عرف صالون التشغيل والمواهب في طبعته 13 "المنظم مؤخرا بقصر الثقافة، توافد أعداد هائلة من الشباب من حاملي الشهادات، كلهم أمل في دفع سيرهم الذاتية وقبولهم لولوج عالم الشغل الذي تحول بالنسبة لكل المتخرجين إلى هاجس مخيف ينتظرهم بمجرد نهاية الدراسة. "المساء" احتكت ببعض الشباب ورصدت آراءهم وتطلعاتهم بعد وضع سيرهم الذاتية. على الرغم من أن الصالون احتضن 54 مؤسسة عمومية وخاصة في شتى المجالات الاقتصادية والمالية وكذا في مجال الاتصال والتسيير، غير أن كل الأجنحة كانت مزدحمة، حيث لا تكاد ترى نوع المؤسسة المشاركة، إذ يرغب الكل في العمل على الرغم من أن أغلب المستجوبين أنهوا دراستهم الجامعية حديثا، والمفارقة أن بعض الشباب بادروا بوضع سيرهم الذاتية في بعض التخصصات، حتى وإن لم تكن ضمن اهتماماتهم، أملا فقط في التوظف الذي وصفه البعض بالحلم صعب التحقيق. رغم أنه ليس تخصصي ولكن لا يهم! البداية كانت مع الشابة إيمان 28 سنة، التي استغلت فرصة تواجدها بقصر الثقافة محل الصالون لاكتشاف جماله، خاصة أنها تزوره لأول مرة، حدثتنا قائلة "تخرجت من جامعة باب الزوار منذ عام 2013 تخصص هندسة الطرائق، وقد شغلت بعض المهن فقط لاكتساب الخبرة المهنية التي تعتبر مطلوبة اليوم جدا في أغلب المؤسسات، وتضيف "زيارتي إلى الصالون كانت من أجل وضع أكبر قدر من السير الذاتية في مختلف الشركات والمؤسسات المشاركة" وتعلق "على الرغم من أغلب المؤسسات التي وضعت فيها سيرتي الذاتية لم تكن من صميم اختصاصي، ومع هذا أتطلع إلى أن يتم قبولي لأن المهم بالنسبة لي هو العمل وفقط. تخصصي غير موجود وسيرتي الذاتية ظلت بحوزتي من جهته جمال الدين جوادي الذي كان يتجول بين أجنحة العارضين بمعنويات محبطة، حدثنا قائلا "تخرجت من كلية العلوم الإسلامية بالخروبة عام 2015، وأعمل اليوم في مؤسسة تجارية بباب الزوار كعون أمن مكلف بالنظام، زرت هذا الصالون علني أجد فرصة توظيف في تخصصي، لكن للأسف الشديد، ظلت سيرتي الذاتية بحوزتي لأنني لم أجد ما يتناسب وتخصصي بحكم أن كل المؤسسات والشركات الحاضرة لديها طابع إما اقتصادي أو مالي. وهو نفس الانطباع الذي رصدناه عند الشابة رفيقة تخصص بيولوجيا التي قالت "أصبت بخيبة أمل كبيرة لأنني لم أجد أين أضع سيرتي الذاتي بحكم أن تخصصي غير مطلوب، ولأن الوكالة الوطنية للتشغيل (أنام) كانت حاضرة، لم أجد غيرها للتخلص من سيرتي الذاتي حتى أشعر بنوع من الرضا النسبي". اخترت ما يستجيب لتخصصي لرفع حظوظ توظيفي أما عبد المالك بليل تخصص إعلام آلي فحدثنا قائلا "تخرجت من جامعة الجزائر 2 منذ عام 2011، وتوظفت في مجال تخصصي بالجامعة، غير أنني لا أرضى بمنصب عملي ولديّ رغبة في العمل ببعض المؤسسات أو الشركات المعروفة، من أجل هذا قصدت الصالون، حيث وضعت سيرتي الذاتية في كل المؤسسات التي أعتقد أنها يمكن أن تستجيب لتخصصي حتى تكون حظوظي في التوظيف كبيرة من أجل الفوز بمنصب عمل ويعلق "وإن كنت أعتقد أمام هذا الكم الهائل من الوافدين على الصالون، أن المنافسة كبيرة والراغبين في العمل كثر، بالتالي فإن الحصول على عمل حلم صعب التحقيق. الخوف من البطالة جعلني أودع سيرتي الذاتية قبل التخرج على الرغم من أن الشابة فطيمة سايح لم تنه دراستها بعد، إلا أنها بادرت إلى بالمشاركة في الصالون وقالت "أدرس ماستر محاسبة والوظيفة تشغل تفكيري إلى حد أنني فكرت في البحث عن عمل حتى قبل أن أنهي دراستي لأختصر الوقت". وتضيف "فكرة الصالون تستحق التثمين لأنها جمعت بين المؤسسات الباحثة عن موظفين وبين الباحثين عن وظيفة وتحديدا من الإطارات الجامعية من حاملي الشهادات". مشيرة إلى أن أكثر الأمور التي نالت إعجابها؛ الورشات المفتوحة التي عن طريقها تمكنت من التعرف على الطريقة الصحيحة لكتابة السيرة الذاتية وعلى الكيفية المقبولة للتقرب من المقابلة المهنية.