"انسريف": مؤسسة عمومية بامتياز يبدو هذا حكما ترويجيا أو إشهاريا للذين لا يعرفون الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية عن قرب. رغم أن إنجازاتها التي تزرعها في مختلف ربوع الوطن من خلال 44 مشروعا وطنيا ضخما، تكفي بطرح السؤال: لماذا تفضّل "انسريف" العمل بعيدا عن الأضواء؟ رغم أن هذه المؤسسة الكبرى توظّف 500 . 18 عاملا (منصب شغل مباشر، ناهيك عن مناصب الشغل الموسمية وغير المباشرة). وتدير رقم أعمال يقارب ال30 مليار دولار، وتخصص 10 ملايير سنتيم للتكوين والرسكلة. بتعبير مباشر هي مؤسسة تزرع النجاح والأمل بالاعتماد على إمكانياتها البشرية وطاقاتها الشابة وخبرائها الذين ربطوا أنفسهم بالمعاهد المتخصصة والمخابر الدولية في كل مكان. ليس لتسريع وتيرة الإنجاز ومد خطوط الحديد وبناء الأنفاق والجسور الأكثر تعقيدا، بل لتسريع العصرنة ومواكبة التطور التكنولوجي الهائل الذي لم يعد يسمح ببقاء النمط التقليدي في التسيير. «أنسريف" رسمت أهدافا دقيقة لمشروعها الوطني الاستراتيجي على أن تكون المؤسسة رقم "1" في نوعية الإنجاز واحترام المواعيد وتقديم أفضل الخدمات. وأن تكون شريان التنمية والرابط الحديدي بين كل مناطق وجهات الوطن للمساهمة فعلا في الإقلاع التنموي الشامل الذي حدّده برنامج رئيس الجمهورية. لم يكن هذا النجاح ليتحقق لولا توفر "أنسريف" على قيادة فعلية من الإطارات الشابة والمتكاملة وفي مقدمتها المدير العام للوكالة السيد عز الدين فريدي، الذي حين استقبلنا بمقر الوكالة للقيام بهذا التقرير الصحفي الموسّع كدنا أن نتوقف قبل القيام بذلك لأن إنجازاته سبقته إلينا من خلال ما وقفنا عليه في زيارة سابقة لوزير النقل السيد طلعي قبل أسبوع من ذلك. والتي حوصلها في شريط فيديو قدّم لنا جزائر التنمية بما أنجزته الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية بالملموس أمامنا. مؤسسة مدّت 4000 كلم من الخطوط الحديدية والتي ستصل إلى 6300 كلم باستكمال 22 مشروعا قيد الإنجاز. وخرقت صلب الجبال ب57 كلم تحت الأرض والفت بين الجبال والوهاد بجسور تعد بآلاف الأمتار مجتمعة علوا وطولا. كل هذه الإنجازات وغيرها الذي لم نذكره يسمح لمديرها العام ومساعديه بأن يرسموا أهدافا أكبر. ببساطة التعبير نقول أن الطاقم المسيّر ل«أنسريف" من حقه أن يحلم بتجسيد مشروع القطار السريع (بقوة 220 كلم / سا) والذي بلغت نسبة تقدمه 70 بالمائة والمتضمن 131 منشأة فنية أو الاستعداد والإعلان رسميا خلال هذا الشهر عن ميلاد أكاديمية الامتياز مع الشركاء الإيطاليين والتي ستعنى بنخبة المهندسين وتفتح آفاقا واسعة للوكالة في نشر نجاحاتها خارج الحدود أو في خلق وتوسيع شركات وطنية في مختلف القطاعات التنموية.