أجمع مختصون وفلاحون ورؤساء غرف الفلاحة الجهوية على أن استيراد مسحوق الحليب الذي يكلّف الدولة فاتورة سنوية ضخمة فاقت 62 مليون دولار (سنة 2015)، يعد العائق الرئيسي والأساسي للإنتاج الوطني للحليب. وأكدوا أن ما تنتجه الجزائر من حليب طازج كفيل بأن يلبي الحاجيات الوطنية إذا رفعت العوائق التي تعترض الشعبة في الميدان. وتسعى الجزائر (من خلال وزارة الفلاحة والتنمية الريفية وبفضل آليات الدعم التي تعتمدها الدولة) إلى الوصول للاكتفاء الذاتي وتوفير حليب جزائري 100 بالمائة في غضون سنتي 2019 و2020. المختصون خلال يوم دراسي نظمته الوزارة الوصية أوضحوا أن غياب آليات ووسائل ترقية إنتاج الحليب الطازج من أعلاف ومساحات للرعي والتكفل بالمتوج (الحليب) في الوقت المناسب بصفته منتوج سريع التلف، يرهن كل الجهود التي تبذلها الدولة من جهة، ومربو الأبقار من جهة أخرى لترقية هذا النشاط الفلاحي الحيوي والمتمثل في تربية الأبقار وإنتاج الحليب. ودعوا في هذا السياق إلى النهوض بالشعبة وجعلها تلعب الدور المنوط بها في الاقتصاد الوطني. من جهته أفاد مدير برمجة الاستثمارات بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية السيد اسكندر مكرسي خلال يوم دراسي، أن الوزارة ضخت ما يفوق 500 مليون دينار لفائدة شعبة الحليب ومختلف المجموعات الداعمة لها مشيرا إلى أن الهدف الأساسي التي تسعى لتحقيقه الدولة هو التخفيف من الفاتورة الوطنية لاستيراد مسحوق الحليب التي ارتفعت بشكل خيالي في السنوات الأخيرة الماضية. موازاة لما سبق خلصت دراسة ميدانية قام بها المكتب الوطني للدراسات في مجال التنمية الريفية التابع لمصالح وزارة الفلاحة شملت ثلاث ولايات هي سوق أهراس وعنابة وباتنة وتهدف إلى رصد أهم المشاكل التي تقف في وجه مربي الأبقار الحلوب. إلى أن مشكل الأعلاف يبقى من بين المشاكل الأساسية التي يعاني منها المربون، من حيث الكمية والنوعية. بالإضافة إلى مساحات الرعي التي يفتقدها أغلب المربين. كما خلصت الدراسة إلى ضرورة توسيع الإنتاج باستغلال مساحات جديدة لا سيما بمناطق الجنوب علما أنه تم تسجيل تحسن ملحوظ فيما يخص الاستثمار في البذور. ممثل وزارة الفلاحة أكد أن التوصيات التي ستنبثق عن اليوم الدراسي الذي حضره أمس مختلف الفاعلين في شعبة الحليب، ستجسد على أرض الواقع في أقرب الآجال من أجل تحقيق الأهداف المرجوة وعلى رأسها ترقية إنتاج الحليب الطازج والتقليص من فاتورة استيراد مسحوق الحليب علما أن الإنتاج الوطني من الحليب يقارب 3.6 مليار لتر 2.7 مليار منها حليب بقر مقابل مليون رأس من الأبقار الحلوب. ويقدر الاستهلاك الوطني من مادة الحليب ب5 مليار لتر سنويا منها 3.5 مليار لتر منتجة محليا و1.5 مستوردة، مليار لتر مصدرها مسحوق الحليب المستورد موجه خصيصا لإنتاج الحليب المبستر. وزارة الفلاحة: الحليب المستورد مراقب ولا خوف على صحة المواطن أكد مدير برمجة الاستثمارات بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية السيد، إسكندر مكرسي أن الحليب بمختلف أنواعه المستورد لاسيما المسحوق الموجه لإنتاج حليب الأكياس مراقب ولم يسبق أن تسبب في أي مشكل صحي للمستهلك، مطمئنا بأن المصالح المعنية تخضع هذه المادة قبل دخولها إلى الجزائر لمختلف التحاليل الصحية، لاسيما التحاليل الكاشفة عن الإشعاعات النووية وكذا التحاليل البيطرية. وأوضح ممثل وزارة الفلاحة خلال اليوم الدراسي الذي نظم أمس بمقر الغرفة الوطنية للفلاحة، بصافيكس حول شعبة الحليب أن مسحوق الحليب المستورد من نوع جيد وخال من أي عيب أو شائبة قد تضر بصحة المستهلك. وجاء تأكيد ممثل وزارة الفلاحة، ردا على انشغال أحد المستثمرين في إنتاج الحليب الطازج الذي أبدى تخوفه من بعض الدول التي تستورد منها الجزائر مسحوق الحليب متسائلا عن مدى اطلاعنا على مصدر هذه المادة والظروف التي تنتج فيها وأيضا مدى نجاعة المراقبة التي تخضع لها قبل دخولها أرض الوطن.