أعلن وزير المجاهدين السيد الطيب زيتوني، أول أمس، عن تحويل المنزل الذي ولد به الشهيد العربي بن مهيدي، بدوار الكواهي بالقرب من عين مليلة (أم البواقي) إلى ملحقة لمتحف المجاهد. وأعطى الوزير الذي زار المنزل الذي ولد به العربي بن مهيدي في 1923، تعليمات "للشروع من الآن في الإجراءات الإدارية لتسريع تجسيد هذا المشروع". وتم هذا الاعلان بمناسبة إحياء ذكرى استشهاد البطل بن مهيدي، (اغتيل ليلة 3 إلى 4 مارس 1957) والتي تميّزت بتدشين نصبين شيّدا تكريما لذكرى هذا البطل، أولهما بمركز دوار الكواهي والثاني بوسط عين مليلة. وترحم السيد زيتوني الذي كان بمعية السلطات المدنية والعسكرية وأفراد من أسرة الشهيد وعديد المواطنين من بينهم مجاهدون وأبناء شهداء على روح الشهيد أمام النصب التذكاري المتواجد بدوار الكواهي بالقرب من منزل بن مهيدي، حيث وضع إكليلا من الزهور. وأكّد بالمناسبة أنه يتعين أن تكون ابتسامة بطل الجزائر المكافحة التي كان يحافظ عليها وهو مكبّل اليدين ومحاطا بمعذّبيه... تلك الابتسامة التي كانت تنير وجهه وقت إعدامه ليلة 3 إلى 4 مارس 1957، مثالا للأجيال الشابة لأنّها تظل رسالة أمل لجزائر قوية وشعب موحد وهادئ". وقال بأن لحظات الترحم "يتعين أن تسمح لنا أيضا بتقييم أنفسنا"، داعيا الشباب إلى "القيام بمثل ما فعله أسلافهم وأن يكونوا في مستوى تطلعات شهداء الجزائر الذين قدّموا تضحيات جسيمة من أجل تحرير البلاد من الاستعمار". وبعد أن دعا أيضا إلى "الأخوّة والتسامح" في صفوف الشعب الجزائري، تطرق الوزير للدستور الجديد للبلاد ليؤكد "أهميته في تثمين خصال وتضحيات جميع أولئك الذين شاركوا في حرب التحرير الوطنية وفي الحفاظ على الذاكرة الجماعية". وأشرف السيد زيتوني بجامعة أم البواقي على اختتام أشغال ملتقى حول العربي بن مهيدي نظّم من طرف الجامعة التي تحمل اسمه. وصرح في كلمة ألقاها بالمناسبة بأن "البحث في مسيرة البطل العربي بن مهيدي لا تزال متواصلة"، مضيفا أن الشهيد كان يحمل صفات "قلّما تجتمع في شخص واحد وقد اجتمعت باستحقاق في شخص البطل العربي بن مهيدي"، مذكّرا بما قاله رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة فيه "إنه من الإعجاز الحديث عن هذا الرجل الذي هو ملحمة أمّة بأكملها وضمير ثورة عملاقة وعصارة التاريخ المجيد".ة وسجّل السيد زيتوني أبرز ما ميّز شهيد الثورة لاسيما قدرته الكبيرة على استشراف المستقبل، وخير دليل على ذلك مقولته الشهيرة "ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"، ناهيك عن بطولة هزمه جلاّديه بابتسامته وهو مكبّل اليدين مقودا لآخر محطات حياته. وكان بطل الكفاح من أجل الاستقلال الذي قال ذات يوم "ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب" أصغر أبناء العائلة التي تتكون من ثلاث فتيات وولدين.