كشف الاتحاد الفيدرالي للمستهلكين، مؤخرا، على صفحته "ماذا تختار!!"، ما يعادل 185 مستحضرا تجميليا يحتوي على مكونات خطيرة، مثيرة ل"القلق"، بعضها مسبب للحساسية، وأخرى تعتبر موادا سامة، ومسببة لاختلال في الغدد الصماء، والأدهى ما في الأمر أن كل المنتجات التي تم الكشف عنها وصنفت ضمن القائمة "السوداء" منتجات مسوقة في الجزائر وتعرف رواجا كبيرا!! معجون الأسنان، مزيلات العرق، كريمات الوجه، محلول بعد الحلاقة، كريمات العناية بالشعر، شامبوهات، كريمات مضادة للتجاعيد، طلاء الأظافر، ماكياج .. ما يعادل 185 مستحضرا تجميليا، دعت الجمعية الفيدرالية الفرنسية للمستهلكين لعدم استهلاكها لخطورتها على صحة البشرة والجسم كافة. ورغم التحذيرات المتكررة، من طرف أخصائيي السموم وأطباء الجلد لتفادي استعمال هذه المستحضرات، لا تزال الشركات المصنعة لها تسوق بضاعتها عبر العالم ومن ضمن الدول التي تستوردها الجزائر. وأثارت المواد التي تضمنتها القائمة استغراب وتخوف المستهلكين والخبراء، لاسيما أن هذه المستحضرات من أشهر العلامات التجارية المختصة في مجال التجميل، حتى لذوي السمعة الحسنة منها، كما تم نشر بالمناسبة أكثر من 12 مادة كيماوية يحذر من استعمالها لتسببها في إثارة الحساسية. وصنف الاتحاد الفدرالي، تلك المواد حسب خطورتها وانعكاساتها السلبية على البشرة والصحة، حيث تم الكشف عن 62 مادة مسببة للحساسية، 55 منها تحتوي على مادة الميثيل، وهي مادة حافظة مسببة للحساسية، صنفت سنة 2013 كالمركب المسبب للحساسية رقم 1، وتستعمل في تركيب مستحضرات كالمناديل المنظفة للأطفال..، التي سبق أن حذرت من استعمالها وزيرة البيئة سيغولين رويال، في العديد من المرات. من جهة أخرى، تم الكشف عن 101 مركبا يحتوي على مواد تسبب خللا في الغدد الصماء، منها 44 تحتوي على "مصفاة" للأشعة فوق البنفسجية، الميثوكسي سنيامات، الموجودة في مزيل الماكياج، وبعض مستحضرات العناية بالشعر، إضافة إلى 26 مستحضرا يحتوي على مادة "الباربان" التي تسبب خللا في عمل الهرمونات، منها 3 مستحضرات من علامة "روك"، مستحضرين من "لوريال"، 2 من "كارفور"، ومادتين من "لوكلير"، إضافة إلى 17 مستحضرا من مختلف الماركات التي اعتدنا وجودها في محلات بيع مستحضرات التجميل وكذا في الصيدليات. "كاديوم"، "بامبرز"، "نيفيا"، "ميكسا"...، لم تخلو القائمة السوداء من هذه العلامات المخصصة للعناية بالرضع والأطفال، حيث تحتوي على مادة خطيرة تسمى "فينوكسييثانول"، حذرت الوكالة العالمية لمكافحة الأدوية الخطيرة، من استعمال المستحضرات التي تحتويها، لتنظيف بشرة الطفل. تصريحات مضللة.. في هذا السياق، أكد الاتحاد الفيدرالي الذي يهدف من خلال نشاطاته إلى حماية المستهلك على أن العديد من التصريحات التي تعتمدها الشركات المصنعة على أغلفة منتجاتها ك"خالي من الباربان"، "هيبوالرجينيك" لابد من عدم تصديقها فمعظمها كاذبة ووصفتها ب"المطمئنة زورا"، وذلك بعد التحاليل التي قام بها الاتحاد والتي كشفت عن وجود مواد نفت تلك الشركات وجودها في منتجاتها. ونصح الاتحاد الفيدرالي للمستهلكين بعدم استعمال المستحضرات التي تحتوي على المكونات السابقة الذكر، خصوصا المواد المخصصة للعناية ببشرة الطفل لحساسيتها. ليس لدينا الخيار إلا اتباع الإنذار هذا ما أكده السيد مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك ل"المساء" قائلا: "للأسف نفتقد للاختصاص وللوسائل على مستوى الرقابة المخبرية التي تضمن لنا الحماية الجيدة للمستهلك الجزائري حتى على مستوى المنتجات المستوردة"، مشيرا إلى أن الرقابة التي نحوز عليها هي رقابة وثائقية وعينية فقط، مما قد يؤدي إلى وجود مواد مضرة ولا تتماشى مع المصالح المعنوية للمستهلك، كالمواد التي تدخل في قائمة المحرمات. وعلى هذا الأساس، يرى السيد زبدي أنه في مجال المخابر لا نزال متخلفين، ولابد من مراسيم تنفيذية تلزم المستورد أوالمتعامل الاقتصادي الذي يعمل بمواد أولية مستوردة خاصة في المجالين الغذائي والتجميلي أن تقوم بتحاليل على مستوى مخابر معتمدة ويتم الاعتراف بها على مستوى أجهزة الرقابة الجزائرية. وعن الإنذارات التي تطلقها المؤسسات والهيئات العالمية، أوضح أنه ليس لدينا خيار إلا باتباعها والتقيد بخلاصتها، كون فاقد الشيء لا يعطيه، داعيا مصالح الرقابة لمسايرة جميع البيانات التحذيرية والعمل على تطبيقها، وإعلام المستهلك بها. وأضاف زبدي أن المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، ستتبنى ما تقوله هذه الهيئات، إذا تم التأكد من مصدر المعلومة وكذلك عدم وجود إعلام مضلل.