أدانت محكمة وهران أمس عبد الفتاح زراوي حمداش بالحبس 6 أشهر، منها ثلاثة نافذة مع غرامة مالية مقدرة ب50 ألف دينار في قضية تهديده وتحريضه على قتل الكاتب والصحفي كمال داود في ديسمبر 2014. وتم النطق بهذا الحكم في غياب الطرفين، حيث طلب محامي الكاتب الصحفي خلال جلسة المحاكمة، تطبيق القانون من أجل "إعادة الاعتبار للضحية، ودينار واحد رمزي كتعويض"، فيما كان ممثل النيابة العامة قد التمس خلال جلسة الأسبوع الماضي، حكما بستة أشهر حبسا نافذا ضد المتهم، إضافة إلى غرامة مالية قدرها 50 ألف دينار. وتعود تفاصيل هذه القضية التي شدت اهتمام الصحافة وأثارت ردود أفعال مستنكرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى شهر ديسمبر 2014، حيث قام الضحية بإيداع شكوى ضد حمداش (مسؤول ما يُعرف بحزب جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية غير المعتمد)، إثر دعوة وجّهها هذا الأخير لإعدام الكاتب الصحفي كمال داود، متهما إياه "بالكفر والزندقة والتطاول على الذات الإلهية، والإساءة للدين الإسلامي..". وصاحب تحريض حمداش على قتل الكاتب الصحفي بسبب تصريحاته عن الإسلام والعروبة، حملات تنديد وتضامن عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب عدد من المثقفين في بيان لهم بمتابعة عبد الفتاح حمداش لخطورة دعوته، وعبّروا عن رفضهم المطلق لكل شكل من أشكال التطاول على الدين الإسلامي والمقدسات، واستنكارهم في الوقت نفسه، الفكر المتطرف الذي يستخدم لغة الدم والتهديد ضد الحريات الشخصية.وقد نفى المدعى عليه زراوي حمداش خلال جلسة المحاكمة، التهمة الموجهة إليه، وأشار إلى أنه وجّه دعوته "كمواطن وعضو في الرابطة الدولية للعلماء المسلمين"، حيث طالب السلطات العمومية للبلاد "بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية ضد كمال داود؛ كونه مس بقيم الإسلام والأمة". وأشار حمداش إلى أنه أراد من خلال ردة فعله "الاحتجاج على الأفكار الواردة في رواية كمال داود، إلى جانب تصريحاته التي أدلى بها على قناة تلفزيونية فرنسية"، معتبرا تصريحات وأفكار كمال داود "تمس بمشاعر المسلمين وقيم الأمة الجزائرية وهويتها".من جهته، اعتبر محامي كمال داود أن الدعوة التي نشرها حمداش على حسابه الشخصي على شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك" وكذا خلال استضافته في حصة لقناة جزائرية خاصة، بمثابة "تحريض صريح لإزهاق روح الكاتب، الأمر الذي يُعتبر وفق القوانين، تهديدا بالقتل".