف منهجية عمله وفق رؤية واضحة المعالم والأهداف بما يتناغم مع متطلبات الجيل الجديد من المنظمات الإقليمية وشبه الإقليمية وتطلعات شعوبنا المغاربية في الوحدة والاندماج". الرئيس بوتفليقة خلص وإلى القول: "وإنني على يقين تام من أن استكمال بناء هذا الصرح الاستراتيجي بات ضرورة ملحة لا مناص منها، تفرضها المتغيرات الجارية والتطورات المتسارعة على الصعيدين الإقليمي والدولي، التي كان لها وقعها العميق على حاضر ومستقبل منطقتنا المغاربية وهو ما يدعونا إلى مضاعفة الجهد من أجل تعزيز المسيرة الاندماجية وتمتين روابط التعاون المثمر بين أقطارنا بما يمكن من القدرة على مغالبة التحديات والتهديدات الكبيرة التي تترصد منطقتنا".