تجار يتحايلون على النساء بعرض مواد تجميلية مقلّدة بأسعار باهظة! تتهافت النسوة على محلات بيع مستحضرات التجميل التي غزت الأسواق بغضّ النظر عما إذا كانت من الماركات المعروفة أم لا، إلا أن المؤسف في الأمر أن معظم هذه المستحضرات تحتوي على مواد كيميائية قد تكون مسرطنة وتصيب مستعملتها بعدة أمراض وطفحات جلدية. وفي استطلاع للراي تبين أن النسوة أصبح همهن الوحيد الظهور جميلات ولو على حساب سلامتهن وصحة بشرتهن! يشترين مواد التجميل وخاصة “الماكياج” بأثمان بخسة من الأسواق والمحلات دون معرفة مصدرها، هذه المواد التجميلية المستوردة التي تدفقت بشكل عشوائي، دون مراعاة لمقاييس النوعية والشروط الصحية للحفظ! وفي حديث “المساء” مع بعض النسوة حول أخطار الماكياج قالت إلهام إن ابنتها نسرين غدت بندبة على مستوى الجبين، تسببت في حدوثها أستاذتها بعدما وضعت لها أحمر الشفاه في هذه المنطقة في إحدى المناسبات حيث كانت ترتدي “الساري” الهندي؛ ما أصابها بالحكة مباشرة، ثم احمرار وحرق من الدرجة الثانية، ترك لها ندبة لحوالي ست سنوات! من جهة أخرى، قالت نبيلة متخصصة تجميلية بأحد الصالونات بالعاصمة، “أصبحت المرأة المستهلكة للمواد التجميلية في خطر محدّق؛ بسبب اقتنائها لمنتجات غير صالحة وأخرى خطيرة على الصحة تباع بأسعار مغرية، نجح الباعة في جعلها تشكل هوسا للسيدات”. وفي جولة بأحد المحلات بالعاصمة المشهور ببيع المنتجات المغشوشة بأسعار أصلية، لاحظنا تهافت النساء على الطاولات والرفوف المملوءة بكميات هائلة من مستحضرات التجميل المقلّدة لأشهر العلامات العالمية، والعطور ومزيلات الروائح والكريمات الخاصة بالبشرة وغاسول الشعر والأصباغ وأنواع الصابون المقلَّدة بطريقة النسخ. حدثتنا الدكتورة بن نونة أخصائية في أمراض الجلد، عن المواد التجميلية التي تسبب العديد من المشاكل للبشرة، فقالت: “إن المواد التجميلية حتى وإن كانت أصلية فمعظمها يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة؛ بظهور التجاعيد حول العينين وحول الفم، خاصة إذا كانت هذه المواد تغلق مسامات البشرة ولا تسمح لها بالتنفس طبيعيا، ك “الفون دوتان” الذي يتسبب في تراكم الأوساخ والمواد الكيميائية تحت الجلد؛ ما يؤدي إلى ظهور البثور والرؤوس السوداء، التي ما هي إلا أوساخ وبكتيريا مجهرية يصعب إزالتها، ولا يكفي الماء والصابون للتخلص منها بسبب عمقها”. وعن المواد المقلَّدة فإن سعرها يترجم خطورتها، فحصولنا على منتوج أصله يساوي 9000دج، والمقلَّد يُعرض ب 550 دج، هذا يعطينا فكرة عن المواد المستعمَلة في تركيبة هذه المواد التجميلية، فمعظمها تحتوي على مادة الرصاص، وهذه المادة قد تصيب الجلد بطفحات واحمرار، لتصل إلى الإصابة بالسرطان”. كما شدّدت الدكتورة على أن مواد التجميل أصبحت مثل الأدوية، لكثرة استعمالاتها ولأغراض طبية في بعض الأحيان، مثل الوقاية من أشعة الشمس أو لتساقط الشعر، ولذا لا بد من أن تكون مصنوعة بحرص، ومزوَّدة بتاريخ نهاية الصلاحية ودليل استخدام. وأضافت بن نونة أن مواد التجميل المقلّدة والمغشوشة انتشرت كثيرا في السوق، وهو ما يؤكده تزايد حالات الكشف على مستوى مصالح أمراض الجلد، بسبب هذه المواد التي تسبب الحرق في بعض الأحيان؛ حيث أصبح المواطنون في السنوات الأخيرة يستخدمون كثيرا مواد التجميل بعدما كانت في وقت مضى تقتنيها المرأة المتزوجة فقط، إلا أن غياب المراقبة عن هذه المواد من جهة، والجهل بطريقة استخدامها الصحيحة من طرف الكثيرات من جهة أخرى، قد يؤدي إلى حدوث مشاكل جلدية لدى المستهلكات”. وأشارت إلى أن “الكثير من النساء لا يلتزمن بالاستخدام الصحيح لهذه المواد، مما يولّد حساسيات ومشاكل صحية”. ونبّهت إلى أن أغلب المواد المستوردة موجهة للاستهلاك في طقس يختلف تماما عن طقس بالجزائر، المتميز بالحرارة والتعرض المستمر لأشعة الشمس والرطوبة، وهو ما قد يؤدي إلى مضاعفات جانبية. وحذّرت الدكتورة من اقتناء مختلف المراهم والمحاليل المقلّدة الخاصة بالتجميل، التي تباع على أرصفة الشوارع وعلى مستوى الأسواق الشعبية، حيث تم تسجيل عدة حالات حروق خطيرة على مستوى الوجه، لأشخاص استعملوا تلك المراهم، وتطلّبت حالاتهم الخضوع لجلسات علاجية لفترة طويلة.